على الرغم من إشارة المراقبين إلى عدم وجود أي تقدّم ميداني يُذكر، ادّعت موسكو أمس أن جنودها يتقدّمون في كلّ مناطق الجبهة الأوكرانية. وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو: «يتحرّك جنودنا بكفاءة وحزم، إذ يحتلّون موقعاً أفضل ويوسّعون مناطق سيطرتهم في كلّ الاتجاهات».
وأضاف شويغو في إيجاز أمام كبار القادة العسكريين أن الجنود الروس «يُلحقون أضراراً بالغة بالقوات المسلّحة الأوكرانية ويخفضون بشكل كبير قدراتها القتالية»، في حين أعلنت وزارته الأربعاء أن الجيش الروسي سيطر على قرية خروموف الصغيرة على أطراف باخموت في منطقة دونيتسك، لكن تحقيق أي مكاسب ميدانية أخرى يُعدّ أمراً بعيد المنال. مكّن تحسّن أحوال الطقس بعد عاصفة قوية ضربت جنوب أوكرانيا وروسيا في وقت سابق هذا الأسبوع، القوات الروسية من تكثيف هجماتها واستئناف استخدام المسيّرات، وفق مسؤولين أوكرانيين. ويتحدّث محلّلون عن أن قوات موسكو حقّقت مكاسب تدريجية في أفدييفكا، وإن تمّ ذلك بكلفة بشرية هائلة، بينما تؤكد كييف أن قوّاتها تواصل صدّ الهجمات الروسية.
وشدّد الجنرال الأوكراني أولكسندر تارنافسكي في إيجازه اليومي على أن «قوات الدفاع عنا صامدة في منطقة أفدييفكا»، مؤكداً أن الهجوم الأوكراني بدوره، «متواصل في قطاع ميليتوبول» الجنوبي.
توازياً، أطلقت القوات الروسية أكثر من 20 مسيّرة هجومية إيرانية الصنع وصاروخَين على جنوب البلاد وشرقها ليل الخميس - الجمعة. وأعلن سلاح الجو الأوكراني إسقاط 18 من المسيّرات وصاروخ فوق المناطق الجنوبية.
في الأثناء، أكدت وزارة الدفاع الروسية تدمير مسيّرة بحرية أوكرانية قبالة الساحل الغربي لشبه جزيرة القرم، التي ضمّتها موسكو بشكل أحادي عام 2014، في حين كشفت كييف أنها رتّبت هجمات على خط سكك حديد روسي في سيبيريا، على بُعد آلاف الكيلومترات عن خط الجبهة، في آخر عملية تخريب يُعلن عنها داخل الأراضي الروسية.
وقال مصدر في أجهزة إنفاذ القانون الأوكرانية لوكالة «فرانس برس» إنّ «الروس سقطوا مرّتين في فخ جهاز الأمن الأوكراني. انفجر قطار وقود ثانٍ على خط سكك الحديد الرابط بين بايكال وأمور». ولم يصدر أي ردّ علني من الجانب الروسي، لكن موسكو أكدت أنّ فريقاً على متن قطار لاحظ في وقت سابق هذا الأسبوع الدخان يتصاعد في ناقلة وقود واستدعيت فرق الإطفاء إلى الموقع.
وفي وقت سابق أمس، أعلن جهاز الأمن الفدرالي الروسي توقيف شخص يحمل الجنسيّتَين الروسية والإيطالية لتنفيذه هجمات بهدف التخريب بأمر من الاستخبارات العسكرية الأوكرانية. ويتّهمه محقّقون بشنّ هجوم بمسيّرة ضدّ قاعدة عسكرية في منطقة ريازان في تموز، وإخراج قطار شحن عن مساره باستخدام متفجّرات الشهر الماضي.
من جهة أخرى، انتقد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا من جديد، معرباً عن «لامبالاته» بمصيرها، خلال كلمة أثناء انعقاد المجلس السنوي للمنظمة الذي يُشارك فيه. وقال لافروف من سكوبيي، حيث ينعقد الاجتماع الثلاثين للمجلس الوزاري للمنظمة منذ الخميس: «تأكدنا من أن زملاءنا الغربيين لم يتعلّموا أي دروس من سياستهم الكارثية التي تهدف إلى تدمير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا».
وفي قاعة مزدحمة بالصحافيين، قال لافروف إنّ «المنظمة تحوّلت إلى حالة لا تُثير سوى اللامبالاة تجاه مستقبلها». وروسيا إحدى الدول الأعضاء الـ57 في المنظمة التي أُنشئت عام 1975 لتسهيل الحوار بين الشرق والغرب. وتمرّ المنظمة بأخطر أزمة منذ تأسيسها قبل 48 عاماً بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا.