أظافرك معرّضة للتساقط حين تتجول في الفضاء

02 : 00

لا مفر من أن يضطرب جسم الإنسان في الفضاء. تطوّر البشر في بيئة الأرض منذ مئات ملايين السنين، لذا من الطبيعي أن يتأثروا عند ابتعادهم عن البيئة التي اعتادوا عليها.

عند القيام بنشاطات خارج المركبة الفضائية، قد يصاب البشر بضرر لافت وغريب. يتعرض عدد مفاجئ من رواد الفضاء لمشكلة انحلال الأظافر التي ترتبط على ما يبدو بالضغط الجوي أكثر من الجاذبية.

يكون الضغط المحيط في الفضاء محدوداً جداً، ولا يناسب هذا الوضع جسم الإنسان. للحفاظ على أعلى مستويات السلامة أثناء النشاطات خارج المركبة الفضائية، يجب أن تكون بدلة رائد الفضاء مضغوطة. لكن تطرح هذه الظروف مشكلة على مستوى اليدين.

يكتب فريق البحث بقيادة عالِمة الأوبئة جاكلين شارفا من «مختبرات وايل»: «الإصابات في اليد شائعة وسط رواد الفضاء الذين يتدربون على نشاطات خارج المركبة الفضائية. حين تنضغط القفازات، هي تحدّ الحركة وتخلق نقاط ضغط خلال المهام، ما يؤدي أحياناً إلى أعراض مثل الألم، والتعب العضلي، والخدوش، وإصابات أكثر خطورة مثل تساقط الأظافر. سُجّلت إصابات مماثلة خلال التدرّب على تلك النشاطات الخارجية وأثناء الرحلات الفضائية على مر تاريخ وكالة «ناسا»، بغض النظر عن طبيعة المهام أو نموذج القفازات المستعمل».

قد تطول مدة النشاطات خارج المركبة، ما يعني أن يبقى المستخدم داخل البدلة الفضائية لفترة طويلة بلغ أقصاها 8 ساعات و56 دقيقة. إنها مدة طويلة عند الاضطرار لارتداء قفازات قد تُسبب إصابات في اليد أو تزيدها سوءاً.

اليد بالغة الأهمية، لا سيما عند القيام بمهام يدوية خارج المركبة الفضائية. فكّر العلماء كثيراً بهذه المسألة. هم يعترفون بأن المشكلة تحصل بغض النظر عن تصميم القفازات، وقد تبيّن أن تحديد أسباب المشكلة صعب على نحو مفاجئ.

في العام 2010، حلل فريق من الباحثين 232 إصابة يد تعرّض لها رواد الفضاء، واكتشفوا رابطاً بارزاً بين عرض ومحيط المفاصل السنعية السلامية (أي المفاصل في أعلى قبضة اليد، حيث يلتقي الكف بالأصابع) وخطر التعرّض للإصابة.

كشفت دراستهم أن قفازات بدلة الفضاء تحدّ من حركة تلك المفاصل، ما يزيد الضغط على الأصابع. سرعان ما يتراجع تدفق الدم، وتتضرر الأنسجة، وتتساقط الأظافر.

تكون قفازات بدلة الفضاء معقدة نسبياً، فهي تتألف من أربع طبقات على الأقل: الطبقة المريحة التي تحتكّ بالجلد مباشرةً، والطبقة الضاغطة التي تنتفخ وتتصلب عند الضغط على القفاز، والطبقة الكابحة التي تُستعمل للتصدي لتصلّب الطبقة الضاغطة وتسهيل الحركة، والطبقة الخارجية التي تتألف من «ملابس نيزكية حرارية دقيقة» وتحمي المستخدم من آثار الفضاء. تكون هذه الطبقة الخارجية مصنوعة من طبقات متعددة خاصة بها.

لتقليص عوامل الخطر المرتبطة بانحلال الأظافر، حلل فريق بقيادة كريستوفر ريد، مهندس سابق في شركة «لوكهيد مارتن» يعمل راهناً في «بوينغ»، إصابات الأظافر لدى رواد الفضاء. نُشرت نتائج البحث في وقتٍ سابق من هذه السنة. قيّم العلماء 31 إصابة من نوع انحلال الأظافر لدى 22 رائد فضاء: 27 منها خلال تمارين تدريبية، وأربعة منها أثناء القيام بنشاطات خارج المركبة الفضائية.

تبيّن أن تصميم القفازات له دور مؤثر بدرجة معيّنة. من بين نوعَي قفازات خضعا للدراسة، ارتبط أحدهما بزيادة خطر فقدان الأظافر بمعدل 8 مرات ونصف. وقعت معظم الإصابات في الإصبع الأوسط، وكان حجم القفاز وطول الإصبع الأوسط من العوامل المؤثرة أيضاً. كذلك، بدت الإصابة بانحلال الأظافر أكثر شيوعاً لدى النساء.

في المحصلة، توحي هذه النتائج على ما يبدو بتأثير محتمل للقفاز الرديء. تكون القفازات التي يستعملها رواد الفضاء في وكالة «ناسا» على الأقل مناسبة لكل مستخدم. لكن قد يظهر حل فاعل أخيراً بفضل بدلات فضائية جديدة ستُطرَح قريباً.


MISS 3