المناظرة الجمهورية الرابعة: أجواء حامية وتبادل إهانات!

02 : 00

ديسانتيس وهايلي خلال المناظرة أمس الأوّل (أ ف ب)

تبادل 4 مرشحين جمهوريين لنيل بطاقة ترشيح الحزب للانتخابات الرئاسية المقبلة الاتهامات، خلال مناظرة رابعة حامية وحاسمة عُقدت في ولاية ألاباما أمس، قبل بدء الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ولاية أيوا في 15 كانون الثاني 2024 التي ستُحدّد الفائز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات العام المقبل، في حين يبقى الرئيس السابق دونالد ترامب الذي تغيّب عن كلّ المناظرات بما فيها الأخيرة، متصدّراً استطلاعات الرأي بفرق كاسح.

وبرزت سلسلة مواجهات ثنائية محتدمة، كان أهمّها التي سُجّلت بين حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، المتنافسين على المرتبة الثانية بعد ترامب، إذ بادر ديسانتيس إلى اتهام هايلي بالخضوع للشركات والمموّلين الكبار الذين أعلنوا دعمهم لها في الأسبوعين الأخيرين، بينما أكدت هايلي أنها ستقبل «دعم الشركات، ولكن لن أسألهم ما هي سياستهم، بل هم يسألون عن سياساتي وخططي»، مشيرةً إلى أن ديسانتيس «يشعر بالغيرة لأنّ الشركات دعمتها ولم تدعمه».

وعبّر حاكم نيوجيرسي السابق كريس كريستي ورجل الأعمال فيفك راماسوامي عن «احتقار» أحدهما الآخر، حيث رأى راماسوامي أن كريستي «يجب أن يُغادر المناظرة»، فيما وصف كريستي راماسوامي بأنه أكثر شخص مزعج في أميركا. واستعمل راماسوامي إهانات لفظية متعدّدة هذه المرّة، إذ قال إنّ بقية المرشحين سعوا إلى «لعق حذاء ترامب» لسنوات، في حين وصف هايلي بأنها «فاسدة وفاشية»، كما حمل ورقة كتب عليها «هايلي = فساد» ليُلاقى بصيحات استهجان. ولم تردّ هايلي على راماسوامي، مؤكدةً أنه «لا يستحقّ الوقت الذي يستغرقه الردّ».

وسيطرت ملفات السياسة الخارجية على مقدار مهمّ من المناظرة، خصوصاً الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» والعلاقات مع طهران، حيث أكد ديسانتيس دعم إسرائيل، معتبراً أن الإدارة الحالية لا تضغط على إيران بالقدر الكافي من خلال عدم السماح لها بالوصول إلى أرباح النفط التي تُساعد من خلالها «حركات مسلّحة مثل «حماس» وغيرها في الشرق الأوسط». أمّا هايلي، فشدّدت على أنه لضرب «حماس»، يجب ضرب البنى التحتية لإيران في سوريا والعراق للضغط عليها وفرض المزيد من العقوبات.

وبينما أجمع المرشّحون على دعم إسرائيل، بدا بعض الخلافات حول دعم أوكرانيا، إذ شدّدت هايلي على ضرورة استمرار الدعم الأميركي لكييف، لأنّه «في حال انتصرت روسيا، ستجتاح الصين تايوان»، مشيرةً إلى أن واشنطن «يجب أن تكون قوية، وتساند حلفاءها». وكرّر راماسوامي دعوته إلى تسوية الأزمة بين أوكرانيا وروسيا عبر محادثات سلام. ووصف كريستي حديث راماسوامي عن اتفاق سلام بـ»المهزلة»، مشيراً إلى أنه «لا يفهم الكثير من سياسات الولايات المتحدة». وبالنسبة إلى طموحات الصين في السيطرة على تايوان، لم يتعهّد ديسانتيس بتدخّل الجيش الأميركي لحماية الجزيرة في حال قرّرت بكين اجتياحها، إنّما اعتبر أنه «يجب العمل على عدم الوصول إلى هذه المرحلة بواسطة الردع». أمّا هايلي، فأكدت أنه يجب الدفاع عن تايوان في شكل مشترك مع حلفاء واشنطن في شرق آسيا، فيما تعهّد راماسوامي بالدفاع عن تايوان بواسطة الجيش الأميركي وبتسليح الشعب التايواني.

وحول تقدّم ترامب بفارق كبير عن أقرب منافسيه، أكد ديسانتيس الذي يُعتبر «الخيار الثاني» بالنسبة إلى مؤيّدي ترامب، أنه يتوجّب على الحزب الجمهوري اختيار شخص أكثر حيوية من ترامب وشخص يستطيع أن يكون رئيساً لولايتَين، وأقلّ تقدّماً في السنّ من الرئيس السابق. وكان كريستي الوحيد الذي هاجم ترامب في شكل صريح وحازم، بحيث اعتبر أن ترامب «جبان» لتغيّبه عن المناظرات، واصفاً إيّاه بـ»الديكتاتور والمتنمّر والرجل الحانق الغاضب الساعي للإنتقام». كما أكد أن «ترامب لا يهمّه الشعب الأميركي، بل يتطلّع إلى مصالحه فقط».

على صعيد أميركي آخر، أعلنت شرطة لاس فيغاس مقتل 3 أشخاص على الأقلّ وإصابة شخص آخر حالته حرجة برصاص مسلّح أطلق النار الأربعاء في حرم جامعة نيفادا، قبل أن يلقى مصرعه بعد اشتباك مع الشرطة.


MISS 3