الحريري يفرض معادلة "القصر مقابل السراي"

02 : 00

الحريري: أبارك للعهد القوي الإنجازات القوية (دالاتي ونهرا)

"لم أطالب بالعودة إلى رئاسة الحكومة ولا أريدها"، بهذا الجواب رد الرئيس سعد الحريري على الاتهامات التي تطاوله بسعيه إلى العودة للجلوس على كرسي السراي الحكومي، واضعاً ضمن تصريحاته معادلة ثابتة في التعاطي مع كيدية العهد عنوانها "القصر مقابل السراي"، لتكون بمثابة انذار لرئيس الجمهورية ميشال عون والتحذير من اقدام نائب رئيس الحكومة على المداومة في السراي، بالقول: "هذا الأمر لن يمر".

واعتبر الحريري في دردشة صحافية أن "حكومة التكنوقراط التي قالوا يوماً إنها خالية من الأحزاب وأعطيناها فرصة مئة يوم لم تُحقّق أياً من الأهداف التي أتت من أجلها، والبلد يشهد حالياً انهياراً اقتصادياً في غاية الخطورة"، وأكد أن هناك محاصصة في التعيينات، "وهي ليست لملء الفراغ بل لممارسة الكيدية ضد الأطراف غير المشاركة في الحكومة".

وفي موضوع الإصلاحات، قال: "لقد أوقفت رئاسة الجمهورية بكل فخر التشكيلات القضائية، وما يحصل اليوم هو أنه عندما يُتّخذ قرار في مجلس الوزراء، لا يلبثون ان يعودوا عنه، وكأنه ليس هناك رئيس حكومة ولا صلاحيات لرئيس الحكومة. وأبارك للعهد القوي الإنجازات القوية والتعيينات القوية".

ولاحظ الحريري تهديداً مُستمرّاً لعدد من مكوّنات الحكومة بالإستقالة "في الوقت الذي يجب ان تكون حكومة تكنوقراط". ولفت الى "أنّنا اليوم نجد نائبة رئيس الحكومة تداوم في السراي وبالتزام"، وأكد رفضه "لهذه الأعراف التي يحاول البعض ترسيخها وانها لن تمرّ". وقال: "اذا أرادوا وضع أحد في السراي سنضع مقابله شخصاً آخر في رئاسة الجمهورية، فكفى تعدّياً على صلاحيات رئاسة الحكومة ووضع أعراف جديدة لن تمرّ، وأي رئيس حكومة لديه ذرّة فهم لهذا البلد لن يقبل بهذا الأمر".

وعن ردّه الأخير على رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع اوضح الحريري: "ليس هناك أمر أوجب ذلك. لكن الحكيم منذ فترة يقول إنه هو يعرف أين هي المصلحة، وما هي مصلحة سعد الحريري وكيف يجب على سعد أن يتصرّف. رأيي في هذا الموضوع قلته بالأمس وانتهى وقلت له: افعل أنت ما تراه مصلحتك، وأنا أعرف مصلحتي". وأعلن الحريري أن مصلحته لن تعلو على مصلحة الناس.

وقطع الحريري الطريق على عودته الى رئاسة الحكومة وقال: "أنا لا أطالب بالعودة إلى رئاسة الحكومة ولا أريد ذلك. أنتم تعرفون شروطي. وحين أنظر إلى الحكومة أرى أنها لا تملك 1% من الشروط التي كنت أطلبها، علما أنها كان يفترض أن تكون حكومة تكنوقراط. إذا كان الفريق الذي يستأجر هذه الحكومة يريد أن يغيّر فهذا شأنه، أنا لست راكضاً ولا أريد العودة والسلطة لا تعنيني، من يعني لي هم الناس".ووضع الحريري حدّاً لما يحكى عن صراع بينه وبين شقيقه بهاء بقوله: "بهاء أخي الكبير، وهناك ممّن هم غائبون منذ فترة متعطّشون لدور لهم في لبنان ويجربون أنفسهم، ولكلٍّ الحق بأن يُجرّب. أما بالنسبة إلينا كتيار المستقبل فإن هذا لا يؤثر علينا بشيء".

وعن طرح حكومة عسكرية، سأل: "هل ينقصنا عسكر في البلد؟ هل نحن دولة عسكرية أم ديموقراطية"؟

ورأى ان ما يحدث في المنطقة "هو صراع أميركي روسي تركي إيراني"، وشدّد على وجوب "أن ننأى بأنفسنا عن كل هذه الأمور التي لا دخل لنا بها". وقال: "إذا أراد لبنان فعلاً أن يعود إلى مكان يمكنه من خلاله مخاطبة المجتمع الدولي من جديد، فعلى الأقل عليه أن يحترم كلامه وموقفه بالنأي بالنفس".

وتحدّث الحريري عن علاقة "جيّدة جداً" مع رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية و"مميزة" مع الرئيس نبيه بري ورئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط، ومع حزب "الكتائب". وقال: "ربما نختلف مع الكتائب بوجهات النظر لكن على الأقل هناك احترام متبادل"، وكشف انه سيلتقي فرنجية قريباً.


MISS 3