عيسى يحيى

بعلبك إلتزمت الإضراب وانتفضت على التعيينات

13 حزيران 2020

02 : 00

بعلبك

ألهب الإرتفاع الجنوني لسعر الدولار الشارع، وبقدرة قادر، وصل سعر صرف الدولار في السوق السوداء أمس إلى سبعة آلاف ليرة، لترتفع معه الأسعار بشكل إستطرادي، ويقف المواطن مُتفرّجاً على الإنهيارات التي تتوالى على رأسه، من دون مُنقذٍ، سوى وعود كاذبة تُطلقها الحكومة وأطرافها السياسية لإمتصاص نقمة الشارع الذي ارتفعت وتيرة تحرّكاته أمس في مختلف المناطق، ومنها بعلبك، حيث قطع ناشطون الطريق عند دوار الجبلي بالسيارات، وافترشوا الأرض إحتجاجاً، مُلاقين التحرّكات التي شهدتها مختلف المناطق. كذلك قطع محتجّون طريق عام اللبوة في البقاع الشمالي، رافعين شعارات مُندّدة بالحال الذي وصلوا إليه.

إنتفاضة البقاعيين على الواقع المعيشي، سبقتها إنتفاضة على وسائل التواصل الإجتماعي إثر التعيينات الأخيرة التي أقرّها مجلس الوزراء، وغابت كالعادة حصّة بعلبك فيها من وظائف الفئة الأولى للطائفة الشيعية وغيرها من الطوائف. غير أن إنتفاضة الطائفة الشيعية على التعيينات جاءت لوجود "حزب الله" وحركة "أمل" في الحكومة الحالية، وهي أتت أيضاً مُترافقة مع شحّ المازوت من المحطّات، وفقدان الدولار في السوق، حيث أقفل الصرّافون ابواب محالهم أمس، وامتنعوا عن البيع.

غليان الشارع أمس قابله للمرة الأولى، توقّف اصحاب المحال التجارية والسوبرماركت عن البيع، وأقفلوا أبوابهم أمام الزبائن، في رسالة تضامنية نتيجة القفزة الجنونية لسعر صرف الدولار، والذي ينعكس على أسعار السلع الضرورية التي يشتريها المواطنون بالحبّة والكيلو، وسط حديث عن أزمة مواد غذائية تلوح في الأفق في الشهرين المقبلين. وفي سبيل ذلك، إتّخذ أصحاب السوبرماركت قراراً، قضى بالإقفال يوم أمس في بعلبك، لحين تبلور الأمور إثر إجتماع مجلس الوزراء. إلى ذلك، دعت جمعية تجّار بعلبك والوسط التجاري إلى الإضراب أمس، نتيجة عجزهم عن تحمّل أعباء الكساد الذي لحق ببضائعهم. والتزمت محلات السوبرماركت والتعاونيات الغذائية في مدينة بعلبك والجوار بالإقفال، وعمّ الإضراب السوق التجاري ومُعظم المحال التجارية في المدينة، احتجاجاً على ارتفاع صرف الدولار من دون ضوابط، والخسائر التي تتكبّدها المؤسسات نتيجة التلاعب بسعر الصرف.

وفي هذا الإطار، قال الناشط عمار الدالاتي، خلال مشاركته في اعتصام دوار الجبلي لـ"نداء الوطن" ان الإنتفاضة نتيجة تراكمات الوضع اللبناني، إجتماعياً ومالياً وسياسياً وإقتصادياً، تحت عناوين واضحة وشبكة أمان إجتماعية ووطنية لإسقاط المنظومة المُهترئة ومحاسبتها وإستعادة الأموال التي نهبتها، وصولاً إلى تجريدها من السلطة، عبر إقرار قانون إنتخابي نسبي خارج القيد الطائفي، ونعلم أن المعركة ليست سهلة مع هذه المنظومة المُتجذّرة في السلطة ومن ألاعيبها لتفخيخ الإنتفاضة، مُضيفاً بأنه "وبعد إسقاط حكومة الحريري، تتخفّى السلطة بوجوهها وراء حكومة دياب، وسط تكريس الإنقسام بين أبناء الوطن الواحد"، وأشار الى أن "التحرّكات في بعلبك هي جزء من تحرّكات الوطن ككلّ، فالهمّ واحد والوضع المعيشي يُصيب الجميع، ولا حلّ للوطن إلا بإسقاط هذه المنظومة التي تُمعن في سلب المواطن أبسط حقوقه".