رمال جوني -

النبطية: المصارف فتحت ومؤسّسات تجارية وغذائية أقفلت

13 حزيران 2020

02 : 00

مسيرة غضب من دوّار كفررمان بإتجاه النبطية

إستعادت النبطية أمس بعضاً من زخم ثورة 17تشرين، إهتزّ الشارع ليوقظ ضمائر من ظنّوا يوماً أنهم بمنأى عن لعبة الفقر وقطار الجوع. وتحّول شارع النبطية عند السراي ساحة غضب شعبي. مطالب مُعظمهم تركّزت على حقهم بعيش كريم، وخفض الأسعار وخفض سعر الدولار" لنشعر بأننا لبنانيون".

يسأل الجميع عن الإصلاحات الحازمة التي اتّخذتها الحكومة لوقف تصاعد الدولار، لا جواب، عادوا إلى الشارع وفي جُعبتهم كل أوجاعهم، "من أين نأكل ولا نعمل؟ لا نملِك مالاً ولا أي شيء، نحن شعب نعيش على باب الله". نزل من بقي صامداً في بيته أشهراً، فالشارع بات ملاذ الباحثين عن أمنهم الوطني المُتزعزع، وإستقرارهم المعيشي المُتضعضع بين لعبة الدولار وغلاء الأسعار.

بحسب دانيال، "نُريد أن نؤسّس حياتنا بأمان، لم يتركوا لنا أي خيار غير الشارع، حتى القرارات الصارمة عجزوا عن إتّخاذها وبقيت وعودهم مجرَّدَ مؤتمراتٍ صحافيةٍ لا أكثرَ"، ويتنقلّ محمود بين المُنتفضين، للمرة الأولى يُشارك في التحرّكات، دفعه الجوع للنزول إلى الشارع قائِلاً: "ما معي ليرة اشتري رغيف خبز لأولادي"، صوته المقهور يُخبر عن معاناته وقساوة ظروفه، "خسرت عملي، معاشي، لا أملك غير رحمة الله، أين الحكومة منَّا؟ كيف نعيش في ظلّ دولار بسعر5000 ليرة ؟ كيف نأكل؟ لماذا لم يتمّ توقيف المُتسبّبين بهذا الفلتان؟ نحن الفقراء من يدفع الثمن، ولن نسمح لهم بذلك، ها نحن في الشارع حتى يعود الدولار الى الـ1500".

وبالرغم من تعرّضها للإعتداء، لم تُقفل المصارف أبوابها، ظلّت مُشرّعة لإستقبال المودعين وإنجاز معاملاتهم ولو بالحدّ الأدنى.

فالعلّة برأي المحتجّين "تكمن في شياطين القرارات التى إتّخذها الحاكم وجلبت الويلات على إقتصادهم ومعيشتهم، اذ سُجّل إقفال عدد من المؤسسات الغذائية والتجارية، بعدما باتت عاجزةً عن شراء البضائع بدولار الـ6000 ليرة، ففضّلت الإقفال على الخسارة، ويتّجه كثر لحذوِ حذوهم في الإقفال، كورقة ضغط غير مباشرة لخفض سعر الدولار. وليل أمس في النبطية ودوار كفررمان وعند جسر حبوش كانت "بروفا" جسّ نبض الشارع والناس ممّن ضاقوا ذرعاً من إنتظار حلول تخيط أزماتهم، أو حتى تُرقّعها، ولم تأت.


MISS 3