"كوب 28" يتوصّل إلى "إتفاق تاريخي"

02 : 00

تبنّت دول العالم بالتوافق أوّل «اتفاق تاريخي» في شأن المناخ يدعو إلى «التحوّل» في اتجاه التخلّي تدريجياً عن الوقود الأحفوري، بما يشمل الفحم والنفط والغاز التي تُعدّ مسؤولة عن الاحترار العالمي، وذلك في الجلسة الختامية لمؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغيّر المناخ (كوب 28) المنعقد في دبي.

وأقرّ النصّ المنبثق من مفاوضات مطوّلة وصل خلالها المفاوضون الليل بالنهار، بالتوافق ومن دون أي اعتراض من بين حوالى 200 دولة حاضرة، فيما اعتبر الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن «اتفاق الإمارات» التاريخي يُدشّن مرحلة نوعية جديدة في مسار العمل المناخي الدولي، شاكراً «كلّ الوفود التي عملت بروح التعاون والعمل الجماعي ومن منطلق الوعي بالمسؤولية تجاه الأجيال المقبلة، وفرق العمل الوطنية والأممية التي أسهمت في إنجاح هذا الحدث العالمي».

وفي السياق، أشار رئيس المؤتمر الإماراتي سلطان الجابر إلى أنه قرار «تاريخي لتسريع العمل المناخي، إذ لدينا للمرّة الأولى صيغة حول الطاقات الأحفورية في الاتفاق النهائي». وأفاد مصدر مقرّب من الرئاسة الإماراتية وكالة «فرانس برس» بأن صياغة الاتفاق «جرت معايرتها» بدقة لمحاولة التوفيق بين وجهات النظر المتعارضة، مع تعمّد ترك القليل من الغموض حتّى يجد كلّ طرف فيه ما يُطالب به.

ورحّب رئيس الوفد السعودي إلى المؤتمر البراء توفيق باتفاق دبي و»نجاح مخرجاته التي تؤكد تعدّد المسارات والنهج، بما يتماشى مع ظروف وأولويات كلّ دولة في سبيل تحقيق التنمية المستدامة»، في حين أوضح وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال مقابلة مع قناة «العربية بزنس» أن الاتفاق لم ينصّ على التخلّص الفوري أو المتدرّج من الوقود الأحفوري بل «عملية تحوّل».

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن عصر الوقود الأحفوري «يجب أن ينتهي من خلال تحقيق العدالة والإنصاف»، إنّما أشار إلى أنه ليس بوسع كلّ الدول أن تستغني عنه بالسرعة نفسها. وأكد المفوّض الأوروبي للمناخ ووبكي هويكسترا أن «بداية نهاية الوقود الأحفوري اقتربت»، فيما رأى المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري أن اتفاق دبي «يدعو إلى التفاؤل» في عالم «متخّبط» تؤرقه الحروب.

ودعت روسيا العالم إلى تجنّب التخلّي عن الوقود الأحفوري في شكل «فوضوي»، لكنّها رحّبت مع ذلك بالاتفاق. وأشادت فرنسا بـ»انتصار التعدّدية والديبلوماسية المناخية»، على لسان الوزيرة أنييس بانييه روناشيه. كما رحّب الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بإدراج الطاقة النووية للمرّة الأولى في اتفاق دبي. واعتُبرت الصين ومبعوثها للمناخ شيه تشن هوا، الذي دخل إلى الجلسة العامة رافعاً إبهاميه، عاملَين أساسيَّين في التوصّل في الأيام الأخيرة إلى تقريب المواقف.

ويتناقض الارتياح العام مع خيبة أمل الجزر الصغيرة المهدّدة بالغرق. وقالت آن راسموسن، ممثلة جزر ساموا التي ترأس بلادها تحالف الدول الجزرية الصغيرة: «لقد خطونا خطوة إلى الأمام بالنسبة إلى الوضع الراهن، ولكن ما نحتاجه حقاً هو تغيير أكبر من ذلك بكثير»، وهو ما قوبل بالتصفيق.


MISS 3