خلاصة الكاكاو تفيد القدرات المعرفية لدى كبار السن

02 : 00

تكشف دراسة جديدة أن استهلاك خلاصة الكاكاو يومياً قد يحسّن الصحة المعرفية لدى كبار السن إذا كانت حميتهم الغذائية الاعتيادية سيئة.

لم تبرز أي منافع معرفية للكميات اليومية من خلاصة الكاكاو لدى المشاركين في الدراسة عموماً، لكن لاحظ الباحثون «نزعة إيجابية» لدى من كانت حميتهم رديئة. شملت الدراسة 573 مشاركاً من كبار السن، بلغ متوسط أعمارهم 69.6 عاماً. شكّلت النساء 49.2% من هذه الجماعة. خضع كل مشارك لتقييم معرفي شامل في بداية الدراسة، ثم اختبارات أخرى لمتابعة وضعه في السنتين اللاحقتَين.

تلقى بعض الأفراد في الدراسة مكمّلاً يومياً فيه 500 ملغ من خلاصة الكاكاو، بما في ذلك 80 ملغ من مضاد الأكسدة «إيبيكاتشين»، بينما تلقى المشاركون في المجموعة المرجعية دواءً وهمياً. أتمّ ما مجموعه 492 شخصاً التقييمات على مر سنتين.

بشكل عام، لم يُسجَّل أي تحسّن في الوظيفة المعرفية بعد مرور سنتين، لا سيما على مستوى القدرات المعرفية العامة، والذاكرة العرضية، والوظيفة التنفيذية أو الانتباه، لدى من تلقوا مكملات الكاكاو مقارنةً بمن أخذوا دواءً وهمياً.

الكاكاو غني بعنصر الفلافانول، وهو نوع فرعي من المواد الفلافونية (مركّبات طبيعية موجودة في النباتات، والفاكهة، والخضار).

يوضح المشرف الأول على الدراسة، شيراغ فياس: «تسلّط نتائج التجربة الضوء على فئة الناس التي تستفيد من خلاصة الكاكاو على المستوى المعرفي».

لا تُحدد الدراسة الآلية الكامنة وراء الأثر المعرفي المفيد لعنصر الفلافانول لدى أصحاب الحمية السيئة، لكن يقترح الدكتور فياس الفرضية التالية: «قد يحسّن الفلافانول الموجود في الكاكاو الوظيفة المعرفية لدى كبار السن إذا كانت حميتهم الغذائية سيئة من خلال تخفيف الإجهاد التأكسدي والالتهابات».

سبق وربطت الأبحاث بين الحمية غير الصحية لدى كبار السن وارتفاع مستوى الإجهاد التأكسدي والالتهابات، علماً أن هذه العمليات ترتبط بالشيخوخة المعرفية.

يفترض فياس أن استهلاك الفلافانول الموجود في الكاكاو قد يُخفف هذا النوع من الضغوط على الوظيفة المعرفية، حتى أنه قد ينظّم آليات أخرى لحماية الأعصاب.

رصدت تجربة في العام 2021 أثراً مفيداً للمواد الفلافونية الموجودة في الكاكاو على مستوى الشيخوخة المعرفية خلال فترة المتابعة التي امتدت على 12 أسبوعاً.

توضح خبيرة التغذية كريستين كيركباتريك (لم تشارك في الدراسة الجديدة): «أنا أوصي العملاء دوماً باستهلاك كمية كبيرة من المواد الفلافونية وعناصر نباتية أخرى، وغالباً ما أوصيهم بالكاكاو والشوكولا السوداء كخيار ممتاز ومتعدد الاستعمالات في المطبخ».

يؤكد فياس من جهته على ضرورة إجراء أبحاث أخرى لاستكشاف الرابط السلس الذي رصدته هذه الدراسة.

في ما يخص الفرق بين خلاصة الكاكاو ومسحوق الكاكاو أو الشوكولا، يقول فياس: «ما من جواب مباشر على هذا السؤال. قد تختلف آثار خلاصة الكاكاو، ومسحوق الكاكاو، والشوكولا، على الصحة المعرفية بسبب اختلاف تركيبتها. تنجم خلاصة الكاكاو مثلاً عن عزل مركّبات محددة من حبوب الكاكاو، وهي تشمل على الأرجح عناصر تفيد الوظيفة المعرفية. أما مسحوق الكاكاو، فهو يشتق من طحن حبوب الكاكاو المحمّصة ويحتفظ بجزء من المركّبات الطبيعية، لكن بكميات أصغر».

في النهاية، تستنتج كيركباتريك: «يستطيع كل من يهتمّ بمنافع المواد الفلافونية الموجودة في حبوب الكاكاو أن يحصل عليها عبر استهلاك شوكولا سوداء بنسبة 75% على الأقل، أو عبر استعمال الكاكاو النقي في الوجبات اليومية وإضافته إلى أغذية مثل دقيق الشوفان والتفاح. لا يحتوي الكاكاو النقي الخام على أي سكر مضاف أو دهون، لذا يُفترض أن يبحث المستهلكون عن كاكاو طبيعي بنسبة 100%. أخيراً، يمكن استعمال الكاكاو بطرق متنوعة، فيُخلَط مع اللبن مثلاً أو يُستعمل لتحضير وصفات مثل رغوة الشوكولا».


MISS 3