كيف تتجاوز ضغوط فترة الأعياد؟

02 : 00

مثلما تتلاحق التقلبات المزاجية والتحديات العاطفية حين يقصر النهار وتزداد برودة الطقس، قد يترافق موسم الأعياد أيضاً مع تغيرات متوقعة في المزاج والتصرفات.

في هذه الفترة من السنة، يختبر الكثيرون درجات غير مألوفة من الضغط النفسي، والقلق، والإحباط. ثمة رابط بين هذه العوامل وزيادة مشاكل قصور القلب والتسمم الكحولي وحالات الوفاة الناجمة عن الجلطات الدماغية.

من خلال تحديد أسباب الضغط النفسي والمناطق الدماغية المرتبطة به، يمكنك أن تتحكم بطريقة استجابتك لهذه الضغوط.

قد تنتابك عواطف معقدة عند الاجتماع مع أفراد العائلة في موسم الأعياد، فتتضارب الشخصيات الحاضرة، أو تعود مسائل عالقة إلى الواجهة، أو تنشأ علاقات عائلية غريبة.

غالباً ما تُشغّل الأحاديث المُحبِطة أو المتوترة مع الأقارب القشرة الحزامية الأمامية في الدماغ. تربط هذه المنطقة بين الجهاز الحوفي «العاطفي» وقشرة الفص الجبهي «المعرفية».

حين تشعر بالإحباط أو الانزعاج المفرط، خذ استراحات قصيرة وابتعد عن المواقف العصيبة كي تُجدد نظرتك للأمور وتسمح لنفسك باسترجاع صفائك الذهني. ستساعدك هذه المقاربة على الربط بين الاستراحة القصيرة ونتيجة هذا القرار، ما يعني أن تستعيد إيقاعاً تنفسياً هادئاً وتصفّي ذهنك بالكامل.

على صعيد آخر، قد يُعرّضك موسم الأعياد لأعباء غير مبررة بسبب المشاكل الاقتصادية أو المالية. قد تضاف كلفة وجبة العيد والهدايا أو السفر إلى أعبائك المالية في فترة عصيبة أصلاً.

ترتبط منطقة الحصين الدماغية بالذاكرة والتعلم. تنشط هذه المنطقة حين تتذكر تجارب قديمة، مثل الأموال التي صرفتها خلال الأعياد في السنة الماضية، أو عندما تتوقع حجم الفواتير التي تنتظرك. يُعتبر الحصين أساسياً لحفظ الأحداث واسترجاع ذكريات عرضية فردية.

لتخفيف ضغطك النفسي، اصنع الهدايا لأصدقائك وعائلتك بدل شرائها. ولتخفيف مصاريف السفر، قم برحلة افتراضية فورية، ثم سافر حين تتراجع كلفة السفر أو يتحسن وضعك المادي. كذلك، قد تزيد مشاعر الوحدة والعزلة إذا كنت لا تجد من تحتفل معه بالعيد أو تعجز عن السفر لرؤية أحبائك.

اللوزة الدماغية جزء من الجهاز الحوفي، وهي ترتبط بمعالجة العواطف السلبية تجاه حوافز مثل الانزعاج بسبب العجز عن السفر.

تكشف الدراسات أنك تستطيع تحسين مزاجك وتخفيف مشاعر الإحباط وتعكر المزاج عبر ممارسة التمارين الجسدية بانتظام. قد يصبح النشاط الجسدي أداة فاعلة لتفريغ التوتر والضغط النفسي. تستطيع تمارين الأيروبيك أيضاً أن تنظّم الروابط داخل اللوزة الدماغية وتُخفف مشاعر الاكتئاب.

يبقى تخفيف التوتر عملية تدريجية، وتختلف الاستراتيجيات التي تفيد مختلف الناس. يجب أن تُحدد سبب ضغطك النفسي وتوترك كي تتمكن من تطوير مقاربات تكيفية مستهدفة. قد تُركّز على تطوير هواية، أو تسمع الموسيقى، أو تذهب للتنزه أو الركض، أو تمارس تقنيات الاسترخاء بكل بساطة. يجب أن تجرّب تقنيات متنوعة وألا تتردد في التخلي عن المقاربات التي لا تفيدك.

أخيراً، تذكّر أن إعادة تدريب الدماغ عملية بطيئة، وهي تشمل ارتكاب الأخطاء قبل تحديد المقاربة المناسبة. لكن إذا ركّزت على معرفة مسببات المشكلة وتعديل مقارباتك التكيفية، لا مفر من تحسّن وضعك مع مرور الوقت.


MISS 3