جاد حداد

Netflix Corner

Le Chalet... تنقصه عوامل النجاح

19 حزيران 2020

02 : 00

بعد مسلسل Les Dames (السيدات) الذي خطف أنظار المشاهدين، يعود الثنائي كاميل بورد ريسني وألكسيس لوكاي لتقديم قصة جرائم غامضة من ست حلقات.

ينتظر محبّو مسلسل Les Dames بفارغ الصبر اكتشاف قصة التشويق القصيرةLe Chalet (البيت الخشبي) من إخراج كاميل بورد ريسني (شارك أيضاً في إعداد السيناريو) وكتابة ألكسيس لوكاي. كان مسلسلLes Dames مقتبساً من كتب لوكاي، لكنّ العمل الجديد يطرح قصة مختلفة بالكامل. يتّسم هذا المسلسل ببداية مثيرة للاهتمام، وكأننا أمام نسخة من رواية And Then There Were None (ثم لم يبقَ أحد) لآغاثا كريستي، لكن تدور الأحداث هذه المرة في بلدة خيالية صغيرة وبعيدة اسمها "فالمولين". صُوّرت مشاهد البيت الخشبي في منطقة "شاموني"، ومشاهد البلدة في "سافوا"، ومشاهد "جسر الشيطان" في "جورا".

ثمة مقارنة بين زمنَين: في العام 2017، تضطر المرأة الحامل بشهرها الثالث "أديل" (إيميلي دو بريساك) لتغيير الأجواء المحيطة بها، فتتّجه إلى بلدة "فالمولين"، في أعماق جبال الألب، وهي مسقط رأس شريكها "مانو" (مارك روشمان). وفي العام 1997، يستقر "جان لويس رودييه" (مانويل بلان) وزوجته "فرانسواز" (ميا ديلماي) وولداهما في "شاليه دي غلاس"، حيث تبدأ العائلة حياة جديدة.

يشمل طاقم الممثلين تيري غودار الذي اشتهر بأداء دور الشخصية الشريرة في مسلسلَي Les Dames وEngrenages (الدوامة الحلزونية). لا مفر من الاستمتاع بأدائه، حتى لو كان حضوره في هذا المسلسل الجديد محدوداً لأنه يؤدي دور الناسك في البلدة. في إحدى المقابلات، اعترف الكاتبان بأن هذه الشخصية التي تلقّت "ميدالية فيلدز" المرموقة قبل الانسحاب من العالم مقتبسة من عالِم الرياضيات ألكسندر غروثنديك.





على صعيد آخر، يمتد الأسلوب السردي على ثلاث حقبات زمنية:

٭ حدث من الماضي يربط بين جميع أبطال القصة (اختفاء عائلة مؤلفة من أربعة أشخاص في العام 1997، وهي فكرة مستوحاة من قضية "فلاكتيف" التي أحدثت ضجة كبرى في فرنسا في العام 2003 وجريمة القتل في "شوفالين" في العام 2012).

٭ حدث من الزمن "الحاضر" يشكّل جوهر المسلسل الذي يشبه العمل المستوحى من قصة أغاثا كريستي، حيث يختفي 6 قرويين و13 "سائحاً"، واحداً تلو الآخر.

٭ زمن ثالث ومختلف (ربما في العام 2018؟) حيث تخضع إحدى الشخصيات الرئيسة، سيباستيان جينيستا (نيكولاس غوب)، للاستجواب على يد طبيبة نفسية (كاثرين فيناتييه) بعد ما حصل في البيت الخشبي في العام 2017.

باختصار، يمكن تقسيم مدة المشاهدة على ثلاث أمسيات: تمتد كل واحدة من الحلقات الست على 52 دقيقة. لكن يفتقر المسلسل عموماً إلى الانسجام وعوامل النجاح.

في المقام الأول، ثمة تفاوت في أداء الممثلين، رغم مشاركة أسماء معروفة من أمثال نيكولاس غوب، ومانويل بلان (J’embrasse pas (لا أقبّل)، Capitaine Marleau(القبطان مارلو)، وناد ديو، وإيميلي دو بريساك (Dolmen، Engrenages)، وكلوي لامبير (Chaos (فوضى)، (Cherif). على صعيد آخر، يتنقل الأداء الإخراجي بين أسلوب التشويق المبني على تراكم الجثث وقصص الأطفال التي تطغى على أجواء مقدمة المسلسل، Comptez jusqu’à trois، من ألحان سامويل هيركول (كان ملحّن الموسيقى التصويرية في مسلسل Les Dames أيضاً) ومن غناء كارينا سالفادو وليونور هيركول. لكن يفتقر هذا الأسلوب إلى القوة والتأثير. إنه جانب مؤسف! إذا أغفلنا عن هذه الأخطاء، يسهل أن ندمن على المسلسل بفضل أبعاده المشوّقة ونتحمّس لمعرفة آخر الصامدين بين مجموعة الأصدقاء واكتشاف الأسباب التي مهّدت للأحداث النهائية.

في النهاية، يمكن اعتبار مسلسلLe Chalet عملاً مشوقاً وطموحاً ولافتاً في بداياته لكنه ليس ناجحاً على جميع المستويات!


MISS 3