الإنسداد الرئوي المزمن: مرض يقطع الأنفاس ويُضِرّ القلب

02 : 00

غالباً ما يكون السعال المزعج والشعور بضيق التنفس من أبرز معالم الانسداد الرئوي المزمن الذي يشير إلى مجموعة من الحالات التي تسيء إلى الرئتين وتتفاقم ببطء مع مرور الوقت. تشمل حالتان أساسيتان ومتداخلتان تضرّر الحويصلات الهوائية في الرئتين (انتفاخ الرئة)، والتهاب الشعب الهوائية.

تقول الدكتورة بريتاني روزاليس، أخصائية في أمراض الرئة في مركز «بيث ديكونيس» الطبي التابع لجامعة «هارفارد»: «غالباً ما يظهر المرضان في الوقت نفسه، لذا يصعب أحياناً التأكيد على ارتباط المشكلة الكامنة بالقلب أو الرئتين خلال موعد طبي قصير». كذلك، تميل أعراض الانسداد الرئوي المزمن إلى الظهور تدريجياً وسرعان ما تصبح جزءاً طبيعياً من الحياة اليومية، وقد لا يُبلِغ المريض طبيبه بأعراضه قبل أن تتفاقم وتعيق حياته.

أعراض الإنسداد الرئوي المزمن

• سعال دائم أو مترافق مع بلغم سميك أو لزج قد يبدو شفافاً أو مائلاً إلى اللون الأصفر.

• إلتهابات متكررة في الصدر.

• ضيق تنفس، لا سيما أثناء ممارسة النشاطات الجسدية.

• لهاث (صفير أو صوت قعقعة قوية أثناء التنفس).

• ضيق في الصدر.

مخاطر مشتركة

يطلق تدخين السجائر عملية إلتهابية تسيء إلى الخلايا، ما يؤدي إلى تفاقم مشاكل القلب والرئتين، أبرزها الانسداد الرئوي المزمن. يُعتبر التدخين (ماضياً وحاضراً) مسؤولاً عن 80% على الأقل من حالات الانسداد الرئوي المزمن. لكن يكون 20% من المصابين بهذا الانسداد غير مدخنين، منهم أشخاص تعرّضوا للتدخين السلبي.

تشخيص الحالة

يجب أن يقيّم الطبيب كل من يواجه أعراض الانسداد الرئوي المزمن. إذا أُصِبتَ بمرض في القلب وكنت تدخّن سابقاً (حتى لو أقلعتَ عن التدخين منذ عقود)، أو تتابع التدخين راهناً، أو عشتَ مع مدخّنين يوماً، اطلب من طبيبك أن يجري لك اختبار قياس التنفس. يُستعمل هذا الاختبار لتشخيص الانسداد الرئوي المزمن عبر جهاز لقياس كمية الهواء التي تحبسها الرئتان ومدى سهولة استنشاقه وإخراجه. إنه اختبار سريع وقليل الكلفة وغير مؤلم.

سيطر على أعراضك

يبقى رصد أبسط حالة من الإنسداد الرئوي المزمن ضرورياً لبدء العلاج الذي يشمل عموماً استنشاق أدوية من نوع موسّعات الشعب الهوائية لإرخاء العضلات في محيط الممرّات الهوائية. لكن قد تتفاقم أعراض الانسداد الرئوي المزمن فجأةً. وفق دراسة نشرتها «مجلة جمعية القلب الأميركية»، في 20 أيلول 2022، أصبحت مشاكل القلب والأوعية الدموية أكثر شيوعاً خلال الشهر الذي تلى تفاقم الانسداد. كانت مشاكل القلب متنوعة، منها اضطراب إيقاع القلب المستجد أو تفاقمه، وقصور القلب، وارتفاع ضغط الدم.

هذه المخاطر ليست مفاجئة لأن نوبات الانسداد الرئوي المزمن قد تزيد الالتهاب، فتتدفّق خلايا الدم البيضاء وعناصر أخرى معروفة بقدرتها على التسبّب بمضاعفات مرتبطة بالقلب. كذلك، تتراجع مستويات الأكسجين حين تتفاقم أعراض الانسداد الرئوي المزمن، فتزيد الضغوط على القلب. يتعلق عامل مؤثر آخر ببعض الأدوية المستعملة لمعالجة النوبات، مثل ناهضات البيتا التي ترخي عضلات جدران الممرّات الهوائية تزامناً مع تسريع معدّل ضربات القلب. لكن ثمة معلومات متضاربة حول قدرة تلك الأدوية على مساعدة القلب أو إيذائه.

خطوات لمنع تفاقم المشكلة

طبّق الخطوات التالية منعاً لتفاقم الانسداد الرئوي المزمن:

• ابتعد عن المصابين بأعراض الزكام والإنفلونزا.

• اغسل يديك بشكلٍ متكرر، واحمل معقم اليدين معك لاستعماله حين تعجز عن غسل يديك.

• اطّلع على أحدث اللقاحات الموصى بها، لا سيما تلك التي تكافح الإنفلونزا، و»كوفيد-19»، والالتهاب الرئوي.

• تجنّب الهواء القارس، أو الحر الشديد والرطوبة المفرطة.

• أبقِ منزلك خالياً من ملوثات الهواء، مثل دخان المدفأة والغبار.

على كل من يتعامل مع أعراض مزعجة ومتكررة أن يتناقش مع طبيبه حول الطرق التي تُحسّن وضعه إذا كان مصاباً بالانسداد الرئوي المزمن. قد يشمل العلاج أدوية أو برامج لإعادة تأهيل الرئتين، بما في ذلك تمارين تحت إشراف المختصين وحملات توعية لمساعدة الناس على التحكم بنوبات ضيق التنفس، وزيادة قوة تحمّلهم، وتسهيل نشاطاتهم اليومية.


MISS 3