ستيفاني غصيبه

شارع لجان كلود بولس في "السوديكو"... وأرشيف "تلفزيون لبنان" نحو العالمية

27 كانون الأول 2023

02 : 05

افتُتح شارع جان كلود بولس في السوديكو تكريماً لمسيرته المهنيّة في حضور وزير الإعلام زياد مكاري، محافظ بيروت القاضي مروان عبّود، رئيس بلديّة بيروت عبد الله درويش ونائبه إيلي أندريا، ورئيس المجلس العام الماروني ميشال الياس متّى إلى جانب أعضاء المجلس البلدي وعائلة بولس وحشد من الإعلاميّين والمخرجين. وعند إزاحة الستارة عن اللافتة الجديدة، هتف الموجودون «يعيش جان كلود» وسط تأثّر عائلته وأصدقائه.



اختيار هذا الطريق الضيق في قلب العاصمة له رمزيّة خاصّة إذ إنّ أوّل رجل أطلّ على شاشة تلفزيون لبنان عاش فيه مع عائلته لمدّة تقارب الـ20 سنة رغم كلّ المشقّات التي عانتها بيروت في تلك الفترة. وتقول جوزيان، ابنة الراحل، في حديث لـ»نداء الوطن» إنّ «هذا الشارع يشبه تواضع أبي الذي نقله لنا، وكان ليفرح بهذا الاختيار وليفضّله على جادة أو طريق فخم، فرغم شهرته كان يحبّ البساطة». وأشارت إلى أنّ هذا التكريم هو بمثابة هديّة ميلاديّة للعائلة وهديّة لأمّها الراحلة لمناسبة عيد ميلادها، منوّهة بأنّ الحلم يكون في تكريس جائزة تحمل اسم جان كلود بولس تكرّم الرائدين في مجال الإعلام والإعلان.

وأفادت بولس بأنّ العائلة كانت قد تقدّمت بطلب بعدما توفي والدها في 4 آذار 2012 بإعادة تسمية الشارع إنّما الأوضاع السياسيّة والاقتصادية والأزمات المتتالية في البلاد حالت دون ذلك، لكنّ المحافظة اتّصلت بالعائلة منذ أربعة أشهر وحُدّد تاريخ اليوم للتكريم حتّى تكون العائلة كلّها مجموعة في بيروت.

أمّا وزير الإعلام فاستغلّ الفرصة للإعلان عن مبادرة جديدة تطلقها الوزارة لضمّ أرشيف تلفزيون لبنان إلى لائحة Memory of the World التابعة للـUNESCO والتي ساهم لبنان فيها حتّى الآن بالأبجديّة الفينيقيّة وبلوحات وادي نهر الكلب الأثريّة.

واستهلّ مكاري كلمته قائلاً: «أنا أعلم أنّي على رأس وزارة تعاني كثيراً، وعصب هذه الوزارة تلفزيون لبنان، وعصب هذا التلفزيون هو الأرشيف الذي ساهم جان كلود بولس في صنعه». وأضاف: «بعدما تولّيت الوزارة بثلاثة أسابيع، وقّعت على بروتوكول لحماية هذا الأرشيف وحفظه مع وزارة الخارجيّة الفرنسيّة المتمثّلة بالسفيرة آن غريو بالتعاون مع الـInstitut National de l’Audivisuel (INA) وما زال المشروع قائماً منذ سنتين، وأنا أتوجّه إلى باريس في غضون الأشهر المقبلة لتجديده وتطويره».

بعدها، أعلنت جوزيان بولس عن تقديم جزء من أرشيف والدها الذي احتفظت واهتمّت به العائلة للوزارة إذ إنّه ليس موجوداً في أرشيف التلفزيون وذلك يشمل برنامج «زوار المساء» حيث تشارك الأب وابنته التقديم.

بدوره، تمنّى محافظ بيروت على وزير الإعلام الاهتمام بالأرشيف المجبول بإرث جان كلود بولس معتبراً أنّه يشكّل ذاكرة أهمّ المراحل في لبنان وهو بمثابة ثروة كبيرة لا تقدّر بثمن، والمحافظة عليه هي التكريم الأكبر لمؤسّسيه ومنهم بولس. مضيفاً: «اسم جان كلود يشبه لبنان في مرحلة الستينات حين كانت بيروت مركزاً للثقافة والتقدّم والحداثة في الشرق الأوسط، والفضل كان يعود لوجود أفراد يشبهون من نكرّمه اليوم يعملون على تطوير لبنان».

وقال عبّود: «كنت طفلاً أشاهد تلفزيون لبنان وكان يفاجئني بولس بخفّة ظلّه وثقافته ومدى إلمامه»، و»تلفزيون لبنان كان الأوّل في العالم العربي وخرّج نخبة من الإعلاميّين صنعوا الإعلام المحلّي ومن ثمّ العربي لا سيّما في دبي». وختم مشيراً إلى أهمّيّة إطلاق شوارع ومؤسّسات بأسماء الذين يشبهون العملاق الإعلاميّ إذ إنّهم لم يصنعوا ثروات خلال مسيرتهم ولم يحظوا بالتكريم الكافي خلال حياتهم.


MISS 3