واشنطن تفرض عقوبات لقطع تمويل الحوثيين

طهران تودّع موسوي: سنثأر بشكل قاسٍ!

02 : 00

خامنئي مُعزّياً عائلة موسوي في طهران أمس (أ ف ب)

شارك الآلاف في «ساحة الإمام الحسين» وسط طهران أمس في مراسم تشييع القيادي البارز في «الحرس الثوري» الإيراني رضي موسوي الذي قُتل الإثنين جرّاء ضربة إسرائيلية في منطقة السيدة زينب قرب دمشق. وهتف المشاركون في التشييع شعارات «الموت لأمريكا» و»الموت لإسرائيل» ورفعوا صور موسوي والقائد السابق لـ»فيلق القدس» في «الحرس الثوري» اللواء قاسم سليماني، الذي قُتل بضربة أميركية في بغداد مطلع عام 2020.

وخلال مراسم التشييع، أشاد القائد الحالي للحرس اللواء حسين سلامي بموسوي، معتبراً أنه كان «من القادة الأكثر تأثيراً في جبهة المقاومة»، وتوعّد بأنّه «لن نسكت عن اغتيال أبنائنا وسنثأر لهم بشكل قاس»، بينما كان المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي قد أقام الصلاة على جثمان موسوي في مقرّ إقامته بطهران أمس، بحضور عائلة القتيل ومسؤولين عسكريين.

وبعدما كان أحد الناطقين باسم «الحرس الثوري» قد اعتبر أن هجوم حركة «حماس» في 7 تشرين الأوّل هو جزء من الردّ على مقتل سليماني، الأمر الذي نفته «حماس»، أكد سلامي أن عملية «طوفان الأقصى» «لم تكن انتقاماً لمقتل» سليماني «فنحن من سينتقم له»، معتبراً أن «طوفان الأقصى» نُفّذت «بلا أي دعم خارجي وهي ردّ فعل على 75 عاماً من الظلم». وشدّد على أن العملية «فلسطينية بالكامل».

في سياق متّصل، اعتبرت وزارة الخارجية السورية في رسالتَين إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيس مجلس الأمن أن «العدوان» الإسرائيلي الذي أدّى إلى «استشهاد» موسوي «يُشكّل انتهاكاً فاضحاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الديبلوماسية»، بحسب وكالة «سانا». وطالبت الوزارة مجلس الأمن بـ»تحمّل مسؤولياته في وضع حدّ للسياسات العدوانية الإسرائيلية التي تُنذر بإشعال المنطقة وتدفعها نحو تصعيد شامل يُهدّد السلم والأمن الإقليمي والدولي».

ميدانيّاً، أشار الجيش الإسرائيلي إلى تحطّم طائرة مسيّرة في مرتفعات الجولان، بعد إعلان «المقاومة الإسلامية في العراق» التي تضمّ ميليشيات موالية لإيران مسؤوليّتها عن الهجوم الذي استهدف «هدفاً حيوياً بالأسلحة المناسبة» وذلك «نصرةً لأهلنا في غزة». وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّ طائرة مسيّرة هجومية أطلقت من سوريا ويُرجّح أنها مزوّدة بمتفجّرات، قد أُسقطت الأربعاء جنوب منطقة إلياد، ما أدّى إلى أضرار مادية من دون التسبّب بضحايا.

أمّا في إطار الهجمات التي تتعرّض لها القواعد الأميركية في المنطقة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و»حماس»، فأكد «المرصد السوري» أن انفجارات عدّة دوّت في قاعدة حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي، وهي تُعدّ من أكبر القواعد الأميركية داخل الأراضي السورية، بعد تعرّضها للاستهداف من قبل المجموعات المدعومة من طهران، وسط استنفار القوات الأميركية وانتشارها في المنطقة.

وتزامن ذلك مع استهداف جديد من قبل الميليشيات التابعة لإيران على القاعدة الأميركية في حقل كونيكو بريف دير الزور، حيث دوى انفجاران في منطقة الحقل بعد استهدافها بصاروخين متتاليين، فيما حاولت القوات الأميركية التصدّي بمضادات أرضية. ورصد المرصد تعرّض القواعد الأميركية داخل الأراضي السورية منذ تاريخ 19 تشرين الأول لـ63 هجوماً من قبل الميليشيات التابعة لإيران.

وفي ما يتعلّق بمحاولات وقف عمليات القرصنة في البحر الأحمر التي تقوم بها ميليشيا الحوثي الموالية لطهران، فرضت الولايات المتحدة سلسلة عقوبات تستهدف قنوات تمويل المتمرّدين الحوثيين. وطالت العقوبات عدّة أشخاص وكيانات في اليمن وتركيا اعتُبرت متورّطة في هذا التمويل. وأشار وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية بريان نيلسون إلى أن هذه العقوبات «تؤكد التزامنا بتقييد التدفّقات غير المشروعة للأموال إلى الحوثيين الذين يواصلون تنفيذ هجمات خطرة على التجارة الدولية ويُخاطرون بزعزعة استقرار المنطقة في شكل أكبر».

من جهته، شدّد المتحدّث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر على أن «واشنطن ستواصل مكافحة الدعم المالي الإيراني غير المشروع للحوثيين»، داعياً «المجتمع الدولي إلى اتّخاذ موقف واضح ضدّ النشاطات المزعزعة للاستقرار التي يقوم بها الحوثيون وداعموهم الإيرانيون».

إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد مع نظيره الإسباني بيدرو سانشيز الذي يزور العراق، أنه «في ظلّ وجود قوات عراقية متمكّنة، فإنّ الحكومة العراقية ماضية في اتجاه إنهاء وجود التحالف الدولي لمكافحة تنظيم «داعش» بقيادة واشنطن» على أراضيها»، بينما أكد سانشيز «التزام» بلاده بدعم وحدة العراق واستقراره وسيادته، معتبراً أن هذا الالتزام «متجسّد بوجود القوات الإسبانية في البلاد».

MISS 3