عودة: أليس مِن الحكمة انـتخاب رئيس للبلاد تَكْتَمِلُ معه كُلُّ النَواقص؟

13 : 21

ترأس متروبولـيـت بيروت وتوابعـهـا للروم الارثوذكس المـطران اليـاس عودة، خدمـة القداس الإلـهـي فـي كاتدرائـيـة القديـس جاورجـيوس فـي سـاحـة النـجـمـة لمناسبة ذكرى ختانة يـسوع المـسـيـح بالجسـد وتذكـار أبينا الـجلـيل في الـقديسـيـن باسيلـيوس الكبير ورأس الـسـنـة.



بـعـد قراءة الإنـجـيـل المـقدس، ألقـى عوده عـظة، قال فيها: "عندما أرادَ مجلسُ النوابِ تَمديدَ مُدَّةِ خِدْمـةِ قـائدِ الـجيشِ حِفاظاً عـلـى الـمُـؤسَـسـةِ الـعَـسْـكَـرِيَّـةِ، وعلى الإستِقرارِ الأمنـيّ، اجتمعَ وصَوَّتَ ونَجَـحَ فـي مـا أراد. فَلِمَ لا يُقرِّرُ هذا المجلسُ انتخابَ رئيسٍ، ويجتمعُ ويَنْتَخِبُ رئيساً للبلادِ مِنْ أجلِ استقرارِ البلدِ بكامِلِه، ومن أجلِ مَلْءِ كُلِّ شُـغورٍ وتَسْييرِ عَمَلِ كُلِّ إدارة؟ هذا يَعْنـي أنْ لا إرادةَ في ذلك وإلاّ لكانَ لنا رئيسٌ منذُ أكثرَ مِنْ سَـنَة، في الـمَـوعِـدِ الـذي يُـحـدِّدُه الـدسـتـور، يَـحْفَـظُ الإستقرارَ السياسيّ. فَعوَضَ اللُجوءِ إلى حُلولٍ مُجْتَزَأةٍ أو مُـؤقَّتَةٍ يُهْرَعُ إليها عِنْدَ كُـلِّ شُـغورٍ في مَـركـزٍ أو إدارة، ألـيسَ مِـنَ الـحـكـمةِ انـتخابُ رئـيـسٍ لـلـبلادِ تَكْـتَـمِـلُ مَـعَـه كُـلُّ الـنَـواقِـص؟".



وهنا النصّ الكامل لعظة المطران عودة: "تُـعَيِّدُ الـكـنـيـسـةُ اليَوْمَ لِـخِـتـانَـةِ الـرَبِّ يـسـوع بـالـجَـسَـد، وللـقـديس بـاسـيـلـيـوس الـكـبـيـر. أمّـا الـعـالَـمُ فَـيَـحْـتَفِلُ ببِـدايَـةِ سـنـةٍ جـديـدةٍ نـسـألُ الله أنْ تَـكـونَ مُـبـارَكَـةً وتَـحـمِـلَ لـنـا الـسـلامَ والـخـيـرَ والـطُـمـأنـيـنـة. في اليَوْمِ الثَّامِنِ بَعْدَ ميلادِه تَمَّمَ يسـوعُ نـامـوسَ الـعَـهْدِ الـقَـديمِ الـيَـهـودِيّ، لأنّه وُلِـدَ وعـاشَ فـي تِلْكَ البيئَةِ وحَفِظَ قَوانِينَـها وعاداتِـهـا. المَسيحُ لَمْ يَأتِ لِيَنْقُضَ النَّاموسَ بَـل لِيُكَمِّلَهُ، لِـذا ارْتَضى أَنْ يَقْبَلَ الـخِتـانَ مُؤَكِّدًا عـلى اتـخـاذِه الطَّبيعَةَ البَشَرِيَّة. لَقَد ارْتَبَطَ الخِتانُ بِالصَّلاحِ والتَّقوى وطاعَةِ النَّاموس، وهُوَ يُشيرُ إلى اليَـهـودِيِّ الـطَّـاهِر. وكُلُّ إِنْسانٍ غَيْرِ مُخْتَتِنٍ كانَ يُعْتَبَرُ نَجِسًا أو غَيْرَ طاهِر".



أضاف: "الخِتـانُ وعَدَمُهُ هُما مَفهومانِ وممارَسَتانِ مُتَناقِضَتانِ اعْـتَـمَـدَ الأُولى اليَهودُ والثَّانِيَةَ الأُمَمُ الوَثَنِيَّة. طَقْسُ الخِتانِ كانَ جُرْحًا مُؤلِمًا ويسبِّـبُ النَّزفَ، خُصوصًا بِالطَّريقَةِ الَّتي كانَ يَتِمُّ بِها في تِلْكَ الأَيَّام. كَلِمَةُ اللهِ لإِبراهيمَ الَّتي بِها تَأَسَّسَ الخِتانُ تُظْهِرُ السَّبَـبَ الأَساسِيَّ لَهُ: «يَكونُ (الخِتانُ) عَلامَةَ عَهْدٍ بَيني وبَيْنَكُم» (تك 17: 11). هَذا يَعني أنّ الخِتانَ كانَ اتِّفاقًا بَيْنَ اللهِ وشَعْبِهِ الخاصّ، عَهْدًا ثُبِّتَ بِالدَّم. أَمَّا في العَهْدِ الجَديدِ فَقَدْ ثُبِّتَ اتِّفاقُ اللهِ مَعَ البَشَرِ بِدَمِ المَسيح. بِحَسَبِ الآباء، لَمْ يَكُن الخِتانُ عَهْدًا، بَلْ كانَ عَلامَةً على العَهْدِ والإتِّفاق. يَقولُ القِدِّيسُ إبيـفانـيـوس إِنَّ الـخِتـانَ كـانَ بِـمـثـابَـةِ خَتْمٍ على أَجْسادِ شَعْـبِ الله، يُذَكِّرُهُم ويَضبُطُهُم لِيَبقُوا على «إيمـانِ آبـائِهِـم». لَقَدْ كانَ الخِتانُ تَهيِئَةً للمَعمودِيَّةِ الَّتي سَتُمْنَحُ في الوَقْتِ المُناسِبِ مِنْ خِلالِ تَجَسُّدِ ابْنِ اللهِ وكَلِمَتِه، إِذْ إِنَّ المَعْمودِيَّةَ في الحَقيقَةِ هِيَ خِتانُ القَلْب".



وتابع: "لَقَدْ خَضَعَ المَسيحُ لِلخِتانِ لأَنَّهُ هُوَ نَفْسُـهُ مُعْطـي الـنَّـامـوس في العَـهْدِ الـقَـديـم، وقد احتَرَمَ النَّاموسَ ولَمْ يَنْقُضْهُ، بَلْ جاءَ لِيَحْفَظَهُ، لا بَلْ لِيَرْفَعَه. قَبِلَ المَسيحُ الخِتانَ لِكَيْ يُظْهِرَ أَنَّهُ اتَّخَذَ طَبيعَةً بَشَرِيَّةً حَقيقيَّة، وهَذا أَمْرٌ مُهِمٌّ جِدًّا، لأنَّ هَرْطَقَةً ظَهَرَتْ في القُرونِ الأُولى تَدَّعي أَنَّ المَسيحَ لَمْ يَتَّخِذْ الطَّبيعَةَ البَشَرِيَّةَ الحَقيقيَّةَ ولا جَسَدًا بَشَرِيًّا حَقيقيًّـا، بَلْ كانَ جَسَدُهُ ظاهِرِيًّا خَيالِيًّا. هذا أدّى إلى الإستِنْتاجِ بِأَنَّ المَسيحَ لَمْ يُصْلَبْ. يأتي تَذكارُ خِتانَةِ المَسيحِ بَيْنَ عيدَيْ التَّجَسُّدِ والظُّهورِ الإِلَهِيَّين، كَما يُعَلِّمُ القِدِّيسُ إبيفانيوس، لأنَّ خِتانَ الجَسَدِ حَضَّرَ الإِنسانَ وخَدَمَهُ إلى حينِ المَعمودِيَّةِ الَّتي هِيَ الخِتانُ الأَعظَم، لأَنَّنا نَتَحَرَّرُ بـواسِـطَـتِـهـا مِنَ الخَطايا ونُخْتَمُ بِاسْمِ الله، أَيْ نُصْبِحُ مُنْتَمِينَ لَهُ. يَقولُ القِدِّيسُ يوحَنَّا الذَّهَبِيُّ الفَم إِنَّ خِتانَ الجَسَدِ فَصَلَ اليَهودَ عَن الأُمَم، أمّـا المَعمودِيَّةُ المُقَدَّسَةُ فَيَتَمَيَّزُ مِنْ خِلالِها المُؤمِنونَ عَنْ سِواهُم".



وتابع: "لَمْ يُطِعْ المَسيحُ النَّاموسَ فَقَط، بَلْ نَسْمَعُ في إِنْجيلِ اليَوْم أَنَّهُ نَزَلَ مَعَ أُمِّهِ ويُوسُفَ إلى النَّاصِرَةِ وكانَ خاضِعًا لَهُما، ثُمَّ نَسْمَعُ أَنَّهُ «كانَ يَتَقَدَّمُ في الحِكْمَةِ والسِّنِّ والنِّعْمَةِ عِنْدَ اللهِ والنَّاس». إنَّ الطَّاعَةَ أَساسٌ لِلحِكْمَةِ والنِّعْمَة. كَثيرًا ما نَسْمَعُ في زَمَنِنا عَنْ أَولادٍ يُهينونَ أَهْلَهُم بسببِ مُلاحَظَةٍ تَكونُ لِبُـنْيانِهِم، أَوْ يَشْتَكونَ على أَساتِذَتِهِم إِذا أَبْدُوا تُجاهَهُم قَسْوَةَ المُرَبِّي مِنْ أَجْلِ إِفادَتِهِم، لأنَّ مُـعـظـمَ الـمُـجْـتَمَعاتِ تَضْرِبُ عَرْضَ الحائِطِ بِالقِيَمِ الأخـلاقـيَّـةِ والتَّربَوِيَّةِ، فاتِحَةً مَجالَ الـحُـرِّيـةِ الـمُـطْـلَـقَـةِ أَمامَ الأَوْلادِ قَـبْـلَ أنْ تُـنْـشِـئَـهـم عـلـى احـتـرامِ القِيَـمِ ومَـبـادئِ الـمَـحـبَّـةِ والأُخُـوَّةِ والـتَـضـحِيَـةِ والـتَـسـامُـحِ وقُـبـولِ الآخَـرِ واحـتِـرامِـه. كـذلـك نُعايِنُ ما يَحْدُثُ حَوْلَنا مِـنْ جُـنـونٍ في قـيـادَةِ الـدرَّاجـاتِ الـنـاريَّـةِ الـتـي لا يَـحـتَـرِمُ سائِـقـوهـا لا الـبَـشَـرَ ولا الـقـوانـيـن، ومِنْ حَوادِثِ سَيْرٍ تُودي بِحَياةِ الشَّبابِ والشَّابَّاتِ، بِسَبَبِ عَدَمِ طاعَتِهِم لأَهْلِهِم وعَـدَمِ احـتـرامِ قَوانينِ السَّيْرِ، والقـيـادَةِ بِتَـهَوُّرٍ، أو الـتَلَـهّي بِهَواتِفِهِم المَحـمولَـة، غَيْرَ آبِهينَ بِأَرواحِهِم وبِأَرواحِ الآخَرين، وغَيْرَ حاسِبينَ لِحُزْنِ ذَويهِم على فُقْدانِهِم حِسابًا، لأنَّـهـم لم يُـدرِكـوا حُـدودَ حُـرِّيَتِـهـم ولا قـيـمَـةَ الـحـيـاةِ الـمَـمْـنـوحَـةِ لـهـم. عَدَمُ الطَّاعَةِ يُؤَدِّي إلى الأَنانِيَّة، بَيْنَما الطَّاعَةُ الَّتي عَلَّمَنا إِيَّاها الرَّبُّ يَسوعُ تُظْهِرُ المَحَبَّةَ الكامِلَةَ، هُوَ الَّذي أَطاعَ الآبَ حَتَّى مَوْتِ الصَّليب، لِكَيْ يُعْتِقَنا مِنْ آثامِنا، لأَنَّهُ هَكَذا أَحَبَّنا فَبَذَلَ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِنا، بَعْدَ أَنْ تَجَسَّدَ وخَضَعَ لِنَواميسِ الطَّبيعَة".



وقال: "ها نَحنُ نَدْخُلُ عامًا أرضِيًّا جَديدًا، بَعْدَما وَدَّعْنا سَنَةً دَمَوِيَّةً شَهِدْنا خِـلالَـهـا الكَثيرَ مِنَ الأَحداثِ المُؤلِمَة على صَعيدِ الوَطَنِ والـعالَـم. أَمَّا الطَّـامَةُ الـكُبْرى في هَذا البَلَدِ فَهِيَ الإعتيادُ على الفَراغِ في مَـوْقِـعِ الـرِئـاسـةِ، الَّذي يَتَأَصَّلُ عامًا بَعْدَ عامٍ، وغيابُ مَسؤولٍ مُطيعٍ لِدُستورِ بِلادِهِ يَقِفُ عَكْسَ التَّيَّارِ السَّائِدِ، ويُعلي الصَّوْتَ داعِيًا إلى صَوْنِ القانونِ واحترامِ الدسـتور. عَدَمُ تَـطْـبيـقِ دُستـورِ البَلَدِ أَصْبَـحَ دُستورًا بِذاتِهِ، كَرَّسَتْهُ بَعْضُ الجَماعاتِ المُنْتَمِيَةِ جَسَدِيًّا فَقَط إلى هَذِهِ الأَرْض، بَيْنَما عُقولُها وقُلوبُها ومَصالِحُها مُتَعَلِّقَةٌ بِراياتٍ تُرَفْرِفُ خارِجَ رُبوعِ وَطَنٍ جَرَّحَتْهُ الإنْقِساماتُ، ونَهَشَتْهُ المَطامِعُ، وسَوَّدَتْ صَفْحَتَهُ أَسماءٌ ووجوهٌ ما عادَ اللُّبنانِيُّونَ يَرغَبونَ في رؤيَتِها أَوْ يَقْبَلونَ بِتَمْثيلِها لـهـم. أمَلُـنـا أنْ يَكونَ العامُ 2024 عامَ خَلاصِ لُبْنانَ مِنْ جَميعِ جِراحِهِ ونُدوبِه، وعامَ فَتْحِ مُجَلَّدٍ جَديدٍ فـي تاريخِهِ، لا يَحْتَوي إِلَّا على سِيَرِ مُحِبِّي هذا البلد، والعامِلينَ مِنْ أَجْلِ صَوْنِ كُلِّ ذَرَّةٍ مِنْ تُرابِه وكلِّ مادةٍ مِنْ دستورِه وكُـلِّ فَرْدٍ مِـنْ شَـعبِـه".



وأضاف: "يُقال إنَّ القُدرةَ تَـكْمُنُ في الإرادةِ وهذا صَـحـيـحٌ لأنَّ الإنـسـانَ الذي يَنْوي أو يُـقَرِّرُ عَمَلَ شيءٍ لا بُـدَّ مِـنْ أنْ يَـسـتـطيعَ الـقيـامَ بـه. فعندما أرادَ مجلسُ النوابِ تَمديدَ مُدَّةِ خِدْمـةِ قـائدِ الـجيشِ حِفاظاً عـلـى الـمُـؤسَـسـةِ الـعَـسْـكَـرِيَّـةِ، وعلى الإستِقرارِ الأمنـيّ، اجتمعَ وصَوَّتَ ونَجَـحَ فـي مـا أراد. فَلِمَ لا يُقرِّرُ هذا المجلسُ انتخابَ رئيسٍ، ويجتمعُ ويَنْتَخِبُ رئيساً للبلادِ مِنْ أجلِ استقرارِ البلدِ بكامِلِه، ومن أجلِ مَلْءِ كُلِّ شُـغورٍ وتَسْييرِ عَمَلِ كُلِّ إدارة؟ هذا يَعْنـي أنْ لا إرادةَ في ذلك وإلاّ لكانَ لنا رئيسٌ منذُ أكثرَ مِنْ سَـنَة، في الـمَـوعِـدِ الـذي يُـحـدِّدُه الـدسـتـور، يَـحْفَـظُ الإستقرارَ السياسيّ. فَعوَضَ اللُجوءِ إلى حُلولٍ مُجْتَزَأةٍ أو مُـؤقَّتَةٍ يُهْرَعُ إليها عِنْدَ كُـلِّ شُـغورٍ في مَـركـزٍ أو إدارة، ألـيسَ مِـنَ الـحـكـمةِ انـتخابُ رئـيـسٍ لـلـبلادِ تَكْـتَـمِـلُ مَـعَـه كُـلُّ الـنَـواقِـص؟".



وختم: "نُصَلِّي اليَوْمَ مِنْ أَجْلِ أَنْ يَكونَ العامُ الجَديدُ عامَ خَيْرٍ وسَلامٍ وبَرَكة، يَـحْـمِلُ مَعَهُ الأَمَلَ والصِّحَّةَ والفَرَحَ لِلجَميع. نُصَلِّي كَيْ يَمْنَحَنا الرَّبُّ نِعَمَهُ لـكـي نَعْرِفَ كَيْفَ نُـحـافِظُ على أَنْفُسِنا بَعيدًا عَنِ الخَطيئَة، وعـلى بَلَـدِنـا بَعيـدًا عَنِ الأذى. كما نُـصَـلّي مِنْ أجـلِ إخْـوتِـنـا في الـقُـرى الـجـنـوبـيـةِ وفي فـلـسـطـيـن الذين ما زالـوا تحتَ الـقـصـفِ واللاإنـسـانـيـة، سائلين لهم السلام. وفي هـذا الـعيـدِ لا يُمْـكِنُـنـا ألاّ نَتَـذَكّرَ ضـحـايـا تَفجيرِ مَرفأِ بيروت وذَويهم، وجميعَ الذين أُصيبوا في أجسادِهم أو مُمْتَلَكـاتِـهـم، ولـم يَـحْـصَـلـوا بَعْدُ على العدالةِ الـواجِـبَـةِ تُـجـاهَهُـم وتُـجـاهَ بيروت، لأنَّ السلطةَ السيـاسـيَّـةَ وسُلـطـةَ الأحـزابِ والـزعـاماتِ أقـوى مِنْ سُلطَةِ القضاءِ المَقْموعِ مِنْها، الذي لم يَتَـمَـكَّـنْ مِـنْ اسـتِـكْـمالِ الـتَـحـقيـقِ وفَرْضِ العدالة. بارَكَ اللهُ أَيَّامَكُم جاعِلًا إِيَّاها أَيَّامَ تَوبَةٍ وخَلاصٍ وتَذَوُّقًا مُسبَقًا لـلـمَـلَـكـوت، آمين".

MISS 3