جاد حداد

Netflix Corner

Victim Number 8... رهاب الإسلام تحت المجهر

23 حزيران 2020

02 : 00

إنتشرت مظاهر رهاب الإسلام بوتيرة متسارعة بعد اعتداءات 11 أيلول المأساوية ولم تكف عن التصاعد منذ ذلك الحين. فيما تعلن المنظمات الإرهابية مسؤوليتها عن اعتداءات مشينة، تتدهور حياة المسلمين الأبرياء مع مرور كل يوم. في مسلسل Victim Number 8 (الضحية رقم 8)، تستكشف شبكة "نتفلكس" هذا الموضوع عبر التركيز على هجوم إرهابي في "بلباو" يحصد حياة 8 أشخاص. يسرد المسلسل قصته من وجهة نظر عائلة الضحايا وعائلة الرجل المتّهم بالجريمة.

يعيش "عمر" و"إيدورن" علاقة عاطفية منذ وقتٍ طويل، لكنه لم يقابل والدَيها بعد. هي تدعو "عمر" إلى العشاء في اليوم التالي، فيعدها بالمجيء رغم توتره. لكنه لا يحضر. تنتظره "إيدورن" ووالداها بكل صبر طوال ساعة ونصف، لكنه لا يصل مطلقاً. ثم يسمعون أنه متّهم بتنفيذ هجوم إرهابي أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وإصابة آخرين. يبحث فريق من الشرطة عنه بقيادة "كورو أولاغي". تثبت جميع الأدلة أن "عمر" مذنب، لكن ترفض "إيدورن" وعائلة "عمر" تقبّل الموضوع. مع مرور الوقت، يبدأ المجتمع بالتعامل بعدائية مع عائلته. يخسر والداه عملهما ويتعرض أشقاؤه الصغار للتنمر في المدرسة.

في غضون ذلك، يقع "غوركا" ضحية الهجوم أيضاً ويترك وراءه عائلة مفككة أصلاً. يتحمّل شقيقه "غايزكا" الذي جمعته علاقة شائكة مع أخيه مشاعر الكره من زوجته ووالديه. هم يلومونه لأنه من أخذ "غوركا" إلى مكان وقوع الاعتداء. لكنّ هذا الوضع لا يمنعه من الاستيلاء على شركة العائلة. تشعر "إيدورن" بالصدمة من احتمال تورط "عمر" مع منظمة إرهابية ويعرض عليها الصحافي "إيكي" المساعدة ويَعِدها باكتشاف الحقيقة مهما كانت. في الوقت نفسه، تتلاعب قوة مختلفة بحياة جميع الشخصيات.





يموت سبعة أشخاص في الاعتداء الذي يُفترض أن يكون "عمر" مسؤولاً عنه. لكن يزداد الوضع سوءاً بعد وفاة الضحية الثامنة. تواجد "غوركا" في ذلك اليوم خارج أحد المقاهي مع شقيقه "غايزكا" وكان يُفترض أن يكون على متن رحلة متّجهة إلى طوكيو لكنها أُلغيت في اللحظة الأخيرة. تظن والدة "غايزكا" أن وجوده داخل المقهى عند وقوع الهجوم كان بمثابة معجزة، لكننا نكتشف لاحقاً أن الأحداث كلها كانت جزءاً من خطة مسبقة. يبدو أن الهجوم الإرهابي استُعمِل للتغطية على حدث آخر وكان القتلى السبعة جزءاً من الأضرار الجانبية بكل بساطة.

لطالما كان "غوركا" نجم العائلة منذ طفولته، فهو وسيم وموهوب وشعبيته كبيرة. كان والده يفضّله على "غايزكا" ولم يتردد في اختياره خلفاً له. ربما لم تكن الأم قاسية لهذه الدرجة، لكنها لم تفوّت أي فرصة لإخبار "غايزكا" بتفوق شقيقه عليه. كان "غوركا" يجيد إقناع الناس بتنفيذ رغباته. أما "غايزكا"، فكان أكثر تحفظاً ولطالما احتاج إلى التشجيع للمضي قدماً، ولم يثبت يوماً أنه يتمتع بقوة الإرادة بقدر شقيقه، وكان يتعرض للتوبيخ دوماً لأنه لا يتحمّل المسؤولية.

في الموسم الثاني من Victim Number 8، إذا قررت شبكة "نتفلكس" إصداره، من المنتظر أن تحارب "أولاغي" النظام الذي كانت جزءاً منه. بما أنها أصبحت مسؤولة عن طفل الآن، ستزيد المخاطر التي تواجهها لأن جميع الاعتداءات الشخصية ستطرح خطراً على سلامة طفلها. سبق وسُفِكت دماء الأبرياء ولا شك في أنها ستُسفَك مجدداً إذا قررت مساعدة "عمر" و"إيدورن". قد نحصل أيضاً على لمحة عن حياتهما في السجن. التصقت صفة "الإرهابي" بـ"عمر" ويستحيل أن يحظى بأي شعبية في السجن. الوضع مشابه مع "إيدورن"، فهي لن تواجه مشاعر الكره بسبب تعاونها مع إرهابي فحسب، بل بسبب علاقتها العاطفية مع "عمر" أيضاً. على صعيد آخر، ما الذي سيفعله "غايزكا" لاسترجاع مكانته في العائلة والشركة؟ هل سيحاول التخلص من والده هذه المرة؟

يتناول الموسم الأول من Victim Number 8 موضوع كره الأجانب بأسلوب ذكي، لذا من المتوقع أن تستمر هذه المقاربة في الموسم الثاني. في ظل غياب "عمر"، يضطر أفراد عائلته لمواجهة الكره الاجتماعي على اعتبار أنهم المسؤولون عن تربية إرهابي. وحتى لو غيّروا مكان إقامتهم، لن يستطيعوا الهرب إلى أي مكان لأن خبر الهجوم ظهر في عناوين الأخبار في أنحاء البلد. إذا بقيت طريقة التعامل معهم على حالها، هل سيتشجع أحد أشقاء "عمر" الصغار على الانضمام إلى منظمة تَعِده بالانتقام؟ هذا المحور من القصة قد يسلّط الضوء على عامل "الإرهابي الذي يصنعه المجتمع". تتعدد التطورات التي يمكن أن تشهدها هذه القصة. لقد أثبت المسلسل أنه عمل مشوّق وذو قيمة اجتماعية، ولا مفر من أن تزداد التوقعات المنتظرة من أحداث الموسم المقبل.


MISS 3