الأرجنتين تُحبط "عملاً إرهابيّاً": توقيف 3 أجانب يتحدّرون من لبنان وسوريا

ذكرى رابعة دموية لاغتيال سليماني: مجزرة تُزلزل جنوب إيران

02 : 00

من آثار التفجيرَين قرب «مقبرة الشهداء» في محافظة كرمان أمس (أ ف ب)

حلّت الذكرى الرابعة لاغتيال اللواء قاسم سليماني بضربة أميركية في بغداد، «لعنة» على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث قُتل أكثر من 100 شخص وأُصيب 211 آخرون بجروح جرّاء انفجارين وقعا بفارق نحو 10 دقائق في جنوب البلاد واستهدفا حشوداً كانت تُحيي الذكرى التي «صُبغت» بالأمس بدماء أنصار سليماني ومحبّيه.

ودوّى الانفجاران قرب «مقبرة الشهداء» في محافظة كرمان حيث يرقد سليماني، فيما أعلنت إيران الخميس يوم حداد وطني بعد «الهجوم الإرهابي». وذكرت وكالة «تسنيم» نقلاً عن مصادر مطّلعة أن «حقيبتين تحملان متفجّرات انفجرتا» على الطريق المؤدّي إلى مسجد صاحب الزمان، حيث المقبرة، مشيرةً إلى أن منفّذي هذا الحادث استخدموا جهاز تحكّم عن بُعد لتفجير الحقيبتين.

وأظهرت اللقطات وجود الآلاف على الطريق، قبل أن يُسمع من بعيد دوي انفجار أثار هلعاً بين الحاضرين الذين بدأ كُثر منهم بالركض للابتعاد عن المكان. كما أمكن رؤية دخان يتصاعد في الخلفية، بينما عمل عناصر من قوات الأمن على فرض طوق.

وأظهرت المشاهد على التلفزيون الرسمي العديد من سيارات الاسعاف والمسعفين في المكان. ومع حلول الليل، عاد عدد كبير من الأشخاص إلى مقبرة كرمان وهم يهتفون «الموت لإسرائيل!» و»الموت لأمريكا!»، بينما تجمّع آلاف الأشخاص في طهران لإحياء ذكرى تصفية سليماني.

وفي ردود الفعل الداخلية، توعّد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بـ»ردّ قاس»، وقال في بيان إنّ «الأعداء الأشرار والمجرمين للأمة الإيرانية تسبّبوا مجدّداً بكارثة وأسقطوا عدداً كبيراً من السكان الأعزاء في كرمان شهداء». كما ندّد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالتفجيرين، معتبراً أن ما حصل عمل «جبان» و»مشين»، فيما أعلن نائب الشؤون السياسية في مكتب الرئيس الإيراني أن الأخير ألغى زيارته لتركيا التي كانت مقرّرة اليوم، وفق وكالة «تسنيم».

أميركيّاً، رفضت الولايات المتحدة أي مزاعم عن ضلوعها أو ضلوع حليفتها إسرائيل في التفجيرين. وقال المتحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين إن «الولايات المتحدة ليست ضالعة في أي حال من الأحوال (في التفجيرين)، وأي قول يُعاكس ذلك هو أمر سخيف»، مضيفاً: «لا سبب لدينا للاعتقاد أن إسرائيل ضالعة في هذا الانفجار». وتابع: «نُعرب عن تعاطفنا مع الضحايا وأحبائهم الذين قضوا في هذا الانفجار المرعب».

ومن دون الإشارة إلى مسؤولية الدولة العبرية عن الضربة أو إبداء تأييده لها، اعتبر ميلر أن نائب رئيس المكتب السياسي في حركة «حماس» صالح العاروري كان «إرهابيّاً عنيفاً يداه ملطختان بدماء مدنيين». لكنّه حذّر من تصعيد أكبر في المنطقة، وقال: «ليس من مصلحة أحد، ليس من مصلحة أي دولة في المنطقة، وليس من مصلحة أي دولة في العالم، أن نرى هذا الصراع يتصاعد إلى أبعد مِمَّا هو عليه».

من جهة أخرى، أعلنت السلطات الأرجنتينية توقيف 3 أجانب يتحدّرون من لبنان وسوريا في نهاية كانون الأوّل في بوينوس آيرس وضواحيها، للاشتباه في قيامهم «بالتخطيط لعمل إرهابي في البلاد». والمشتبه فيهم الذين يحمل أحدهم جوازَي سفر فنزويلياً وكولومبياً، أوقفوا في 30 كانون الأوّل. بالتوازي، تعقّبت السلطات «طرداً» مصدره اليمن، وفق ما ذكرت وزارة الأمن على منصّة «إكس»، مشيرةً إلى تحييد «خلية إرهابية محتملة».

وأشارت وزيرة الأمن باتريسيا بولريتش إلى أن التوقيفات حصلت بناءً على معلومات استخباراتية من مصادر مختلفة قدّمتها الولايات المتحدة وإسرائيل، ومعلومات أخرى من كولومبيا، مشيرةً إلى أنّ السياق الحالي للحرب في الشرق الأوسط أدّى أيضاً إلى إيلاء السلطات الأرجنتينية مخاطر الإرهاب «اهتماماً خاصاً».

ولفتت بولريتش إلى أن «أحد الأمور الذي أثار قلقنا أن الفندق (الذي كان من المقرّر أن يُقيم فيه المشتبه فيهم الثلاثة) يقع على بُعد مبنيَين من السفارة الإسرائيلية». ويُفترض أن الأشخاص الثلاثة تلقّوا طرداً آتياً من اليمن، يزن «35 كلغ» وفقاً للوزارة. ولم تُقدّم بولريتش أي تفاصيل في شأنه.

MISS 3