شهادتان من النقيب نعمة بدوي والمخرج سمير حبشي

فادي إبراهيم ممثل حقيقي تجاوز قيود الدراما اللبنانية

02 : 00

عادل إمام وفادي إبراهيم

يتّفق نقيب ممثّلي المسرح والسينما والإذاعة والتلفزيون نعمة بدوي والمخرج سمير حبشي على أن فادي إبراهيم «ممثّل عملاق». ويوافق معهما كثيرون من زملائهما والنقاد والمشاهدين. وفيما ينشغل بدوي من موقعه النقابي والمهني في أمور علاج إبراهيم، يكشف حبشي أنه لطالما كان يقول لإبراهيم إن ظروف الدراما اللبنانية وضيق مساحتها ومحدودية إنتاجها، عوامل قيّدت موهبته وطاقاته وأثرت سلباً في مسيرته الفنية وانطلاقها خارج لبنان. وعلى الرغم من ذلك كسر القيود وتجاوز الحدود.



عُرف الممثل فادي إبراهيم، الذي قدّم عشرات الأدوار للشاشتين الصغيرة والكبيرة وعلى المسرح، بحبّه لمهنته. لقد حرّكه تجاهها وفيها الشغفُ، كما يقول. فالشغف هو الأساس، لا سيما في الانطلاقة، وبعد ذلك يأتي حب المعرفة والاجتهاد واكتشاف المسار والعمل لتطويره. بناء على هذا، لا يُخفي أن إحساسه هو ما يقول له خذ هذا العمل ولا تقبل ذاك. أما مسيرته الفنية الطويلة، نحو أربعة عقود، فيعترف بأن فيها الإيجابي والسلبي الذي قبل معظمه لأسباب مادّية. وعلى الرغم من ذلك، لا يندم على شيء، بل يتعلّم من التجربة.

النجم

يعتبر النقيب بدوي أن فادي إبراهيم «نجم من الزمن الجميل، وما زال حتى الآن نجماً متألقاً». ويذكر أنه «بدأ التمثيل مع عمالقة الشاشة والإذاعة والدوبلاج، من عبد المجيد مجذوب ومحمود سعيد وأحمد الزين وسمير شمص وغيرهم من النجوم، وكان نجماً بينهم. وقد مرّ بمراحل عديدة، وبأدوار متعددة ومختلفة، ومثل باللغة العربية الفصحى وبالعامية وأحياناً بلغات أجنبية يتقنها منذ عمل مضيفاً في الطيران. وكان الدونجوان، العاشق والمعشوق، والضابط الفرنسي البغيض، وزعيم المافيا والتهريب، وفي الوقت نفسه الأب الحنون والإنسان المظلوم».

ويلفت بدوي إلى أن إبراهيم «اشتغل على نفسه بشكل دقيق، وتطور سريعاً، وبات نجماً على مستوى العالم العربي قبل انتشار الفضائيات، فهو قدير متمكن من أدواته يعمل بجهد كبير. هبّت معه العاصفة مرتين، ونافس أبطال المسلسلات المكسيكية التي اكتسحت الشاشات اللبنانية. وغزا المسرح بمسرحية «نادر مش قادر» مع الكاتب مروان نجار. قام ببطولة مسلسل «بين بيروت ودبي» مع كارمن لبس وكريستين شويري، واثبت في هذا العمل أنه ممثل كبير جداً. وشارك الممثل عادل إمام في مسلسل فرقة عطالله».

أما على الصعيد الشخصي، يقول بدوي: «هو زميل ورفيق وصديق وجار. شاركنا في أعمال عدة منها «الكوخ القديم» مع النجمة السورية نادين خوري، ومسلسل «نورا» مع باسم مغنية وكارول الحاج ونقولا دانيال ورندا الأسمر وهيام أبو شديد ونقولا معوض من كتابة مروان العبد وإنتاج واخراج إيلي س. معلوف. وتعملق في مسلسل «كل الحب كل الغرام» مجسّداً دور الإقطاعي القوي وغير الظالم».



فادي إبراهيم: الشغف هو الأساس



ممثل عالمي

يرى المخرج حبشي، الذي عمل إبراهيم معه في مسلسلي «ولاد البلد» و»ثواني»، أن إبراهيم «قادر على أن يلعب على أكمل وجه أي دور يُعطى له». ويلفت إلى أنه «يتحمّس بسرعة، ولديه سرعة بديهة وذكاء نادران». وفوق هذا هو «مطواع، ويضع نفسه في إدارة المخرج بلا تردد وبتواضع».

إنطلاقاً من هذا، يعتبر حبشي أن إبراهيم «الموهوب والممثل بكل معنى الكلمة» مؤهل للعمل في الدراما التلفزيونية والسينما والمسرح، ومؤهل ليلعب أي دور». وقد فعل ذلك ونوّع في الشخصيّات التي أدّاها متمرّداً على أي تأطير يمكن أن يحبس الممثل في كاركتير الشرير أو الدونجوان أو الأجنبي. ويجزم حبشي أن إبراهيم «بمواصفات ممثل عالمي، ولا ينقصه شيء من هذا. وأثبت ذلك من خلال مشاركته مع عادل إمام. فقد نجح في أداء دوره وهذا أهم من المشاركة بحد ذاتها».

ويلفت حبشي إلى أن إبراهيم «ممثل حقيقي» يمتلك «الليونة اللازمة، ويتقمّص الشخصيّة». ويقول إن من تنطبق عليهم مواصفات إبراهيم «قلة»، «هناك ممثّلون شباب وسيمون، تُكتب لهم أدوار على مقاساتهم، في حين أن إبراهيم «يلعب أي دور».

العلاج

يتابع بدوي: «كما كان نجماً في شبابه وفي صحته البدنية هو نجم في وعكته الصحية». ويكشف: «يمر بوضع صحي حرج أدى إلى بتر أحد أطرافه، وهو يجري عملية غسيل للكلى مرتين أسبوعياً، ويمكث في المستشفى منذ أكثر من شهر ونصف. كان عنده تأمين صحي، لكنه تجاوز المبلغ المحدد له فهبّ الأصدقاء والزملاء عبر النقابة وعبر التواصل الخاص معه للوقوف إلى جانبه، ولكن الوضع يفوق قدرة الإعانة».

ويقول: «شهرته تخطت حدود الوطن، هذا ما لمسته من الاتصالات التي تردني من جميع الأقطار العربية، وخصوصاً من مصر». ويلفت إلى أن إبراهيم «يملك من الكبرياء والتواضع وحب الآخر قدراً كبيراً. وهو محب ومتواضع. وكان عضو نقابة سابق في عهد النقيب الراحل ميشال ثابت. وقد وقف إلى جانب زملائه وإلى جانب النقابة، والنقابة وقفت إلى جانبه وإلى جانب الزملاء بحسب قدراتها. وقد أفضت جهود وزيري الثقافة محمد وسام المرتضى والصحة فراس الأبيض، مع مدير الدائرة الصحية في الوزارة جوزيف الحلو إلى أن تتحمل وزارة الصحة تكلفة غسيل الكلى والعلاج».

إنطلاقة «الدونجوان»

يُسجّل للممثّل الراحل إيلي صنيفر (1935 - 2005) أنه من اكتشف موهبة فادي إبراهيم (مواليد 1956) ورشّحه لأداء شخصية أجنبي، جيمي جاك الأميركي، في مسلسل «الوحش» (1980). قبل ذلك، انضم إلى فرقة ناصر مخول الفولكلورية وشارك في أعمال شانسونييه (1979). ثم عمل مع وليد خاطر في «الخير لقدام». ولم يقيّد نفسه بأعمال للكبار فحسب، بل لعب دوراً في مسرحية «حكاية ستي أم فؤاد» للأطفال. قرّبه ذلك من «حكاية كل بيت» للكاتب مروان نجار. وعرّفه إعلان تلفزيوني لإحدى البطاريات إلى الجمهور اللبناني.

أما المحطة الرئيسية في انطلاقته فكانت مع المخرج رشيد علامة الذي درّبه على الإلقاء ومخارج الحروف ومنحه دور البطولة في مسلسل «وأمطرت ذات صيف» (1982). وفي السنوات التالية، عمل إلى جانب التمثيل في ترجمة الأشرطة الوثائقية لتلفزيون لبنان. ووسع تجربته في الكواليس وخلف الكاميرا حين عمل في الماكياج الذي تدرّب عليه في ألمانيا.

وبعد الحرب، تحديداً في 1995، تابعه اللبنانيون واللبنانيات في شخصية «الدونجوان» (نادر صبّاغ) في مسلسل «العاصفة تهب مرتين» (تأليف شكري أنيس فاخوري، وإخراج ميلاد الهاشم). وقد بنى مروان نجار على هذا الدور مسرحية «نادر مش قادر» وأدّى إبراهيم أيضاً الشخصية على الخشبة.

MISS 3