الحزب ينتقم للعاروري وإسرائيل تواصل "وحشيتها" في الجنوب

المنظومة تستنجد بـ1701 أمام بوريل وبلينكن عن اغتيال العاروري: إسرائيل تدافع عن نفسها!

02 : 00

لا يزال الجو مشحوناً في جنوب لبنان مع انقضاء فترة الأعياد التي لم يعشها أصلاً سكان المنطقة.


فأهالي الجنوب الذين لم يهنأ عيشهم منذ بدء حرب غزة، يعيشون لحظات مصيرية جرّاء القصف الإسرائيلي عليهم خصوصاً مع اشتداد حدة الاشتباكات السبت بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله الذي ردّ "بشكل أولي" على اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت.


توازياً، حركة موفدين بدأت تظهر على الأراضي اللبنانية مع وصول مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الى بيروت الذي التقى رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب وحزب الله.


بوريل.. بين بري وميقاتي وبو حبيب و"الحزب"


ظهر السبت، التقى ميقاتي بوريل في دارته في بيروت حيث شدد على وجوب حل ملف النازحين السوريين عبر دعمهم في بلادهم لتشجيعهم على العودة، أما في ملف القصف الإسرائيلي على غزة وجنوب لبنان، فقال ميقاتي: "نحن طلاب سلام لا دعاة حرب ونتطلع الى تحقيق الاستقرار ونقوم بالاتصالات اللازمة في هذا الصدد، لأن أي تفجير واسع النطاق في جنوب لبنان سيقود المنطقة الى تفجير شامل".


كما وشدد على "التزام لبنان تطبيق القرار الدولي الرقم1701، وعلى أن التطبيق الكامل لهذا القرار يستوجب أولا وقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلها"، داعياً الى "العمل لإرساء حل شامل للقضية الفلسطينية عبر إعطاء الفلسطينيين حقوقهم العادلة".


ومن عين التينة، أبدى بوريل بعد لقائه بري "قلقه الكبير من استمرار الحرب على قطاع غزة، وحرصه على عدم توسّعها باتجاه لبنان وتخوّفه من التصعيد الإسرائيلي"، مشدّداً على وجوب أن "تكون الأولوية هي لوقف الحرب على قطاع غزة لأنّ ذلك هو المدخل لعودة الهدوء الى لبنان وحينها يسهل البحث بتطبيق كامل لمدرجات القرار 1701".


بدوره، نوّه بري بـ"مشاركة دول الاتحاد الاوروبي في عداد قوات اليونيفيل ودورها على مدى عقود كشاهدة على الخروقات والإعتداءات الاسرائيلية على الجنوب اللبناني وأهله كما تفعل اليوم"، مجدّداً تأكيد "التزام لبنان بالشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة لا سيما القرار 1701"، ومؤكداً أنّ "المدخل لتطبيقه يبدأ بوقف إسرائيل لعدوانها وانسحابها من كامل التراب اللبناني المحتل".


ولم يخلُ اللقاء من الحديث عن الفراغ الرئاسي، حيث شدّد بري على "أهمية إنجاز الإستحقاق الرئاسي بمعزل عن تداعيات الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل"، كاشفاً أنّه "على استعداد دائم للتعاون مع جهود اللجنة الخماسية لإنجاز هذا الاستحقاق".


وبعد لقائه بو حبيب، عقد بوريل مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع وزير الخارجية الذي أكّد أن النقاش تمحور حول تجنب حرب ستكون لها عواقب وخيمة إقليمياً ودولياً، والتأكيد أن الحل السياسي وحده هو الذي سيضع حداً للصراع الفلسطيني على أساس قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.


وأشار بو حبيب الى نقاش دار حول "السّبل الكفيلة لضمان التنفيذ الشامل والكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701. كما وكرّرت التزام لبنان بوجود قوة اليونيفيل وسلامتها"، مؤكداً أنّ "الحل السياسيّ وحده هو الذي سيضعُ حداً لدوامة العنف المستمرة منذ عقود. ولتحقيق هذه الغاية، أكّدت أهميّة التزام الاتحاد الأوروبي القوي تجاه الحلّ السياسيّ للصراع الإسرائيليّ - الفلسطينيّ".


بوحبيب شدد على “ضرورة وضع الحقائق الجديدة على الأرض في لبنان وسوريا في سياقها، ومن الأهمية بمكان، إيجاد حلول مستدامة وتشجيع تضافر المساعدات الإنسانية بطريقة تضمن العودة الآمنة والسريعة للنازحين السوريين إلى وطنهم، على حد تعبيره. وقال: “لقد تجاوز الضغط الذي يتحمله لبنان من أزمة النزوح كل الحدود التي يمكن تصورها".


من جهته، شدّد بوريل على ضرورة تجنّب "جرّ" لبنان الى نزاع إقليمي، على وقع التصعيد عند الحدود مع إسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة، مخاطباً في الوقت ذاته الإسرائيليّين بالقول: "لن يخرج أحد منتصراً من نزاع إقليمي".


وأوضح بوريل أنه اتفق مع ميقاتي على العمل معاً من خلال الدّيبلوماسيّة من أجل خفض التّصعيد وتحقيق الاستقرار على المدى الطويل، وهو ما يصبّ في مصلحة الجميع، معتبراً أن "السلام وحده يُؤمن الأمن في الشرق الأوسط، وغزة جزءٌ لا يتجزّأ من القضية الفلسطينية الأوسع".


وشدد بوريل على أن أحداً لن يحقق انتصاراً من أي تصعيد اقليمي"، مشيراً الى أنه موجود في لبنان "للمساهمة في ايجاد حل للخروج من الازمة". كما وأكّد أنه "لن يدخر جهداً لجعل حلّ الدولتين واقعاً"، لافتاً الى أنه سيزور السعودية غداً لمناقشة الخطوات نحو السلام في المنطقة.


وأفادت مصادر صحافية بأن حزب الله أبلغ بوريل بألا إمكانية لبحث الملف اللبناني وتطورات الجنوب قبل وقف الحرب على غزة.


الراعي: قرار الحرب والسلم للدولة حصراً


وفي قداس الغطاس، شدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي على أن "لبنان لا يريد أن يتحمّل وزر أوطان وشعوب أُخرى، يجب أن نتمسّك بالقرار 1701، وتجنيب لبنان واللبنانيّين بالحكمة وضبط النفس الدخول في حرب إسرائيل على غزّة، فها أهل بلدات الجنوب يعانون من وزر هذه الحرب قتلًا، وتدمير منازل وإتلاف بساتين وتهجيراً".


وجدد المطالبة “بكلّ إمكانيّتنا ولدى جميع الدول والمراجع الرسميّة بحقّ الشعب الفلسطينيّ بأن يرجع إلى أرضه، ويعيش في دولة خاصّة به. ومعلوم أنّ هذه الوسيلة أجدى من الحرب والقتل والدمار والتهجير والتشتت على الطرقات والجوع والقهر والحرمان، ونطالب مع كلّ ذوي الإرادات الحسنة إيقاف النار والحرب، والبدء بإيجاد الحلول بالمفاوضات الديبلوماسيّة".


الراعي طالب أيضاً بعدم توريط البلدات الحدوديّة ولبنان وشعبه في امتداد هذه الحرب، مذكراً بأنّ قرار الحرب والسلم يعود حصراً إلى الحكومة بثلثي أعضائها وفقاً للدستور (المادّة 65) نظراً لخطورة كلّ حرب في عواقبها الوخيمة.


القصف والردّ عليه


واستفاق الجنوبيون السبت على أصوات الصواريخ التي أطلقها حزب الله باتجاه إسرائيل، معتبراً أنها ردّ أولي على اغتيال الشيخ صالح العاروري في الضاحية، فأطلق 62 صاروخاً من أنواع متعددة على قاعدة ميرون ‏للمراقبة الجوية.


وأشار في بيان الى أن هذه القاعدة تقع على قمّة جبل الجرمق، وأنها أعلى قمّة جبل في فلسطين المحتلة، وتُعتبر مركزاً للإدارة ‏والمراقبة والتحّكم الجوّي الوحيد في شمال اسرائيل ولا بديل رئيسياً عنها”، لافتاً الى أنها واحدة من قاعدتين أساسيتين في كامل اسرائيل وهما: ميرون شمالًا، ‏والثانية ""متسبيه رامون" جنوباً.‏


الى ذلك، إستهدف الحزب تجمعاً لجنود إسرائيليّين في أفيفيم، وموقع بياض بليدا بالأسلحة الصاروخية، إضافةً الى عددٍ من المواقع الإسرائيلية.


بدوره، أشعل الجيش الإسرائيلي الجبهة على الجنوب اللبناني، حيث استهدف منطقة رأس الظهر في الحي الغربي ومنطقة وادي البير في بلدة ميس الجبل بالقصف المدفعي، واستهدف بشكلٍ مباشر أطراف بلدة عيتا الشعب.


أيضاً، أغار الطيران الحربي الإسرائيليّ على أطراف بلدة عين بعال الحوش، وسهل القليلة الساحلي قضاء صور، وعلى بلدة الخيام ترافق مع قصف مدفعيّ فوسفوريّ.


واستهدفت 3 غارات إسرائيليّة منزلاً بين الشرقية وكوثرية السياد، وتضاربت المعلومات حول وجود قيادات لبنانية وفلسطينية بداخله.


وبنتيجة القصف، نعى حزب الله عدداً من عناصره كانوا قتلوا في مناطق جنوبية عدة.


أما في رميش، وبعد قصف حزب الله إسرائيل من بين المنازل فيها، ناشد المعنيون عبر نداء الوطن كل من يمكن مناشدته لتحييد منازلهم وأرزاقهم عن القصف، مستنكرين أفعال حزب الله عبر وضعه منصات الصواريخ بجانب منازلهم، وأكّد أحد الأهالي انهم ليسوا دعاة حرب ولا يريدون الدخول في تلك النزاعات.


بلينكن في اليونان


وفي جولة له في الشرق الأوسط، توقف وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في اليونان حيث اجتمع مع رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس في خانيا في جزيرة كريت، وقال بعد اللقاء: "نريد ضمان عدم اتساع النزاع في المنطقة، وأحد الخوف الحقيقية هي الحدود بين إسرائيل ولبنان ونريد أن نفعل كل ما هو ممكن للتأكد من عدم تصعيد الوضع".


وفي تعليق على الاغتيالات الإسرائيلية الأخيرة في الضاحية الجنوبية التي استهدفت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري وكوادر لحماس كانوا معه، قال بلينكن: "من حق إسرائيل حماية أمنها".


البترون بلا كهرباء ويزبك يتواصل مع فياض


على خطّ آخر، علت صرخة أهالي بلدات ديربلا وشناطا وبساتين العصي وبعض البلدات المجاورة بسبب انقطاع الكهرباء منذ اربعة أيام، علماً أنهم يسددون الفواتير بنسبة 100%، وطالبوا وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض ومؤسسة كهرباء لبنان بفصلهم عن محول بزيزا وإعادة وصلهم بخط البترون، والا سيحصل تصعيد بوجه الوزير والمؤسسة.


وعاد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك ليتواصل مع فياض، الذي أكد له أن المشكلة تقنية، وتعود الى انخفاض القدرة الانتاجية ما أثّر سلباً على الشبكة، واعداً إياه بعودة معمل دير عمار الى العمل الاثنين، وعندها ستعود الكهرباء الى البلدات البترونيّة المقطوعة عنها.

MISS 3