محمد دهشة

الغضب الصيداوي يتحوّل مسيرة رفضاً لتفلّت سعر الدولار

25 حزيران 2020

02 : 00

من الحراك الشعبي في صيدا

يتحوّل الإحتقان والغضب والإستياء التي تسود الأوساط التجارية والشعبية في مدينة صيدا ومنطقتها، تحرّكات احتجاجية تُنذر بانفجار اجتماعي، بعدما لامس سعر صرف الدولار الأميركي 6500 ليرة لبنانية للمرة الأولى، ما انعكس ارتفاعاً جنونياً على مُختلف أسعار المواد الغذائية والإستهلاكية، ففضّل الكثير وقف العمل وإقفال الأبواب، بانتظار ما ستؤول اليه الأوضاع القاتمة.

وأرخى المشهد المعيشي السوداوي مخاوف جدّية على انتظام دورة الحياة، وبدت تلوح في الأفق استفحال أزمات متتالية أجبرت بعض محطّات الوقود على الإقفال في ظل شح البنزين وقيام أخرى بتعبئة عشرين ليتراً فقط، في ظلّ فقدان مادة المازوت، وتهديد أصحاب المولدات الخاصة (الاشتراكات) بتقنين التغذية، مع التقنين القاسي في التيار الكهربائي، وتوقّف بعض القصّابين عن ذبح المواشي وبيعها، وصولاً الى ارتفاع الأسعار والغلاء.

ودفع هذا المشهد "الحراك الشعبي" الى التحرّك سريعاً، فنزل العشرات من الناشطين عفوياً الى ساحة الثورة عند تقاطع ايليا من دون دعوات مُسبقة، وأقفلوا الطريق لبعض الوقت، قبل أن يُعيد الجيش اللبناني فتحها، بينما قطع ناشطون آخرون شارع رياض الصلح الرئيسي عند محلة "البوابة الفوقا" بإضرام النار في حاويات النفايات بعد إلقائها وسط الطريق، مؤكّدين "أنّ الأوضاع الإقتصادية باتت لا تُحتمل، وأنّهم مُستمرّون في ثورتهم على السلطة الفاسدة حتى تحقيق المطالب الشعبية، لأنهّم لا يستطيعون العيش في هذا البلد في ظلّ هذه الظروف".

وقفة إحتجاج

في المُقابِل، قرّر "التنظيم الشعبي الناصري" و"لقاء التغيير من أجل لبنان ديموقراطي"، تنظيم تظاهرة جماهيرية اليوم الخميس، عند السادسة مساء، تنطلق من البوابة الفوقا في صيدا وتجوب شوارع المدينة، تحت شعار "ثورة الشعب على سلطة العجز والانهيار واستنكاراً لارتفاع الأسعار بشكل جنوني، واستغلال المواطن، وغياب الرقابة على الأسعار، واستنكاراً للسياسة النقدية وانهيار سعر الليرة ورفضاً للخضوع لإملاءات صندوق النقد الدولي، واستنكاراً لموجة التحريض الطائفي والمذهبي من قوى السلطة من أجل بناء الدولة المدنية الديموقراطية ودولة الرعاية الإجتماعية".

وقرّر المجلس الإداري لجمعية تجّار صيدا وضواحيها، في جلسته الطارئة التي انعقدت في مقرّ الجمعية، تنفيذ وقفة احتجاجية على فلتان سعر صرف الدولار وانعكاسه على القطاعات الإقتصادية والإجتماعية، وعدم إيجاد الحلول الناجعة لهذه الأزمة، وذلك عند الساعة العاشرة من قبل ظهر اليوم في ساحة النجمة عند مدخل السوق التجاري للمدينة.

وأوضح رئيس الجمعية علي الشريف لـ"نداء الوطن" أنّ الوقفة هي صرخة تجارية مُدوية، رفضاً لتفلّت سعر صرف الدولار وانعكاساته على مختلف نواحي الحياة"، مُضيفاً: "لم يعد التجّار وأصحاب المحال قادرين على التحمّل أكثر من ذلك امام احتضار القطاع التجاري وموته على البطيء".

توازياً، زار وفد من الجمعية برئاسة الشريف، راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي حداد في مقرّ المطرانية، بعد زيارة سابقة الى مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، من أجل إعفاء أصحاب المحال والمؤسسات في الوسط التجاري للمدينة والمملوكة من وقف مطرانية الروم الكاثوليك من بدل الإيجار السنوي عن العام 2020، نظراً لعدم قُدرتهم على دفع هذه الإيجارات بسبب الأزمة المالية المُتفاقمة، وما تُعانيه الأسواق من ركود غير مسبوق في الحركة التجارية، وسلمه كتاباً بذلك، حيث أبدى المطران حداد كلّ تفهّم لأوضاع التجّار والظروف الصعبة التي تعمل بها مؤسساتهم، واعداً بالنظر في مطلبهم واتّخاذ المناسب بشأنه.

نتائج سلبية

وفي مؤشّر مطمئِن، أظهرت نتائج فحوصات PCR الخاصة بـ"كورونا"، التي أجراها فريق من وزارة الصحة اللبنانية ومنظّمة "أطباء بلا حدود"، بالتعاون مع دائرة الصحة في وكالة "الأونروا" داخل مخيم عين الحلوة، بأنها سلبية.

والحملة التي جرت في مقر "القوة المشتركة" الفلسطينية في الشارع التحتاني داخل المخيم، بإشراف رئيس قسم الصحة في "الأونروا" في منطقة صيدا الدكتور وائل الميعاري وأُخذت خلالها عينات لنحو 104 اشخاص من بينهم مُخالطون لحالة مصابة بـ"كورونا"، جاءت سلبية.

يُذكر أنّ وزارة الصحة اللبنانية ومنظمة "أطباء بلا حدود" وقسم الصحّة في "الأونروا"، قد أجرت سلسلة فحوصات في عدد من المخيّمات ومنها المية ومية وشاتيلا والبدّاوي، في إطار الحملة العشوائية لمعرفة مدى تفشّي الفيروس في المناطق اللبنانية. وتبيّن أن سوريين اثنين يُقيمان في مخيم البداوي مُصابان بالفيروس.


MISS 3