من حق أي سياسي، وأي رئيس حكومة، وأي رئيس جمهورية سابق أو لاحق، وأي رئيس كتلة نيابية أصيلة أو مهجّنة أو مدجّنة أن يعتذر عن تلبية الدعوة الكريمة التي وجهها "بيّ الكل" إلى لقاء "تحصين الوحدة" في قصر بعبدا يتم فيه "التداول في الأوضاع السياسية العامة والسعي للتهدئة على الصعد كافة بغية حماية الإستقرار والسلم الأهلي".
من حق أي طالب رافض "الحضور إلى الصف" اقتناعاً منه بلا جدوى مثل تلك اللقاءات التوجيهية ومن حق أي مدعو إلى بعبدا أن يقاطع القصر دونما حاجة إلى دخول أحد ماسحي الجوخ في "معسكر الرئيس" لتأنيب المتخلفين وبهدلتهم، وتلقينهم درساً في التربية الوطنية، كما فعل النائب سليم عون الضائع في متاهات التواريخ وتزاحم الأخيلة: "الى الطائف والى الدوحة تهرولون والى بعبدا تتهربون، بئس هكذا رجال دولة.
نعم ذهبنا الى الطائف كي نمسح "وسخكن" وهلق مش مستعدين" يبدو أن سليماً هو الوحيد الذي شاهد بأم العين تمام سلام وفؤاد السنيورة وسعد الحريري ونجيب ميقاتي يهرولون إلى الطائف. ضاع سليم بين مدينة "الطائف" السُعودية و"الدوحة" في أوكلاهوما سيتي.
لا يُلام النائب الزحلاوي على جهله المريع بينما تُلام الزميلة (المشرفة السابقة على مجلة "فيروز" الغرّاء) الدكتورة غادة شريم عطا على تغريدة أشبه بنق "نسوان" في صبحية على "ترّاس" فكتبت "يعتذرون عن حضور اجتماع بعبدا، حبذا لو يعتذرون عما اقترفته ايدي معظمهم ومعظم من تسلم المسؤولية العامة بحق الشعب اللبناني الذي تعرض لسرقة موصوفة على مدى عقود" يا حبذا ويا مرحبا لكن من المطلوب منه أن يعتذر؟
سليمان فرنجية ؟
أمين الجميل؟
تمام سلام ؟
فؤاد السنيورة؟
نجيب ميقاتي؟
سامي الجميل؟
سميرجعجع؟
وماذا عمن سيحضرون اليوم؟ ألم يقترفوا سرقة موصوفة أو معصية في مسيرة الإنجازات والإنتصارات؟ ترى هل اطلعت الوزيرة جيداً على تاريخ الحروب الدونكيشوتية؟ وهل تابعت مسلسل التعطيل الرئاسي والحكومي الممتد على 32 سنة؟ وهل عنى لها شيئاً الفشل المتمادي في إدارة ملف الكهرباء؟
ماذا عن وليد جنبلاط دكتورة؟ إن غاب يُطالب بالإعتذار من الشعب وإن حضر على مضض أتسامحينه على ما اقترفه طوال ثلاثين سنة؟
والرئيس الحريري أيعتذرعن إنجازات أبيه؟ أو لأنه انتخب الجنرال عون رئيساً؟ وهل "الإقترافات بحق الشعب اللبناني "محصورة بمعظم من لم يحضر لقاء بعبدا التاريخي؟
واحد فقط لا يمكن مطالبته بالإعتذار من الشعب وهو الرئيس إميل لحود. غاب عن لقاء بعبدا ومعه عذره: صودف أن يوم 25 حزيران هو يوم البحارة العالمي. وهذا بالفعل يومه...
