استهل وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال محمد وسام المرتضى، نشاطه في يومه الثالث في عاصمة الشمال، بزيارة القصر البلدي، حيث استقبل النائب اللواء أشرف ريفي في خلوة استمرت نحو نصف ساعة، ثم التقيا مع رئيس المجلس البلدي المهندس أحمد قمر الدين، بحضور ممثلة الجمهورية اللبنانية لدى منظمة "الألكسو" المستشارة بشرى بغدادي عدرة، وأعضاء مجلس بلدية طرابلس: باسم بخاش، نور الأيوبي، عبد الحميد كريمة، توفيق العتر وأحمد المرج، رئيس المصلحة المالية محمد الرطل، والمستشار الإعلامي للبلدية محمد سيف.
كما وشارك في الحضور رئيس اتحاد نقابات العمال والمستخدمين في الشمال النقيب شادي السيد.
المرتضى
بعد ذلك، تحدث المرتضى، فقال: "إنّ الأمل كبيرٌ جداً بأن هذا الحراك الذي نسعى لإقامته في طرابلس مع كلّ المكوّنات الثقافية والسياسية المعنية في المدينة ستكون له نتائجه الإيجابيّة، لأنّ النيات الطيّبة متوافرة عند الجميع، والعزيمة منعقدة للعمل بروح التعاون من أجل إيجاد فرصة حقيقيّة تجاه مدينة طرابلس للخروج من كبوتها".
أضاف: "طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024 لم تأتِ من فراغ، بل جاءت لأن طرابلس تمثل صورة رائعة للعيش الواحد، كما تختزن الكثير من القيم الايمانية والأخلاقية، وهي بكلّ ما للكلمة من معنى تشكل مدرسة للبنان ولكلّ المنطقة العربيّة على هذا المستوى".
وتابع: "استقبلنا اليوم بسرور اللواء أشرف ريفي، ونحن وإياه وجميع المعنيين والمسؤولين في طرابلس على درجة عالية من الوعي لصعوبة الواقع، الذي قد لا يكون من السهل أن يتغير بسرعة. لذا، سنتصرف على أساس أن هذه المدينة، وهذا الوطن عموماً، متروكان لمصيرهما، بخلاف ما اعتدنا عليه من مقاربات تجعلنا نتكل على الآخر، وننتظر منه أن يأتي هو لكي يغير واقعنا".
وأردف: "لن نرضى بذلك، إذ بتعاوننا يمكننا تخطي الخلافات السياسية وتغيير واقعنا ليصير لائقاً بتضحيات اللبنانيين، وعلى قدر انتظاراتهم".
ريفي
من جهته، قال النائب ريفي: "من واجبي أن أجتمعَ بوزير الثقافة الذي تربطني به علاقةٌ تاريخيّة أخويّة ووطنيّة، ولأقول له "نورت طرابلس". أهلا وسهلا بك، هذه طرابلس العاصمة الثانية للبنان".
أضاف: "يشرفنا أن تكون مدينتنا عاصمة للثقافة العربية 2024، فهذه اللقاءات هي للتحضير لإعلان طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024. لقد وضعنا كل إمكاناتنا وقدراتنا في تصرّف معالي الوزير، ولنقول نحن فعلاً على جهوزيّة تامّة لنكون بالتصرف لإنجاح هذه المناسبة".
وتابع: "أما مبادرته التي تقضي بتخصيص أيام عمل له يدير فيها وزارة الثقافة من طرابلس، فنحن نثني عليها ونشدّ على يدَيه، ونقول: هذا النموذج قلةٌ من يفكرون به، ونأمل أن تكون قدوة لبقية الوزراء والمسؤولين في السلطة الإجرائية والسلطة التنفيذية".
وأردف: "أكيد، لا ننسى أن نحيي عاصمتنا الأولى بيروت، التي تحتل مكانة خاصة في قلوبنا. في المقابل، نحن نكمل بعضنا البعض. وإني أؤكد أن هذه المبادرة لها وقع إيجابي عند كل الطرابلسيين، وأنا كنائب طرابلسي، وابن مدينة طرابلس التي أعتز بانتمائي إليها، أقول أهلاً وسهلاً بك ونتشرف بوجودك، ونثني على فكرتك وتنفيذك لهذه الفكرة لإنجاح هذا الحدث ولننطلق منه كي نعلن حقيقة لا نقاش فيها، وهي أن طرابلس العاصمة الثقافية هي كذلك عاصمة للعيش المشترك الواحد الإسلامي - المسيحي عكس كل محاولات شيطنتها".
وتابع: "تمنيت على معاليه أن ينقل إلى السلطة الإجرائية بأن طرابلس والشمال لديهما كل مكونات الحياة الاقتصادية الكريمة لكل المواطنين، انطلاقاً من عكار مطار القليعات، من دير عمار معمل الكهرباء، والبداوي المصفاة، ومن معرض رشيد كرامي الدولي والمنطقة الاقتصادية الخاصة، والمنطقة الصناعية التي دمرت خلال الحرب، والتي لا تزال على دمارها بكل أسف. هذه المقوّمات وحدها قادرة على تأمين عيش كريم لكل الناس. أهلا وسهلا بك معالي الوزير في مدينتك، روابطنا منذ تولينا وزارة العدل وما قبل وتستمر دائما بإذن الله".
قمر الدين
بدوره، ثمن رئيس المجلس البلدي "مبادرة الوزير المرتضى تجاه طرابلس"، وقال: " لا شك في أن زيارة معالي الوزير لطرابلس، حركت المياه الراكدة في موضوع اللجان والتحضير لإطلاق طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024".
وتحدث عن "الهمة الإيجابية لمعالي الوزير المرتضى"، وقال: "من خلال زياراته المتكررة أسبوعياً، كما وعدنا، سيكون النشاط مستمرّاً في كل اللجان لنكون على مستوى الحدث، ونأمل أن يغير هذا الحدث الصورة القاتمة للمدينة ويعيدها إلى رونقها القديم، كمدينة العلم والعلماء ولكي نثبت مجددا أن طرابلس مدينة القيم، وأهلها أهل قيم ومبادئ وتسامح وعيش مشترك واحد".
أضاف: "نأمل أن تثبت هذه الفعالية هذا الأمر، بهمة معالي الوزير المرتضى ودولة الرئيس نجيب ميقاتي وجميع نواب طرابلس، بمن فيهم معالي اللواء النائب ريفي الذي شرفنا اليوم، ونحن نأمل أن نكون على قدر المسؤولية من أجل تحسين صورة طرابلس وكل لبنان".
وتابع: "نرحب بالوزير مرتضى في مدينته، مدينة الحضارة والقيم والعيش المشترك، ونثمن مبادرته تجاه طرابلس. وأنتهز هذه المناسبة لأشكر الرئيس ميقاتي ووزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حمية والوزير المرتضى ومدير مرفأ طرابلس أحمد تامر، على تخصيص مبلغ من مدخول مرفأ طرابلس هبة للبلدية ستكون على طاولة مجلس الوزراء غدا الخميس، ونأمل أن تقر، لتمكيننا من إعادة ترميم القصر البلدي ولتكون طرابلس عاصمة للثقافة العربية 2024، وأشكركم وأشكر كل الوزراء سلفا على تسهيل أمر هذه الهبة في مجلس الوزراء غدا".
بعد ذلك، باشر الوزير المرتضى مع اللجان الإعداد للفعالية الطرابلسية.
"الفيلوكاليا"
واستقبل وزير الثقافة بمكتبه في طرابلس وفداً من مؤسسة "فيلوكاليا" ضم الأخت مارانا سعد والموسيقار شربل روحانا، وتداول معهما في النشاط الثقافي المتميز الذي تقوم به المؤسسة، لا سيما لجهة حفظ الموروث الثقافي الموسيقي والغنائي العربي الرصين.
كما اتفق المجتمعون على مشاركة فاعلة "للفيلوكاليا" و"دار العود" فيها في فعاليات طرابلس عاصمة للثقافة العربية لعام 2024.
كما اتفقوا على رعاية الوزارة فعاليات ثقافية ستجريها الفيلوكاليا قريبا في طرابلس وخارجها في الأسابيع والأشهر المقبلة.
