أقدم جلد متحجر في نسيج صخري ضئيل

02 : 00

إكتشف علماء الأحفوريات صخرة في عمق كهف حجري جيري في أوكلاهوما، ويبدو أنه قد يزيد معلوماتنا عن طبيعة الجلد في عصر ما قبل التاريخ.

تبيّن أن ذلك النسيج المحفوظ هو أقدم عيّنة معروفة من الجلد المتحجر الذي يعود إلى فئة مختلفة من الحيوانات اسمها السلويات.

يعود هذا الجلد إلى 290 مليون سنة، ويبدو أن الحيوان الذي كان يحمله هو نوع من الزواحف المزودة بسطح جلدي مرقّط، بما يشبه جلد التماسيح اليوم.

ونظراً إلى أهمية الجلد كحاجز يحمي من الملوثات الخارجية ويحافظ على سلامة الدم والأمعاء داخل الجسم، يُعتبر هذا الاكتشاف مهماً لمعرفة مساره التطوري.

لطالما عُرِف موقع الاكتشاف باحتوائه على كمية كبيرة من رباعيات الأرجل المتنوعة. عثر العلماء على مجموعة من أقدم السلويات المعروفة (فقاريات أرضية تشمل الزواحف، والثدييات، والطيور) في كهوف «ريتشاردز سبير».

لكن كان الجلد المتحجر الذي اكتشفه الباحثون في الفترة الأخيرة مميزاً جداً. إنه أقدم جلد يحتفظ بطبقته الخارجية، بالإضافة إلى بعض الهياكل المرتبطة بطبقة الأدمة الأكثر عمقاً.

لا نعرف للأسف معلومات إضافية عن الحيوان الذي كان يحمل ذلك الجلد في الماضي، إذ لم يعثر العلماء على أي هيكل عظمي مع قطعة الجلد. لكن يشبه السطح المرقّط وغير المتداخل جلد التماسيح المعاصرة، وتشبه المناطق المفصلية بين القشور جلد حيوانات مثل الأفاعي والسحالي الدودية.

برأي الباحثين، يثبت هذا الاكتشاف أن الجلد كان موجوداً ومهماً منذ مرحلة مبكرة جداً، حين بدأت السلويات تتباعد وتنتقل من مكان إلى آخر.

قد يشكّل هذا الجلد أيضاً أداة جديدة لتفسير تطور ريش الطيور وبصيلات الشعر لدى الثدييات في المراحل اللاحقة. ظهرت أولى الثدييات في سجلات الأحفوريات منذ 225 مليون سنة، والطيور منذ 150 مليون سنة. لذا قد يكون هذا الحيوان الغامض دليلاً على مسار تطور جلدنا الناعم.

تكثر المعلومات التي نجهلها حتى الآن عن تطور مختلف خصائص الأجناس الحيوانية. لهذا السبب، سيكون العثور على عينات أولية من تلك الخصائص فرصة نادرة ومميزة لاستكشاف تاريخ أشكال الحياة الغريبة والمدهشة على كوكب الأرض.

MISS 3