الراعي: لا يمكن القبول بربط انتخاب الرئيس بوقف الحرب على غزة

10 : 55

أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، عن رفع موزاييك للقديس شربل في بازيليك مار بطرس في الفاتيكان صباح يوم الجمعة المقبل.


وتساءل الراعي: "أين هو لبنان اليوم، والنافذون من كل تكتل نيابي وأحزاب وذوي أهداف شخصية ومشبوهة يمعنون في بتر رأس الدولة، بتعطيلهم لانتخاب هذا الرأس"، موضحًا أنّه "لا يمكننا القبول بتغييب رأس الدولة المسيحي المارونيّ".


كلام الراعي جاء خلال ترأسه قداس الاحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي عاونه فيه المطرانان غريغوري منصور، انطوان عوكر، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، رئيس مزار سيدة لبنان- حريصا الاب فادي تابت، ومشاركة عدد من المطارنة والكهنة والراهبات، في حضور نقيب الصيادلة جو سلوم، السفير جورج خوري وحشد من الفاعليات والمؤمنين.


بعد الانجيل المقدس، القى الراعي عظة بعنوان: "تعاليا وانظرا" (يو1: 39)"، قال فيها: "يا ليت السياسيّين اللبنانيّين، والعاملين على الإطاحة بكيان لبنان ونظامه، والساعين إلى التنكّر لهويّته وميزاته ودوره في بيئته العربيّة، يعرفون ذاتهم الشخصية وذاتهم اللبنانيّة وما هو لبنان. فلنسمع القدّيس البابا يوحنّا بولس الثانيّ، صديق لبنان، يكتب في مستهّل إرشاده الرسوليّ "رجاء جديد للبنان": "لبنان بلدٌ طالما اتجّهت إليه الأبصار. ولا يمكننا أن ننسى أنّه مهد ثقافة عريقة وإحدى منارات البحر الأبيض المتوسّط"(عدد 1). نتساءل: أين هو لبنان اليوم، والنافذون من كتل نيابيّة وأحزاب وذوو أهداف شخصيّة وفئويّة ومشبوهة يمعنون في بتر رأس الدولة بتعطيلهم انتخاب هذا الرأس، وإبطال ما يمليه الدستور بوضوح كنور الشمس؟ على ضوء هذا السؤال، لا يمكن القبول لا ماضيًا ولا حاضرًا ولا مستقبلًا بتغييب رأس الدولة، المسيحيّ المارونيّ، التزامًا بالميثاق الوطنيّ واتفاق الطائف، وتأمينًا لقيام دولة المؤسّسات، بحيث يستعيد المجلس النيابي سلطته التشريعيّة، والحكومة صلاحيّاتها الإجرائيّة، وإسقاطًا لممارسة تشريع الضرورة، وإجراءات الضرورة، فيما الضرورة واحدة وحيدة هي انتخاب رئيس للجمهوريّة، تأمينًا لفصل السلطات، وإيقافًا للفوضى في حياة الدولة. ولا يمكن القبول من جهةٍ ثانية أن تحصل وتسير قانونًا مفاوضات ومعاهدات واتفاقات االتي هي حصرًا من صلاحيّات رئيس الجمهوريّة وفقًا للمادّة 52 من الدستور. ولا يمكن القبول من جهة ثالثة بربط انتخاب الرئيس بوقف الحرب على غزّة، لأنّ وجوده أفعل بكثير من أي وسيلة أخرى، لأنّه يحمل قضيّة الفلسطينيّين عاليًا على المستويين الإقليمي والدولي، ويحمي لبنان أرضًا وشعبًا وكيانًا".



وعن ترسيم الحدود، قال: "أخيراً كثر الحديث في هذه الأيّام، عن حركة دوليّة تهدف إلى ترسيم الحدود البريّة الجنوبيّة للبنان، على الرغم من أنّ هذه الحدود مُرسّمة ومُثبتة بموجب إتفاقيّات دوليّة منذ أكثر من 100 عام. كلّ هذا يجري وموقع الرئاسة الأولى شاغر، وبوجود حكومة غير مكتملة الصلاحيّات، وهما المرجعيّة الوحيدة الصالحة للبتّ في هذا الشأن الوطنيّ المهمّ جدًّا. حدّدت المادّة الثانية من الدستور أنّه لا يجوز التخلّي عن أحد أقسام الأراضي اللبنانيّة أو التنازل عنه. ولذلك نحن ندعو إلى تطبيق الإتفاقيّات والقرارات الدوليّة في شأن الحدود البريّة اللبنانيّة الجنوبيّة، لا سيما القرار 1701، وعدم إجراء أي تعديل حدوديّ في ظلّ شغور رئاسيّ وسلطة إجرائيّة صلاحيّاتها غير مكتملة".


وختم الراعي: "فلنصلِّ، لكي نعرف ربّنا يسوع المسيح بالإيمان والحبّ. فهو يكشف لنا وجه الآب، وفعل الروح القدس، وبنعمته ندخل في الإتحاد مع الثالوث القدّوس وفي الوحدة مع جميع الناس. له المجد والتسبيح الآن وإلى الأبد، آمين".


بعد القداس، استقبل الراعي المؤمنين المشاركين في الذبيحة الإلهية.  

MISS 3