مايز عبيد

العكّاريون طوابير أمام الأفران

29 حزيران 2020

02 : 00

الأفران سلّمت كلّ مواطن ربطتَي خبز فقط

شكّل التهافت الحاصل على الأفران في عكار ومناطق الشمال، مادّة دسمة لوسائل التواصل الإجتماعي وروّادها.

فبينما يتخبّط المواطن بالأزمات في هذا الزمن الصعب الذي يمرّ به لبنان واللبنانيون، جاءت أزمة الخبز بعد أزمة المازوت والبنزين والدولار وغيرها. ومشكلة الخبز، والخوف المستجدّ من انقطاعه وامتناع الأفران والمخابز عن التسليم وعدم الإنتاج أيضاً، قضية مثل كل القضايا التي تدخل في صلب حياة المواطن الذي يعاني المشاكل، الواحدة تلو الأخرى.

وتعيش مناطق الشمال، ولا سيما محافظة عكّار، أزمة كبيرة في موضوع تأمين الخبز، بعد سريان شائعات عن قرار لدى الأفران بوقف إنتاج الخبز في الأيام القليلة المقبلة. هذه الشائعات دفعت بالمواطنين إلى التهافت على الأفران لشراء الخبز وبكمّيات كبيرة، بهدف التخزين خوفاً من إنقطاعه. التهافت الكبير وبأعداد غير مسبوقة أدّى إلى اصطفاف الناس بالطوابير أمام الأفران، وتجمّعات كبيرة للسيارات، ما أدّى إلى زحمة سير خانقة، أمام الأفران وعلى الطرقات القريبة.

وتناقل المواطنون العكّاريون مشاهد "طوابير الذل"، في منشوراتهم وتعليقاتهم على وسائل التواصل الإجتماعي. فأعرب كثيرون عن أسفهم "للأوضاع المُذرية التي وصل البلد إليها في هذا العهد، حيث بات أكثر ما يشغل المواطن اللبناني هو أن يؤمّن رغيف الخبز في ظل عهد سيّئ وحكومة فاشلة، لا همّ عندها إلا ملاحقة الناشطين والثوار وأصحاب الرأي وكل من يكتب تغريدة أو منشوراً بحق العهد والسلطة، بينما كل هذه الأزمات التي وضعوا اللبناني فيها، لم تحرّك فيهم ساكناً".

وأسف رئيس اتحاد روابط مخاتير عكّار مختار ببنين زاهر الكسار "لما وصلت إليه أحوال اللبنانيين وأهلنا في عكّار والشمال". وقال لـ"نداء الوطن": "مع الأسف، عندما نرى الناس تُذلّ بهذا الشكل وتصطفّ بالطوابير، مرّة أمام المحطّات ومرّة أمام الأفران، نتساءل: ما الذي يحصل؟ وهل نحن على أبواب مجاعة؟ فعلاً، إنها مشاهد حزينة لم نر شبيهاتها، حتى في الحرب الأهلية وخلال العدوان الإسرائيلي على لبنان وشعبه". أضاف: "إنها لحظات صعبة تختلط فيها المشاعر بالأسى والأسف والحزن". وسأل: "إلى أين تأخذنا هذه السلطة التي عِوض أن تُعالج الأزمات التي وضعت البلد والناس فيها، تُعاقب الثوّار وتجرّ أصحاب الرأي إلى السجون". وجدّد دعوته جميع المواطنين "الى ضرورة وضع حدّ لاستهتار هذه السلطة بالشعب، وذلك لا يكون إلا بنزول الجميع إلى الساحات، لإسقاط سلطة التآمر على الشعب وعلى حياته ولقمة عيشه".

وفي حين سلّمت الأفران كل مواطن ربطتي خبز فقط مهما كانت حاجته، فإنّ غالبيتها، ونتيجة ضغط الناس الكبير لشراء الخبز، إما أقفلت باكراً أمس لنفاد الكميات، أو طلبت من المواطنين عدم التهافت بشكل غير المسبوق، لأنّه، حتى اللحظة لا أزمة خبز تلوح في الأفق، أقلّه في الأيام المقبلة، بحسب تطمينات نقابة أصحاب الأفران.

وأكّد مواطنون أمام الأفران لـ"نداء الوطن" أن "لا ثقة بالسلطة والقيّمين على الوضع السياسي، فهُم سبب كلّ ما يعانيه الشعب اللبناني من مآس. وبدل أن يعملوا على تخليصنا من المشاكل، يخلقون لنا كل يوم مشكلة جديدة. وبدل أن نفكّر في البناء والتطوير وإقامة المشاريع، بتنا في هذا العهد الفاشل نبحث عن لقمة عيش، وعن رغيف خبز، وتنكة مازوت أو بنزين".


MISS 3