أوكرانيا توجّه ضربة "جوّية" مدوّية لروسيا... وسويسرا لتنظيم "قمّة سلام"

02 : 00

الرئيسة السويسرية خلال استقبالها نظيرها الأوكراني قرب برن أمس (أ ف ب)

أسقطت القوات الجوية الأوكرانية أمس طائرة حربية روسية من طراز «أيه 50»، وهي طائرة قيادة مجوقلة تستخدم لمسح بعيد المدى بالرادار، كما أصابت طائرة حربية روسية أخرى من طراز إليوشن «إيل 22» تُستخدم أيضاً كمركز قيادة من الجو بأضرار كبيرة، فوق بحر آزوف، ما يُشكّل ضربة «جوّية» مدوّية لروسيا في منطقة تُسيطر عليها.

وشكر قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني «القوات الجوية على هذه العملية المخطّطة والمنفّذة في شكل مثالي في منطقة بحر آزوف». وأشار المتحدّث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات إلى أن طائرة إليوشن «إيل 22» عادت إلى مدينة أنابا في جنوب روسيا، لكنّه لفت إلى أنها تعرّضت لأضرار لا يُمكن إصلاحها، إذ «اشتعلت فيها النيران وهناك جرحى بين أفراد الطاقم».

من جهته، أكد المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، ردّاً على سؤال خلال مؤتمر صحافي، أنّه لا يستطيع التعليق بسبب نقص المعلومات حول هذا الموضوع، قبل أن يطلب من الصحافيين التوجّه إلى وزارة الدفاع الروسية التي تلزم الصمت في شكل عام عن خسائرها منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.

في هذه الأثناء، أعلنت روسيا فرض أحكام قاسية بالسجن على أكثر من 200 جندي أوكراني تحتجزهم كأسرى حرب. وتتّهم السلطات الروسية هؤلاء الجنود الذين جرى أسر العديد منهم خلال حصار ماريوبول عام 2022، بارتكاب انتهاكات ضدّ مدنيين، إلّا أنّ الجيش الروسي نفّذ الحصار المدمّر على ماريوبول، متسبّباً وفقاً لكييف في مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص.

ديبلوماسيّاً، وافقت سويسرا على تنظيم «قمة سلام» دولية في شأن إنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، وذلك بناءً على طلب زيلينسكي، بحسب ما كشفت نظيرته السويسرية فيولا أمهيرد خلال مؤتمر صحافي في كهرساتز قرب العاصمة السويسرية برن. وعقد زيلينسكي محادثات مع أمهيرد خلال زيارته برن، قبل أن يتوجّه إلى منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس. وبعد المحادثات، قال زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي: «ستبدأ فرقنا اعتباراً من يوم غد بالتحضير لعقد سويسرا قمة سلام دولية»، معتبراً أن القمّة «يجب أن تُحدّد أن نهاية الحرب يجب أن تكون عادلة».

من ناحيتها، قالت أمهيرد: «نودّ أن تحظى القمّة بدعم واسع النطاق بمشاركة أكبر عدد مُمكن من الدول حتّى تكون ناجحة»، مضيفةً: «عندما سيحين الوقت الذي نرى فيه إمكانية عقد قمة ناجحة، سنُنظّمها بشكل مشترك». ونوّهت بأن برن تُريد «سلاماً شاملاً وعادلاً ودائماً في أوكرانيا».

إقليميّاً، تعتزم بريطانيا إرسال 20 ألف جندي إلى «مناورات المدافع الصامد» لحلف «الناتو» التي تُعدّ من بين الكبرى له منذ الحرب الباردة، وفق ما أعلن وزير الدفاع غرانت شابس أمس، محذّراً من تزايد التهديدات للتحالف. ويهدف نشر القوات الذي وصفه بأنه الأكبر للمملكة المتحدة ضمن «الناتو» منذ 4 عقود إلى «تقديم تطمينات مهمّة» في مواجهة «التهديد» الذي يُمثله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وفي هذا السياق، أكد شابس أن «»الناتو» اليوم أكبر من أي وقت مضى لكن التحدّيات أكبر أيضاً»، محذّراً من أن «النظام الدولي القائم على قواعد» يواجه مخاطر متزايدة. وأشار إلى أن «مكاسب السلام» التي تحقّقت بعد الحرب الباردة انتهت ويتعيّن حاليّاً على الحلفاء الغربيين مواجهة خصوم بينهم الصين وإيران وكوريا الشمالية وروسيا، لافتاً إلى أن أعداء «الناتو» باتوا «أكثر ارتباطاً ببعضهم بعضاً» من أي وقت مضى، بينما يقف الحلفاء الغربيون «عند منعطف».

وفي التفاصيل، ستتضمّن وحدة المملكة المتحدة طائرات حربية وأخرى استطلاعية إلى جانب السفن الحربية والغواصات الأكثر تقدّماً التابعة للبحرية، إضافةً إلى كامل إمكانيات الجيش، بما في ذلك قوات العمليات الخاصة. كما ستُرسل لندن «مجموعة حاملة طائرات هجومية» تشمل حاملة طائراتها ومقاتلات من طراز «أف 35 بي» ومروحيات إلى المناورات في شمال الأطلسي وبحر النروج وبحر البلطيق. وسيجري نشر حوالى 16 ألف جندي في أنحاء شرق أوروبا اعتباراً من الشهر المقبل حتّى حزيران مع دبّابات ومدفعية ومروحيات ومناطيد.

أمميّاً، أعلنت الأمم المتحدة أنها بحاجة إلى 4.2 مليارات دولار هذا العام لتوفير مساعدة إنسانية لأوكرانيا ولملايين اللاجئين الذين فرّوا من بلدهم منذ الغزو الروسي، داعيةً المجتمع الدولي إلى عدم نسيان هذا النزاع الذي «تنافسه» أزمات أخرى، كما هي الحال في غزة والسودان. وأوضحت منسّقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في أوكرانيا دينيس براون لوكالة «فرانس برس» أنه «بحسب المؤشّرات التي تلقتها من الدول الأعضاء، فإنّ التمويل سينخفض هذا العام»، محذرةً من أنه «إذا لم يكن لدينا مستوى التمويل الإنساني الذي نحتاجه بناءً على البيانات والأولويات، فإنّ مساعداتنا سوف تنخفض».

MISS 3