جوزيف حبيب

ترامب "ينتقم" باجتياح أيوا: أنا المرشّح الأقوى!

17 كانون الثاني 2024

02 : 00

ترامب مخاطباً أنصاره في دي موين مساء الإثنين الفائت (أ ف ب)

إجتاح الرئيس السابق دونالد ترامب برفقة «الجنرال الأبيض» انتخابات أيوا التمهيدية لـ»حزب الفيل» الإثنين، وخرج منها أقوى من أي وقت مضى، مثبتاً وسط صقيع قارس خفّض نسبة الإقبال إلى نحو 110 آلاف مقترع هذا العام، بعدما شارك 186 ألفاً عام 2016، أنّ الحزب الجمهوري هو «حزب ترامب».

رفع ترامب راية «الوحدة» رغم تمسّكه بأجندته الحازمة، وانتقم من النتيجة المتواضعة نسبيّاً التي انطلق بها في الولاية عام 2016 حين حصد آنذاك 24 في المئة من الأصوات ليحلّ في المرتبة الثانية خلف السيناتور تيد كروز. ولم يكتفِ ترامب هذه المرّة باحتلال المركز الأوّل، بل ضاعف «حصّته» السابقة محقّقاً رقماً كبيراً بلغ 51 في المئة من الأصوات ومنتزعاً انتصاراً باهراً في 98 مقاطعة من أصل 99.

تُوجِّه أرقام ترامب في أيوا رسائل مدوّية داخل الحزب الجمهوري وخارجه على السواء، ولو أنّ عدد سكّان هذه الولاية لا يتخطّى الواحد في المئة من سكّان البلاد، إذ إنّ النتيجة تؤكد حجم تيّار «MAGA» الهائل وتُعطي مؤشّرات مهمة لوجهة سير الانتخابات التمهيدية، حتّى أنّ مسؤولين جمهوريين ذهبوا إلى حدّ حسم نتيجة هذه الانتخابات في بداياتها لمصلحة ترامب.

يشقّ الرئيس الجمهوري السابق طريقه نحو البيت الأبيض بعزم صلب، بينما يواجه 91 تهمة جنائية في قضايا عدّة قد تودي به خلف القضبان إذا ما دين بها. وما زال أمام ترامب رحلة شاقة مليئة بالتحدّيات القانونية والقضائية، فيما يتنافس غريماه الصامدان حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس وحاكمة كارولينا الجنوبية السابقة نيكي هايلي على المركز الثاني لـ»خطف» الترشيح الجمهوري إن لم يتمكّن ترامب من متابعة حملته لـ»سبب قاهر»، أو أقلّه لفرض اسميهما رقماً صعباً في «المعادلة الجمهورية».

بعد جهد جهيد «تَعمَّد» بزياراته الماراتونية لكلّ مقاطعات أيوا الـ99، علماً أنّه لم يربح ولو مقاطعة واحدة منها، استطاع ديسانتيس حصد المركز الثاني بنسبة تجاوزت لـ21 في المئة من الأصوات، متخطّياً هايلي التي اكتفت بالمركز الثالث خلفه مع 19 في المئة من الأصوات و»سرقت» انتصاراً من ترامب في مقاطعة واحدة فحسب، في حين سارع فيفيك راماسوامي إلى الإنسحاب من السباق، كما كان متوقعاً بعدما حلّ رابعاً بحصوله على 7.7 في المئة من الأصوات، مبدياً دعمه لترامب.

صحيح أنّ هايلي راهنت على حصد المركز الثاني في أيوا لاعطاء حملتها الدفع اللازم في «السباق الجمهوري»، بيد أنّها تنتظر بفارغ الصبر المحطّة الثانية في نيوهامشير الثلثاء المقبل، حيث من المنتظر أن تُقارع ترامب بقوّة في هذه الولاية الأكثر «اعتدالاً» والأقلّ تديّناً، فضلاً عن امكانية مشاركة المستقلّين في التصويت. تطرح هايلي نفسها بديلاً أفضل لوقف «كابوس» «مباراة العودة» بين ترامب والرئيس الحالي جو بايدن. كلّ هذه العوامل تزيد فرص المنافسة لسفيرة واشنطن السابقة في الأمم المتحدة.

ولا يُمكن اغفال تحدّي نيفادا وجزر العذراء الأميركية في 8 شباط، وهو اليوم ذاته الذي ستنظر فيه المحكمة الأميركية العليا في طعن ترامب ضدّ حكم يستبعده من الانتخابات التمهيدية في كولورادو، ولا «منازلة» 24 شباط في كارولينا الجنوبية، مسقط رأس هايلي، حيث للناخبين المسيحيين الإنجيليين المحافظين من البيض صوت مؤثّر للغاية، أكثر من سيستفيد منه هو ترامب، كما حصل في أيوا مع حصده 53 في المئة من أصواتهم مقابل 27 في المئة لديسانتيس و13 في المئة لهايلي.

تتوالى المحطّات للوصول إلى الموعد الأهمّ، «الثلثاء الكبير» في 5 آذار، في وقت تبدأ فيه محاكمة ترامب بتُهمة محاولة قلب نتائج انتخابات 2020 قبل يوم واحد فقط، أي في 4 آذار، لتنطلق بذلك واحدة من أكبر المحاكمات الجنائية الأميركية في ذروة الموسم الانتخابي الذي يُتوِّجه الجمهوريون بمؤتمرهم الحزبي الوطني من 15 إلى 18 تموز، ليختاروا خلاله رسميّاً مرشّحهم لخوض أحد أكثر الانتخابات الرئاسية مفصلية في التاريخ الحديث.

MISS 3