تكمن المحركات المسؤولة عن نمو أعلى جبال العالم في عمق كوكب الأرض. يملك علماء الجيولوجيا بعض الأفكار عن الآليات الناشطة في هذا المجال، إنما لا يزال الجدل مستمراً حول التفاصيل بسبب قلة الأدلة. لكن يطرح تحليل جديد لبيانات زلزالية حديثة جُمِعت من جنوب التبت فكرة مفاجئة عن القوى الضخمة التي تنشط تحت جبال الهيمالايا.
يصف باحثون من الولايات المتحدة والصين تفككاً للصفيحة القارية الهندية التي تنشط في أسفل الصفيحة التكتونية الأوراسية.
إنه استنتاج مفاجئ في نموذجَين يُعتبران في الوقت الراهن أداة لتفسير ارتفاع هضبة التبت وسلسلة جبال الهيمالايا الضخمة.
في الحالتين، يُعتبر الصدام بين أجزاء من القشرة في الهند وأوراسيا مسؤولاً عن ما يحصل. يتعلق احتمال آخر باختلال الصفيحة الهندية بطريقة تجعل بعض الأجزاء تتجعد وتنطوي مقابل تراجع أجزاء أخرى وانحدارها. تتعدد وجهات النظر المطروحة، وهي تتوقف على أنواع الأدلة والبيانات المستعملة.
إكتشف العلماء أن الصفيحة الهندية لم تكن تتأرجح بسلاسة تحت الصفيحة الأوراسية بكل بساطة أو تتحرك وكأنها تسير على أرض زلقة، بل إنها كانت تنقسم إلى طبقات، فتنسلخ عنها طبقتها الكثيفة وتغرق في الغلاف الأساسي، فيما يتابع نصفها العلوي الأخف وزناً رحلته تحت السطح مباشرةً.
إفترضت النماذج المحوسبة سابقاً أن الأجزاء الأكثر سماكة في بعض الصفائح قد تنفصل بهذه الطريقة، لكن تطرح هذه الدراسة أول أدلة تجريبية على حصول تلك العملية.
تتماشى فرضية الباحثين مع نماذج جيولوجية مبنية على حدود مياه النبع المدعّمة بالهيليوم 3 وأنماط التصدعات والهزات الأرضية المسجّلة بالقرب من السطح، علماً أن هذه المعطيات مُجتمعةً قد تدعم خارطة تبدو فيها أجزاء الصفيحة الهندية القديمة سليمة نسبياً، بينما تنسلخ الأجزاء الأخرى على عمق مئة كيلومتر تحتها، ما يسمح للقاعدة بالاندماج مع قلب الكوكب المنصهر.
من خلال الحصول على وصف واضح وثلاثي الأبعاد لحدود الصفائح أثناء تحركها، من الأسهل علينا أن نفهم كيف اتخذ سطح الأرض الشكل الذي نعرفه، حتى أن هذا الاكتشاف قد يُوجّه المقاربات المستقبلية لتوقع الزلازل.