مايز عبيد

مخاتير عكّار: سنُسلّم أختامنا

1 تموز 2020

02 : 00

مطالب المخاتير عند المحافظ

ينطلق مخاتير عكّار من فكرة أنّ المخاتير هم صِلة الوصل بين الدولة والمواطن، وأنهم الأكثر احتكاكاً مع الشعب في كل صغيرة وكبيرة. وعلى هذا الأساس، يجدون أنفسهم معنيين بالأزمة القائمة، وأنّ عليهم دوراً يجب أن يؤدّوه تجاه أهلهم وناسهم.

أدّت الأزمة الإقتصادية والإجتماعية القائمة إلى ازدياد مُعاناة أهالي عكار وتفاقمها على كل المستويات. أزمات في البنزين والمازوت والخبز والطحين، إضافة إلى الأزمة الأساسية في ارتفاع سعر صرف الدولار، وتعطّل الأشغال وقلة حيلة الناس، تُضاف إليها مشاكل وأزمات المخاتير أنفسهم، في ظل فقدان الطوابع وأوراق الإخراجات القيد، وتعثّر الكثير من المعاملات، ناهيك عن مشاكل أقلام النفوس.. ولأنّهم يعتبرون أنفسهم معنيين، وحتى لا يكونوا مُقصّرين، عقد المخاتير اجتماعاً موسّعاً في قاعة بلدية حلبا، وتباحثوا في شؤون الناس وأوضاعهم المعيشية الصعبة. كذلك بحثوا في الأزمات المُتلاحقة، وآخرها الطوابير على الأفران في عكار. ثم انطلق المخاتير من قاعة البلدية إلى مبنى المحافظة المجاور، واجتمعوا مع المحافظ عماد اللبكي في مكتبه وطرحوا أمامه مشاكلهم ومعاناتهم. وقال المحافظ لهم بعدما رحّب بزيارتهم: "الشعب هو من انتخبكم لتمثيله لثقته بكم. هذه الصرخة التي تُطلقونها هي حقيقية، وهناك تقصير من الدولة في كلّ لبنان، وفي عكار أكثر من غيرها".

أضاف: "نحن وإيّاكم، يجب ان نتّكل على أنفسنا، وأن نتعاون مع بعضنا البعض لتقطيع هذه المرحلة الصعبة، وأكرّر أنّ هناك تقصيراً لجهة عكار على مرّ السنين.. أنتم المخاتير بتعاطيكم المباشر مع مواطنيكم ومع بلداتكم أطلب منكم الصبر، وسأطرق أي باب يؤدي الى المساعدة وسأكون معكم".

من جهته، قال رئيس اتّحاد روابط مخاتير عكّار مختار ببنين زاهر الكسّار لـ"نداء الوطن": "تباحثنا في الأوضاع التي وصلنا إليها، هموم الناس أصبحت كبيرة جداً وهمومنا أيضاً، فنحن من هذه الناس. تخيّل نحن المخاتير نشتري الطوابع المالية من السوق السوداء بأضعاف سعرها. هذه عيّنة صغيرة من المشاكل التي نُعاني منها، وما أكثرها".

أضاف: "بعد نهاية الإجتماع في بلدية حلبا، وقّعنا ورقة مطالب ثم زرنا المحافظ عماد اللبكي وسلّمناها اليه ليتمّ تسليمها إلى وزير الداخلية عبر سعادته.. وأهمّ ما في هذا الكتاب المطلبي، أنه إذا استمرّ إذلال المواطنين بالشكل هذا على أبواب المحطّات والأفران، ولا ندري غداً في أي مكان، وإذا لم يتحرّك المعنيّون في الدولة لإيجاد مخرج سريع للأزمة التي يعيشها الناس ونعيشها نحن معهم، فعندها سنقوم بتسليم الأختام إلى وزارة الداخلية، فلا يُشرّفنا أن نكون مخاتير أو مسؤولين في دولة، سُلطتها لا تحترم شعبها، وتعمل على إذلاله ولا تتحرّك".

تجدر الإشارة إلى أن محافظة عكار تعيش ظروفاً مأسوية صعبة للغاية، واستمرارها سيؤدّي إلى تراجع الحركة بالكامل على كل المستويات، ما يُنذر بأزمة كبيرة وبانفجار إجتماعي غير مسبوق.


MISS 3