مايز عبيد

طرابلس ترفع مطالبها بالألوان... "علّهم يُبصرون"

3 تموز 2020

02 : 00

حملوا مطالبهم بالألوان علّ السلطة تفهم

يعيش المواطن الطرابلسي حياته الصعبة على قاعدة "كل يوم بيومو". لم يعد للمشاريع التنموية وتطوير القطاعات وتشغيل المرافق الحيوية مكان فيها. فمن يبحث اليوم عن ثمن ربطة الخبز، لا يُمكنه أن يفكّر بأكثر من ذلك. لقد حصرت السلطة تفكيره بلقمة خبزه فقط، ليتلهّى بهمومه، وتستمرّ هي بتفريغ البلد، والسطو على مُقدّراته.

"خلّي الألوان تحكي".. شعار استخدمته جمعية "بيت الآداب والعلوم" في طرابلس، في اعتصامها المطلبي في ساحة النور، وشارك فيه أطفال وشباب وشابات، حملوا المطالب التي يؤكّدونها منذ اندلاع ثورة 17 تشرين إلى اليوم، بالألوان، علَّ السلطة، التي لم تفهم على شعبها أو لا تريد أن تفهم باللغة الواحدة، واللهجة الواحدة، واللون الواحد، أن تفهم هذه المرّة، مع تعدّد الألوان وتميّزها.

شعارات عدّة حملها المشاركون في اعتصام ساحة النور أمس، تُطالب بدولة العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص، وترفض دولة المحاصصة والفساد والمحسوبيات. وعلى اللافتات الملوّنة كتبوا: لا للفساد، لا للظلم، لا للغلاء، لا لاعتقال الناشطين، بدنا ناكل.. بدنا خبز.. بدنا كهرباء ومازوت.. وأتت هذه التظاهرة في وقت تشهد مدينة طرابلس غلياناً شعبياً كبيراً، جرّاء الأوضاع التي وصلت إليها، خصوصاً بعد تخطّي سعر صرف الدولارالـ 10 آلاف ليرة لبنانية، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وإقفال العديد من المؤسسات والمحلات، بشكل جزئي أو بشكل نهائي.

رئيس جمعية بيت الآداب والعلوم المنظّمة لنشاط الإعتصام الأستاذ محمد ديب قال لـ"نداء الوطن": "نحن في الثورة بشكل دائم، ومن خلال حملة بكفّي التي أطلقتها جمعية بيت الآداب والعلوم، نزلنا إلى ساحة النور مع الشباب والشابات، وحملنا شعاراتنا المطلبية وهي شعارات طرابلس وكل لبنان، ووضعناها على اللافتات بالألوان، حتى في حال كان عند المسؤولين عمى ألوان، نحاول إيجاد الدواء لهذا الداء، علّهم يبصرون أوجاع الشعب".

أضاف: "إنّ رفع وزير الإقتصاد سعر ربطة الخبز إلى 2000 ليرة، وارتفاع الاسعار وتراجع الأوضاع الاجتماعية المستمرّ يُشير فعلاً إلى أن المسؤولين غير معنيين بكل ما يحصل للمواطن". وتحدّث عن صعوبة الوضع في طرابلس، مُشيراً الى أنّ هناك عائلات بلا عمل أو مُعيل، والوضع المعيشي يزداد سوءاً كل يوم، وقال:"حرام أن تصل طرابلس إلى هذه الظروف ويزداد أهلها فقراً على فقر، كان هناك من يحمل همّ تأمين ألف ليرة للحصول على ربطة الخبز، الآن صارت ربطة الخبز بألفي ليرة". وأعلن أنّ "حملتنا بكفّي مستمرّة بتحرّكاتها المطلبية والتنموية، للدفاع عن قضايا الناس وأهل المدينة، حتى يقتنع المسؤولون أننا وصلنا إلى وضع لم يعد بإمكانهم الإستمرار بهذا الجحود و"بكفّي".

في هذا الوقت، ظلّت أزمة المازوت على حالها في طرابلس والشمال. فإضافة إلى ارتفاع ساعات التقنين في كهرباء الدولة، حيث ثمّة مناطق في طرابلس لا تشهد التيار الكهربائي أكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات طوال النهار والليل، ومناطق أخرى ينقطع عنها التيار دائماً، ترتفع ساعات التقنين من أصحاب مولّدات الإشتراك يومياً بسبب انقطاع المازوت. وإضافة إلى ذلك، استجدّت منذ يومين، مسألة انقطاع إرسال شبكتي الهاتف الخلوي "alfa" و"mtc touch" في نطاق مدينة طرابلس وجوارها، وفي مناطق عكار والكورة ومناطق شمالية أخرى. وتراوح إرسال الخلوي والإنترنت بين انقطاع كامل في مناطق، وضعف في مناطق أخرى، بسبب انقطاع المازوت عن محطات الإرسال. وعبّر المواطنون عن سخطهم مما آلت إليه أوضاع الكهرباء والهاتف والإنترنت وعلى جميع مستويات الحياة. وحفلت وسائل التواصل الإجتماعي بالمنشورات والتعليقات الساخرة، وكتب أحدهم على الفايسبوك "عهد الذلّ رجّعنا 100 سنة لورا.. بدنا نرجع عالحمار ونتّصل عبر الحمام الزاجل".


MISS 3