هونغ كونغ "تُشعل الجبهات" بين الغرب وبكين!

02 : 00

أقرّ الكونغرس الأميركي أمس عقوبات جديدة صارمة على خلفيّة فرض الصين قانون الأمن القومي على هونغ كونغ، تشمل تغريم المصارف المساهمة في خرق الحكم شبه الذاتي من قبل النظام الشيوعي في بكين. وبعد يومَيْن من فرض الصين قانون الأمن القومي المثير للجدل، وافق مجلس الشيوخ الأميركي بالإجماع على إحالة مشروع القانون إلى الرئيس دونالد ترامب. وكان مجلس النوّاب الأميركي قد وافق الأربعاء بالإجماع على نصّ يقضي بفرض عقوبات بشكل آلي على المسؤولين الصينيين الذين ينتهكون التعهّدات الدوليّة للصين حيال الحكم الذاتي في هونغ كونغ، في حين هدّدت بكين المملكة المتحدة بـ"الردّ المناسب" إذا قامت الأخيرة بتوسيع حقوق الهجرة لسكّان هونغ كونغ. وبالفعل، فقد أعلنت بريطانيا نيّتها توسيع حقوق الهجرة لسكّان هونغ كونغ، بما يُسهّل لمليون حامل جواز سفر "بي ان (او)"، بريتش ناشونال (أوفرسيز) أي "مواطن بريطاني - ما وراء البحار"، الإقامة في بريطانيا لوقت طويل، والحصول على الجنسيّة البريطانيّة في نهاية المطاف، بينما ندّدت الصين بهذا الإعلان، إذ أعلنت سفارة الصين في لندن أنّه "إذا غيّر الجانب البريطاني القاعدة الحاليّة بشكل أحادي، فهذا سيُشكّل قطيعة مع موقفه ومع القانون الدولي كذلك"، مضيفةً: "نُعارض ذلك بحزم ونحتفظ بحق اتخاذ إجراءات مناسبة".

وليست بريطانيا البلد الوحيد الذي عرض أن يكون ملاذاً لسكّان هونغ كونغ القلقين في شأن مستقبلهم. فبعدما اعتبر أن الوضع في هونغ كونغ "يُثير قلقاً عميقاً"، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون أن حكومته تعتزم العمل "بنشاط كبير" على اقتراح استقبال سكّان هذه المنطقة الصينيّة. كما فتحت تايوان مكتباً لمساعدة سكان هونغ كونغ على الفرار، فيما حظي مشروع قانون لمنح اللجوء لهم بترحيب كبير في الولايات المتحدة. وفي الوقت الذي ندّدت فيه عواصم غربيّة عدّة بفرض القانون الصيني الذي يُعاقب على "التخريب والنزعة الانفصاليّة والإرهاب والتواطؤ مع قوّة أجنبيّة"، أعلن الناشط ناثان لو، أحد أبرز الناشطين الشباب المدافعين عن الديموقراطيّة في هونغ كونغ، أنّه فرّ إلى الخارج في أعقاب فرض بكين القانون. وقال لو في رسالة قصيرة باللغة الإنكليزيّة للصحافيين: "غادرت بالفعل هونغ كونغ وسأُواصل النضال على المستوى الدولي"، رافضاً ذكر الدولة التي ذهب إليها.

وضمّت نقابة المحامين في هونغ كونغ أيضاً صوتها إلى أصوات المنتقدين، إذ نشرت تحليلاً قانونيّاً يُشير إلى أن الصيغة المبهمة جدّاً لهذا القانون الذي دخل مساء الثلثاء حيّز التنفيذ، تُقوّض استقلاليّة القضاء والحرّيات في المستعمرة البريطانيّة السابقة. وتظاهر الآلاف الأربعاء احتجاجاً على القانون الصيني، وذلك بالتزامن مع الذكرى 23 لإعادة هونغ كونغ إلى الصين. وردّت الشرطة باستخدام الغاز المسيّل للدموع وخراطيم المياه ورذاذ الفلفل، وأوقفت أكثر من 400 متظاهر، 10 منهم بموجب القانون الجديد.


MISS 3