رسالة عاجلة:
“أعلمكم السادة أصحاب الفخامة والدولة والسعادة:
انتحر واحد آخر من ابناء بلدي
اسمه علي الهق".
اسميه علي الحق.
منذ سنين اشاهد قاتلك يتبعني، ويتبعك.
اسميك يا علي
علي الحق،
اعذرني يا علي، اهرب بمعنى اسمك لأكتب وجعي ووجعك:
انت الحق يا علي، لماذا شرحت معنى اسمك في حمراء بيروت بحرفين من دمك؟
لماذا لم تذهب وتقتل من قتلك؟
من سرق رغيف خبزك واملك
من رافع وترفع الى رتبة زعيم ورئيس ووزير باسمي وباسمك وباسم كرامتك وباسم عوزك؟
لماذا يا علي؟
ليتني الريح لاصيح عند الفجر واقتلع من أوجعك،
ليتني سيفك لاقطع عنق من جوّعك.
لست دموياً ولا شرساً يا علي، ولكن هؤلاء السفلة يغذون الكاسر النائم في كياني، لكأنه اذا لم يصرخ ويعوي كذئب جريح، يهلك ...
هل تعلم؟
كنت قريباً منك
كنت على بعد ثانية منك حين انتصر على حياتك يأسك،
تجمعوا حولك،
حول دمك وسط حمراء بيروت،
ولفرط هشاشتي، بكيت، ليس لدي ما يجعلني احمي عمرك وكرامتك واهلك وذاكرتك واحبتك، سوى هشاشتي،
فبكيت يا علي،
بكيت عليّ وعليك.
اعذرني،
انا لا أعرف من أنت
لا اعرفك.
لكني أعرف من قتلك
ساشهد أني منذ سنين اشاهد قاتلك يتبعني ويتبعك...
