"كتائب حزب الله" ترفع "الراية البيضاء" وتُبرّئ طهران

واشنطن تحسم أمرها: إجراءاتنا تتخطّى الردّ بضربة واحدة!

02 : 00

بايدن متحدّثاً للصحافيين قبل مغادرته البيت الأبيض أمس (أ ف ب)

تحبس المنطقة أنفاسها مترقّبة الردّ الأميركي وطبيعته وحجمه على "اعتداء الأردن" الذي راح ضحيّته 3 جنود أميركيين، بعد تعرّض قواعد أميركية أو قواعد تضمّ أميركيين في العراق وسوريا لأكثر من 160 اعتداء من "أذرع إيران" في الآونة الأخيرة، في وقت تزداد فيه المخاوف الإقليمية والدولية من توسّع رقعة الصراع في الشرق الأوسط وخروجه عن السيطرة مع حسم واشنطن أمرها بالردّ على مقتل جنودها بطريقة مختلفة عن سابقاتها، تسعى كي تكون أكثر فعالية لردع "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني والميليشيات التي تدور في فلكه، من دون إشعال حرب شاملة.



وفيما يواجه خيارات عسكرية صعبة ودقيقة بالتزامن مع ضغوط شديدة ومتزايدة من خصومه الجمهوريين للردّ بحزم على طهران، كشف الرئيس الأميركي جو بايدن خلال مشاركته في حملته الإنتخابية في ولاية فلوريدا أمس أنه اتخذ قراراً في شأن كيفية الردّ من دون التطرّق إلى التفاصيل، مؤكداً في الوقت عينه أنه لا يبحث عن "حرب أوسع نطاقاً" في الشرق الأوسط، بينما حمّل إيران "المسؤولية عن تزويد الأسلحة" للتنظيمات المسلّحة التي نفّذت الهجوم.



وفي هذا الصدد، أكد البيت الأبيض أن بايدن يدرس اتّخاذ إجراءات عدّة تتخطّى الردّ بضربة واحدة، إذ لفت المتحدّث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إلى أنه "من المُمكن جدّاً أن تشهدوا مقاربة متدرجة في هذه الحال، ليس مجرّد إجراء واحد بل احتمال اتّخاذ إجراءات عدّة". وقبل مغادرته إلى فلوريدا، تحدّث بايدن مع عائلات الجنود الـ3 الذين قُتلوا. وأكد كيربي أنه بالاتفاق مع العائلات، سيتوجّه بايدن إلى قاعدة دوفر الجمعة لحضور مراسم إعادة رفات الجنود.



كما كرّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال مؤتمره الصحافي مع الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ ليل الإثنين - الثلثاء، ما وعد به بايدن بالردّ على الهجوم، مشيراً إلى أن الإنتقام "يُمكن أن يكون متعدّد المستويات ويأتي على مراحل ويستمرّ بمرور الوقت". وأكد أن بلاده "ستردّ في شكل حاسم على أي عدوان وسنُحمّل الأشخاص الذين هاجموا قواتنا المسؤولية".



وفي "خطوة استباقية" للردّ الأميركي المُنتظر بدت وكأنّها بمثابة رفع لـ"الراية البيضاء" لتفادي "العاصفة"، أعلنت جماعة "كتائب حزب الله" العراقية الموالية لطهران والمُتّهمة أميركيّاً بتنفيذ الهجوم، تعليق عملياتها العسكرية والأمنية ضدّ القوات الأميركية، مدعّيةً أن القرار يهدف إلى منع "أي إحراج للحكومة العراقية"، وأن إيران "لا تعلم" كيفية عملها، إذ زعمت أن "طهران اعترضت كثيراً على تصعيدنا ضدّ قوات الإحتلال الأميركي!".



ووسط هذه الأجواء المشحونة التي تُنذر بالأسوأ، حذّرت الخارجية الصينية من "دوامة انتقام" في الشرق الأوسط، مشيرةً إلى أن "الوضع في الشرق الأوسط حاليّاً معقّد وحساس للغاية"، فيما اعتبر المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن "مستوى التوتر في الشرق الأوسط مقلق للغاية، وقد حان الوقت لاتخاذ إجراءات لنزع فتيل التوتر"، لافتاً إلى أن ذلك "السبيل الوحيد لمنع المزيد من النزاعات في المنطقة من التوسّع في شكل أكبر". كما حضّ وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس، إيران، على استخدام نفوذها في التنظيمات المسلّحة الموالية لها، لخفض التصعيد في المنطقة، مؤكداً "مواصلة العمل مع الولايات المتحدة لتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط".



وبعد إعلان واشنطن ولندن الإثنين فرض عقوبات على شبكة إيرانية بتُهمة الارتباط بحكومة طهران والقيام باستهداف معارضين إيرانيين خارج إيران وتصفيتهم، استدعت الخارجية الإيرانية السفير البريطاني سايمون شيركليف لإبلاغه "احتجاج إيران الشديد من اتهامات" لندن. وخلال اللقاء، وصف المدير العام للخارجية الإيرانية المكلّف أوروبا الغربية، اتهامات لندن بأن "لا أساس لها" ودانها بشدّة.


أما في الداخل الإيراني، فأغلقت الشركات والمتاجر أبوابها أمس في عدة مدن ذات غالبية كردية غرب إيران، في إضراب عام احتجاجاً على إعدام 4 أكراد الإثنين لاتهامهم بالتعاون مع إسرائيل. وأكدت منظمة "هنكاو" غير الحكومية المعنية بحقوق الأكراد ومقرّها في النرويج، أن نحو 10 مدن شهدت إضراباً، مشيرةً إلى انقطاع خدمات الإنترنت وتحليق مروحيات فوق المنطقة، بحسب وكالة "فرانس برس".

MISS 3