يعارضني طوال الوقت!

13 : 34

هل تلاحظين أن طفلك يرفض كل شيء ويتصاعد التوتر بينكما في معظم الأوقات؟ ما هي أفضل طريقة للتعامل معه؟

وسّعي هامش حريته عبر تنويع خياراته

يشكو والدا عزيز من سلوكه دوماً: "حين نقترح عليه قراءة كتاب، يرفض فوراً! وحين نختار الملابس ليرتديها يعيدها إلى الدرج! وعلى المائدة، يرفض الأكل! كأنه لا يجد في قاموسه إلا كلمة "لا"!

في هذا العمر، من الشائع أن يتكرر هذا السلوك الذي يشير إلى مرحلة التمرد أو "أزمة عمر السنتين". إنها مرحلة كلاسيكية وضرورية لنمو الطفل. يثبت الأخير شخصيته المستقلة بهذه الطريقة ويعبّر عن رغباته ويميّز نفسه عن والديه. قبل هذه المرحلة، كان مجرّد طفل يتكل على الراشدين. لكن سرعان ما يبدأ باكتساب استقلاليته، فيتنقل وحده ويأكل مثل الكبار ويتعلم الكلام. يريد طفلك أن يستعرض هذه القدرات! تنتهي مرحلة التمرد بحلول السنة الثالثة، لكن يختلف الوضع من طفل إلى آخر.

تحايلي على مواقفه الرافضة

تتعدد الخطوات المفيدة لتجنب سماع العبارات نفسها طوال الوقت. علّميه مثلاً أن يعبّر عن رفضه بطريقة مختلفة، كأن يقول "لا أريد". أو اطرحي عليه أسئلة مفتوحة تتطلب أجوبة مفصّلة. أو اقترحي عليه أن يختار بين قميصَين ليرتديه اليوم. أو توصّلي إلى تسوية معه ووافقي على قراءة قصة أخيرة قبل موعد استحمامه. يجب أن يلاحظ أنه ينجح بفرض موقفه الرافض من وقتٍ لآخر، إذ يمكن أن يتراجع تقديره لنفسه ويزيد اتكاله على الآخرين إذا فشل مراراً في نيل ما يريده. ربما يظن أنه يعجز عن تدبير شؤونه من دون مساعدة الآخرين، فلا يطلق أية مبادرات في المرحلة اللاحقة.

اتركي له حرية الاختيار واعترفي به كشخص مستقل كي يلين لكن لا تتنازلي له في جميع الظروف! حافظي على صرامتك في المواضيع الأساسية كي يعتاد شعور الإحباط. إنها تجربة مفيدة ليفهم أنّه لن يحظى دوماً بكل ما يريد وليكتسب الشعور بالأمان خلال نموه. خصصي الوقت كي تشرحي له سبب إصرارك على اتخاذ القرار بنفسك. هكذا يتوسع هامش استقلاليته ويستطيع إثبات نفسه تزامناً مع الشعور بالحماية.

مشكلة التأتأة

هل يتلعثم طفلك في الكلام ويعجز عن التعبير ويغضب، فتتفاقم مشكلة التأتأة لديه؟ هل يكرر الأصوات أو يطيل المقاطع الصوتية؟ قد لا تلاحظين المشكلة في البداية لأنه لا يزال صغيراً. لكن لا مفر من القلق إذا استمرت لوقتٍ طويل. عملياً، لا داعي للقلق فالحالة قابلة للعلاج قبل السادسة! تتعدد أسباب التأتأة وقد ترتبط بعوامل وراثية أو عصبية أو بيئية، أو يكون الطفل أحياناً عاطفياً أو متوتراً أكثر من غيره. في هذا العمر، يحاول الصغير إغناء لغته وتطوير أفكاره وينفتح على الآخرين ويقصد المدرسة... لذا قد يشعر بالإنهاك ويجد صعوبة في التكلم خلال لحظات معينة.

فحص شامل للنطق

أحياناً تكون التأتأة فعلاً لاواعياً لجذب انتباه الأبوين إلى مشكلة يواجهها الطفل. تتطور الحالة على مراحل وتتضح خلال المواقف العصيبة (ولادة شقيق، تغيير مكان الإقامة...)، لكنها تنشأ أحياناً من دون سبب واضح! في ثلاث حالات من أربع، تكون المشكلة عابرة لكن من الأفضل التحرك لمعالجتها، لا سيما إذا استمرت لأسابيع. تكلمي مع طبيبه كي يفحص نطقه ويرصد الأسباب المؤثرة في محيطه. أهم خطوة بتخفيف الضغوط عنه. انزلي إلى مستواه دوماً حين تتكلمين معه وتنظرين إليه. يشعر حينها أنه يستطيع الاتكال عليك والتعبير عن مشاعره أمامك بسهولة. كذلك، خصصي وقتاً للعب معه يومياً. وإذا تلعثم في الكلام، لا تتوتري بل ثقي به وادعميه عبر إعادة صياغة كلامه، لكن من دون تكراره.

لا تطلبي منه بذل جهد مضاعف كي يتكلم بطريقة صحيحة، لأنك تجازفين بزيادة مشكلته سوءاً وقد تدفعينه إلى عزل نفسه. ادعميه من دون مبالغة! يدرك الطفل أن والديه يلاحظان المصاعب التي يواجهها ويحاولان مساعدته. إنها خطوة إيجابية لطمأنته! لكن تختلف مدة المتابعة اللازمة من طفل إلى آخر. قبل عمر الست سنوات، يكفي أن يخضع لجلستين أو ثلاث جلسات لدى معالج النطق. لكن يمتد العلاج أحياناً لفترة أطول. في مطلق الأحوال، تبقى مشاركة الأبوين ضرورية. حين يشعر الطفل بوجود من يدعمه ويفهمه، يسهل أن يتجاوز مشكلة التأتأة ويستمتع مجدداً بالتعبير عن نفسه من دون رادع!