البيان الختامي لـ"أستانا 13" يُركّز على إدلب واللجنة الدستوريّة

13 : 37

هدوء حذر يُخيّم على محافظة إدلب السوريّة

أعربت روسيا وتركيا وإيران عن ارتياحها للتقدّم المنجز في تحديد نظام عمل اللجنة الدستوريّة السوريّة، مؤكّدةً استعدادها للمساعدة في انعقاد هذه اللجنة في أسرع وقت ممكن، في حين شهدت محافظة إدلب ومحيطها في شمال غربي سوريا هدوءاً حذراً مع توقّف الغارات منذ دخول الهدنة التي أعلنت دمشق الموافقة عليها ورحّبت بها موسكو حيّز التنفيذ عند منتصف ليل أمس الأوّل، بعد ثلاثة أشهر من التصعيد الدامي. وجاء إعلان "الرعاة الثلاثة" في البيان الختامي الذي صدر أمس عنهم في الجلسة العامة للجولة الـ 13 من مفاوضات أستانا حول سوريا، والتي استضافتها العاصمة الكازاخيّة نور سلطان ليومَيْن. وأشار البيان إلى أن روسيا، تركيا وإيران بصفتها الدول الضامنة لـ"عمليّة أستانا"، أعربت عن أسفها لسقوط ضحايا بين المدنيين في إدلب، واتفقت على اتخاذ "إجراءات عمليّة" من أجل حماية المدنيين وكذلك "العسكريين التابعين للدول الضامنة والمتواجدين داخل منطقة وقف التصعيد وخارجها في إدلب". كما عبّرت الدول الثلاث عن قلقها إزاء "زيادة نفوذ تنظيم "هيئة تحرير الشام" الإرهابي"، وأكّدت عزمها على "القضاء عليه وعلى "داعش" وغيرهما من التنظيمات الإرهابيّة". وذكّر البيان أن الدول الضامنة بحثت التطوّرات في شمال شرقي سوريا، وأعلنت رفضها "أيّ محاولات لخلق حقائق جديدة على الأرض، بما فيها مشاريع غير قانونيّة لإعلان حكم ذاتي بذريعة مكافحة الإرهاب". وأعربت الدول الثلاث أيضاً عن عزمها على "مواجهة المخطّطات الانفصاليّة التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وتضرّ بالأمن القومي للبلدان المجاورة".

ورحّب البيان بعمليّة تبادل المعتقلين التي نفّذتها دمشق والفصائل المسلّحة أخيراً، مشدّداً على ضرورة مواصلة وتطوير نشاط فريق العمل المنبثق من مفاوضات أستانا والمعني بشؤون تحرير المحتجزين والأسرى، باعتباره "آليّة متميّزة أثبتت فعاليّتها وضرورتها لتعزيز الثقة بين طرفي التسوية في سوريا". ودعا البيان المجتمع الدولي إلى دعم الجهود الرامية إلى إعادة اللاجئين والنازحين السوريين، وزيادة حجم المساعدات الإنسانيّة لجميع السوريين من دون شروط، مشيراً إلى أن الدول الضامنة تبحث فكرة عقد مؤتمر دولي لتقديم المساعدة الإنسانيّة للشعب السوري. ورحّب البيان كذلك بمشاركة ممثلي لبنان والعراق في مفاوضات أستانا كمراقبين للمرّة الأولى، وخُتِمَ بالإعلان أن الجولة الـ 14 من المفاوضات بـ"صيغة أستانا" ستُعقد في مدينة نور سلطان في تشرين الأوّل المقبل.

توازياً، اعتبرت سوريا أن نجاح وقف إطلاق النار في إدلب يعتمد على التزام تركيا بسحب الأسلحة الثقيلة من الفصائل المعارضة وإقامة منطقة منزوعة السلاح. وهاجم المفاوض السوري بشار الجعفري من نور سلطان، الوجود التركي في شمال غربي سوريا، واعتبر أن القرار السوري الموافقة على هدنة في إدلب "امتحان واختبار للنوايا التركيّة". ودعا "الضامنين الآخرين والحاضرين في أستانا" إلى تحمّل "مسؤوليّاتهم في الضغط على الجانب التركي"، لتنفيذ شروط اتفاق سوتشي وتفاهمات أستانا.


MISS 3