ماجدة عازار

حركة السفير السعودي... "لبنان آمن وقرار سيادي مستقلّ"

10 تموز 2020

01 : 30

السفير السعودي أشاد بخطاب الراعي

تؤكد مصادر مطلعة لـ"نداء الوطن" أن موقف المملكة العربية السعودية تجاه لبنان والتطورات الحالية لا يزال ثابتاً على دعم الدولة وترسيخ الاستقرار، لكن في الوقت نفسه تعتبر أن "البلاد تحتاج إلى إعادة توازن في السلطتين التنفيذية والتشريعية بعد الخلل الذي أصابه"، مشددة على أن "المساعدات من المجتمعين العربي والدولي وصندوق النقد الدولي منوطة بأن تكون هناك حكومة مستقلة بقرارها السيادي والعروبي".

وكان واضحاً ارتفاع وتيرة حركة سفير المملكة في لبنان وليد بخاري في الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وتوزعت بين استقبالات في منزل السفير في اليرزة وزيارات طاولت شخصيات سياسية وديبلوماسية واقتصادية ومالية ودينية.

لكنّ هذا الحراك المُستجدّ لا يعني بالضرورة، وِفق مطلعين عليه، وجود اي مبادرة سعودية مركزية تجاه لبنان في الوقت الحاضر، نافية ما تم ترويجه في الفترة الأخيرة عن "وديعة سعودية للبنان"، وسألت: "كيف تساعد الرياض حكومة لبنان وفيها طرف يصفق للحوثيين عند كل مرة يحاولون فيها استهداف المملكة؟".

وبحسب المصادر فإن السفير السعودي استطلع مواقف الاطراف اللبنانية، مسجلاً اعتراف الجميع بوجود أزمة كبيرة في لبنان، لكنّها تختلف على اسبابها وطريقة معالجتها.

ويلاحظون أن الاجتماعات التي يعقدها السفير السعودي، لا تقتصر على شخصيات كانت تنضوي تحت لواء فريق "14 آذار"، بل توسّعت لتطاول شخصيات مستقلة او شبه مستقلة تتميز بالفكر والتجربة ومعرفة بالحياة السياسية اللبنانية، إضافة إلى عقد لقاءات مع شخصيات سياسية معنية مباشرة بالواقع القائم، وتشمل هذه اللقاءات سائر الاطراف والطوائف، باستثناء "حزب الله" وبيئته، فضلاً عن اللقاءات مع المرجعيات الدينية وآخرها زيارة السفير السعودي إلى الديمان للقاء البطريرك مار بشارة بطرس الراعي. وقالت المصادر: "من يواكب سياسة السعودية عن كثب يجد أنّ المملكة تهدف الى إيجاد توازن سياسي بين "حزب الله" وايران من جهة ولبنان من جهة اخرى، إذ انّ السعودية تعتبر أن هناك حضوراً لمشروع "حزب الله" وغياباً كاملاً لاي مشروع أو موقف مُقابل يعبر عن موقف الدولة السيادي".

وفي موازاة اتصالات السفير البخاري، نشط عدد من السفراء الغربيين والعرب في عقد لقاءات بين بعضهم البعض، وذلك في رسالة واضحة بأنّ دولهم لن تسمح لإيران بابتلاع لبنان، وان اهتمامها بالوضع فيه لم يتبدّل، لكنّها تنتظر لحظة حصول تغيير سياسي فيه كي تهبّ لمساعدته. وغنيّ عن التذكير بأن لا السعودية، ولا دول الغرب والخليج لديها اي استعداد لمدّ يد العون للبنان ومساعدته على النهوض من كبوته طالما ان " حزب الله" يُسيطر على قراره، وطالما أن خيارات بعض اللبنانيين لم تتبدّل.

وأمام ما تقدّم، يرى المراقبون أنّ كل هذه الاجتماعات واللقاءات تأتي في الوقت الضائع، بانتظار حصول تغيير في لبنان، إلا أنّ موعد هذا التغيير سيتّضح كلّما اقترب استحقاق الانتخابات الرئاسية الاميركية واتّضحت صورتها.