تطوير الرياضة إنطلاقاً من الفئات العمريّة

هيدا رأيي - بقلم مازن قبيسي

14 : 20

مازن قبيسي

تطوير الرياضة إنطلاقاً من الفئات العمريّة

لم تعد تعتمد الرياضة فقط على الموهبة للوصول الى البطولات والألقاب، بل أصبحت صناعة ضمن قطاع كبير ومهمّ يبدأ من الإهتمام بالرياضة المدرسية والفئات العمرية، وصولاً الى إكتشاف أبطال في مختلف الألعاب قادرين على المنافسة في كلّ المسابقات الإقليمية والدولية.

اذ عملت الدول المتقدّمة في حقل الرياضة على البدء من الأساس من خلال بناء قواعد متينة تساهم في رصد المواهب ومتابعتها وصقلها عبر خططٍ طويلة الأمد ضمن إستراتيجيات يضعها خبراء في الرياضة والصحة والتغذية والتعليم للوصول الى العديد من الأهداف، يبقى أبرزها صناعة أبطال المستقبل والإستثمار بهم، وبناء مجتمع رياضي يتمتع بصحة جيدة.

في لبنان لم نصل بعد الى صناعة رياضة سليمة بشكلٍ عام، بسبب العشوائية في القرارات وغياب التخطيط، وعدم وجود الإمكانيات المادية واللوجستية، وكذلك الملاعب المجهزة وأكاديميات التطوير، ناهيك عن اختلاف الأهداف والرؤية بين المسؤولين في الاتحادات والأندية، في ظلّ الإكتفاء ببعض المبادرات الفردية التي بدأت تعطي ثمارها في الألعاب الفردية مثل الجمباز، السباحة، التايكواندو وألعاب القوى وغيرها بعد العمل المضني لوحدة الأنشطة الرياضية في وزارة التربية والتعليم العالي في السنوات الأخيرة.

يحتاج لبنان اليوم الى تكاتف الجميع للوصول الى ما نطمح اليه، اذ يجب ان تتوحّد الجهود للعمل على وضع استراتيجية للنهوض بالرياضة المدرسية عبر تأهيل الكوادر الإدارية والفنية وبناء القاعات المجهزة والملاعب العصرية، واعتبار الرياضة جزءاً لا يتجزأ من المنهج الدراسي، حيث أثبتت الدراسات أنّ ممارسة الرياضة تحسّن من التحصيل الدراسي وليس العكس كما يظن البعض، الى جانب تشجيع الأهل على دعم أبنائهم وعدم الوقوف في وجه طموحاتهم، للحفاظ على المواهب والعمل على صقلها ومتابعتها وتحفيزها، خصوصاً انّ لبنان يمتلك خامات ممتازة تحتاج فقط الى الإهتمام والرعاية، حيث تلعب الرياضة المدرسية دوراً كبيراً في رفد الألعاب كافة بالرياضيين المميّزين بعد أن يكون المدرب أو الخبير قد حدّد توجّه الطفل إلى الرياضة التي تناسبه.

وأخيراً، وفي ظلّ غياب الإنجازات الرياضية عن الساحة اللبنانية وسيطرة السوداوية على نفوس شبابنا، أصبح لزاماً علينا إطلاق ورشة عمل فورية تنهض بالقطاع الرياضي من بوابة الرياضة المدرسية والفئات العمرية، وذلك من خلال خططٍ أكاديمية ورياضية تُدمَج مع المناهج الدراسية لزرع الأمل في نفوس الشباب وإعطائهم مساحة للتعبير عن إمكانياتهم وموهبتهم للوصول الى حلم رؤية أبطالنا على منصّات التتويج العالمية ورفع علم لبنان عالياً في المحافل الدولية.

مازن قبيسي - رئيس وحدة الأنشطة الرياضية والكشفية


MISS 3