إكتشاف السّر الوراثي المشترك بين كائنات المحيطات العملاقة

02 : 00

تذكر دراسة جديدة أشرف عليها علماء من معهد علم الأحياء في جامعة «كامبيناس» أن تنوّع الأحجام الكبيرة وسط فصيلة الحيتانيات، بما في ذلك الدلافين، والحيتان، وخنازير البحر، يرتبط عموماً بنشاط مناطق جينية محدّدة.



قد ينمو الحوت الأزرق مثلاً ويصل طوله إلى 30 متراً، بينما يقتصر طول الدلفين القاروري الأنف على 3 أمتار ونصف كحد أقصى. لا يوضح البحث الجديد سبب هذه الاختلافات الهائلة في الأحجام فحسب، بل إنه قد يسهم في تطوير علاجات السرطان أيضاً.

حلّل الباحثون تسلسل الحمض النووي الذي يسبق الجزء الجيني المسؤول عن تشفير البروتينات. هم استكشفوا هذه المنطقة بحثاً عن جينة NCAPG، فرصدوا روابط مثيرة للاهتمام لدى الحيتانيات. كذلك، يبدو أن هذا التسلسل التنظيمي قد يؤثر على طريقة تكاثر الخلايا لدى الحيوانات المعدّة للنمو الهائل.

كانت البروتينات التي تنظّم حجم الجسم أكثر نشاطاً لدى الحيتانيات العملاقة، ما يفسّر القرابة بين حوت العنبر العملاق الذي يملك الأسنان والحيتان البالينية التي تكون عملاقة أيضاً لكنها تفتقر إلى الأسنان.

لعبت الجينات نفسها دوراً كابحاً لدى الحيتانيات التي يقلّ طولها عن العشرة أمتار، ما يفسّر الرابط الجيني بين حوت المنك الذي يصل طوله إلى 8.8 أمتار ويفتقر إلى الأسنان وحيتانيات غير عملاقة ومزوّدة بالأسنان.

يؤكد تحليل الجينات الأخرى وجود جماعات راسخة من الناحية التطوّرية، ما يعني أن خصائص حيتان المنك والعنبر تبقى متقاربة لأن المزايا نفسها تتطور بشكلٍ مستقل لدى جماعات منفصلة عبر آليات مختلفة.

ورغم احتمال نشوء الأورام لدى الحيوانات التي تحمل عدداً كبيراً من الخلايا، تسجّل الحيتانيات العملاقة تراجعاً استثنائياً في حالات السرطان.

حلل الباحثون لاحقاً المناطق التنظيمية للجينات الأربع التي خضعت تسلسلات تشفير البروتينات فيها للدراسة سابقاً، وتبيّن أن التسلسلات غير المشفّرة تؤثر على تنسيق توقيت التعبير الجيني ومكانه.

يفترض الباحثون أن تلك المناطق التنظيمية لا تنعكس على حجم الحيتانيات فحسب، بل تؤثر أيضاً في قدرتها على قمع السرطان.

يحمل البشر تلك الجينات أيضاً، لذا سيكون اكتشاف معلومات إضافية عن قدرتها على منع نشوء الأورام لدى تلك الحيوانات مثيراً للاهتمام.

MISS 3