شيخ العقل التقى محفوض ورئيس "العماليّ العام": لأقصى درجات التّضامن الدّاخليّ

17 : 54

دان شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى "المجزرة الوحشية التي ارتكبتها اسرائيل في مدينة النبطية أخيراً، وذهب ضحيتها أكثر من 10 شهداء وعدد من الجرحى جلّهم من الاطفال والنساء والشيوخ"، متقدّما بالتعازي من ذوي الشهداء متمنيا الشفاء العاجل للجرحى، ومجددا "تضامنه الانساني الكامل مع ابناء الجنوب في المحنة القاسية التي تواجههم".


ورأى في تصريح اليوم، ان "توّسع الاستهدافات الاسرائيلية وتهديداتها العدوانية المتعاظمة، التي لا تحترم القرارات الدولية لا سيما 1701 وتتعارض مع القوانين والمواثيق وسائر الحقوق الانسانية، انما تُنذر بأخطار جمّة على لبنان، الامر الذي يستدعي من الجميع أقصى درجات التضامن الداخلي والتنسيق، لمواجهة هذا الخطر الداهم، والارتقاء بالمسؤوليات الى ما يعزز صمود الوطن وأبنائه".

استقبالات

واستقبل أبى المنى في دار الطائفة في بيروت وفداً من مجلس قيادة الجديد لحزب "حركة التغيير" برئاسة ايلي محفوض، وجرى البحث بعدد من القضايا العامة المطروحة. وصرّح محفوض إثر اللقاء قائلاً: "تشرفنا بلقاء سماحة شيخ العقل في هذه الدار الكريمة، وكما نقول دائما، هذا الوطن لا يقوم الا بالتكاملية الاسلامية المسيحية. نحن في أجواء ذكرى إغتيال الشهيد رفيق الحريري، ونتوقف عند مسؤولية الدولة التي لم تحرّك ساكناً تجاه ما نطقت به المحكمة الدوليّة، فالعدالة لا تستقيم إلا بإنفاذ حكم المحكمة. الاغتيال حصل، لان الحريري كان يزعج أعداء لبنان، مثل كمال جنبلاط ومعروف سعد وبشير الجميّل ورينيه معوض والمفتي حسن خالد واخفاء الامام موسى الصدر وكلها شخصيات كانت عابرة لطوائفها".


أضاف: "أي حوار اليوم لن يُؤتى بنتائج إذا ما استمرَّت الفوقيَّة، بدليل كلّ جلسات الحوار السابقة، لذا نشدد على المصارحة وليس المصالحة كما أنّ اتفاق الطائف لم يحقق النتائج المرجوّة، على عكس مصالحة الجبل التي أرسى معالمها الرمزان الكبيران البطريرك الراحل صفير ووليد بك جنبلاط، والتي من حينه لليوم يعيش اهل الجبل بتكامل وسلام وأمان، لأنّ نوايا المصالحة كانت جدّية. لذا المصارحة بين الفرقاء في الوطن ضرورية حول أي لبنان نريد! بما في ذلك مواضيع السلاح والدستور والمستقبل للوطن، لأنّه من غير الممكن قيام وطن بوجود كانتونات طائفية. الصراع في لبنان لم يكن مذهبياً أو طائفياً، بدليل الاختلافات السياسية بقلب كل طائفة حول المسلّمات الوطنية".


وتابع: "كلّ المرجعيات لها هواجسها الروحيّة والوطنيّة، التي نتطلّع معها الى امور لأجل المستقبل، نحن نتفق مع فرقاء عدة واضحة في خياراتها اللبنانية، مثل المستقبل وهو موجود ونتمنى عودة الرئيس سعد الحريري عن قراره، الاشتراكي والقوات والكتائب وغيرها... لكننا ننظر الى الفريق الاخر الذي يمثله حزب الله، لكي يصارحنا ويصارح جميع اللبنانيين، في مسائل الكيان وبناء مستقبل وطن لكل الناس. التجارب عديدة بيّنت بأنّ لا أحد يستطيع الغاء او اختزال الآخر، او سرقة وظيفة الدولة في الحماية والرعاية، فلبنان خلق ليكون لـ18 طائفة".


الاتحاد العمالي

كما استقبل الشيخ أبي المنى وفداً من قيادة الاتحاد العمالي العام برئاسة بشارة الاسمر، ضمّ: الأمين العام الحاج سعد الدين حميدي صقر وعضوي المجلس التنفيذي الحاج علي طاهر ياسين وبطرس سعادة، برفقة عضو المجلس المذهبي النقابي أكرم عربي وأمين عام "جبهة التحرر العمالي" وليد شميط، وجرى تناول القضايا المطلبية المتعلقة بالعاملين في القطاعين العام والخاص.


وبعد اللقاء قال الاسمر: "زرنا هذه الدار الكريمة المجسّدة للوحدة الوطنية، ووضعنا سماحة شيخ العقل في الاجواء الضاغطة التي تعيشها الحركة العمالية، وطلبنا من سماحته دعمنا وهو حاضرٌ لكلّ القضايا التي تخص العمال، وأولها حول تعطيل مؤسسات القطاع العام والدوائر العقارية في جبل لبنان والمعاينة الميكانيكية المتوقفة منذ أكثر من سنة وضرورة عودة عملها وتأدية خدماتها المطلوبة للمواطنين. وتطرّقنا مع سماحته الى اهمية دعم موظفي القطاع العام وخاصة العسكريين والمتقاعدين، اضافة الى قانون الحماية الاجتماعية والتقاعد الذي صدر اخيرا وضرورة وضعه موضع التنفيذ. وأطلعناه على حركة الاتحاد باتجاه اعادة تقييم التعويضات في القطاعين العام والخاص، والتي لم تعد تساوي شيئا، الى قوانين الايجارات في الاماكن السكنية او التجارية وضرورة ان تكون عادلة وتراعي المستأجرين والمالكين. وكذلك بخصوص انصاف الاساتذة في المدارس الخاصة وخصوصا المتقاعدين منهم، الذين لا زالوا يتقاضون ما بين مليونين وثلاثة ملايين ليرة والاهمية تكمن هنا في تفعيل التعاون مع لجان الاهل".


اضاف: " لقد أبدى شيخ العقل دعمه الاتحاد لتحقيق كل هذه الامور التي ذكرناها وخصوصاً القضايا الملحّة وحقوق المواطنين، من أجل انصاف العمال وفئات الشعب كافة، لا سيما في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان". ولفت ردّاً على سؤال حول عدم تنفيذ بعض المراسيم ال أنّ “أي تلكؤ في تنفيذ المراسيم يعطي صاحبه حق الاتصال بالاتحاد، لان المراسيم الزامية وزيادة الـ 5 ملايين للعامل اللبناني حق مطلق يجب المطالبة به".


ومن زوّار شيخ العقل مستشار وزير التربية والتعليم العالي د. نادر حديفة الذي استفسر منه الشيخ ابي المنى حول بعض الامور المتعلقة بالقطاع التربوي، وأيضاً السّيّدة ندى وليد فرحات لعرض بعض الافكار المتعلقة بالمؤسسات التابعة للطائفة. ووفد من عائلة عابد في المختارة بخصوص إحياء ذكرى وفاة نازك ابو علوان عابد.

MISS 3