غرينلاند بدأت ترتفع فوق مستوى المحيط وتخسر هامشاً من أنهارها الجليدية

02 : 00

تُعتبر جزيرة غرينلاند من أبرز مصادر المياه الذائبة التي تتدفق نحو شواطئ الأرض، لكن بدأ مستواها يرتفع بوتيرة أسرع من المحيطات.

بدأت الطبقة الصخرية التي تزداد ارتفاعاً تنتج أرضاً جديدة في بحر غرينلاند، بما في ذلك جزر صغيرة مثل «أونارتوك كيكيرتاك»، أي «جزيرة الاحترار». تمتد هذه المساحة الجديدة من اليابسة على 13 كيلومتراً، وتقع قبالة الساحل الشرقي لغرينلاند، وتم الاعتراف بها وإضافتها إلى خرائط غرينلاند رسمياً في العام 2005.

تشكّل الأنهار الجليدية في محيط غرينلاند 4% من الغطاء الجليدي للجزيرة فقط، لكنها مسؤولة عن 15% من فقدان الجليد هناك. تبيّن أن هذا التراجع المفرط يؤثر أيضاً على ارتفاع كتلة الأرض.

يؤدي فقدان المساحة في تلك الأنهار الجليدية الخارجية إلى ارتفاع مستوى بعض المناطق، بما يفوق أثر خسارة الغطاء الجليدي الأساسي في غرينلاند، بسبب عملية «الارتداد المرن».

بفضل هذه العملية، تسترخي الأرض، التي كانت مضغوطة سابقاً وتحررت الآن من الأعباء المحيطة بها، فتتخذ طبيعياً شكلاً متوسعاً يشبه الوسادة المتجعدة التي تعود وتنتفخ ويزيد حجمها.

يقع نهر «كانغرلوسواك» الجليدي في جنوب شرق غرينلاند، وقد تراجع بمسافة 10 كيلومترات منذ العام 1900.

كانت الدراسات السابقة قد استشكفت هذه العملية نظراً إلى خسارة الغطاء الجليدي الأساسي، لكن لم يأخذ العلماء بالاعتبار الجليد المحيطي بالكامل حتى الفترة الأخيرة. من خلال فهم ارتفاع مستوى تلك المساحة، سيتمكن الباحثون من طرح تقديرات أكثر دقة حول ارتفاع منسوب البحار.

يوضح عالِم تقسيم البحار، دانيال لونغفورس بيرغ، من الجامعة التقنية في الدنمارك: «إنه ارتفاع لافت في مستوى اليابسة ويمكننا أن نثبت حصوله الآن. هو يشير إلى تلاحق التغيرات المحلية في غرينلاند بوتيرة فائقة السرعة، ما يؤثر على الحياة هناك». تضاف هذه الظاهرة الغريبة إلى قائمة متوسّعة من الظواهر المدهشة التي يسبّبها التغير المناخي وبدأت تعيد رسم شكل العالم. تتعدد الأمثلة السابقة، بدءاً من انكماش طبقة كاملة من غلاف الأرض الجوي وصولاً إلى تغيّر مكان محور الأرض. من الواضح أن عصر إعادة تشكيل الأرض بدأ!

MISS 3