البرهان يزور أم درمان ويتوعّد... والبابا: لإنهاء الحرب!

02 : 00

بعدما رحل عنها في ظلمة ليل 23 آب الماضي ليتمركز في بورتسودان، زار رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان مدينة أم درمان في العاصمة خرطوم السبت إثر تمكّن قواته من التقدّم في المدينة، حيث شقت طريقها في منطقة كرري والتحمت بقوات أخرى متحصّنة في مقر سلاح المهندسين، في أهمّ خطوة يُحققها الجيش السوداني منذ اشتعال حربه ضد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو «حميدتي» في نيسان الماضي.

وفي مقطع فيديو بثه الجيش السوداني من زيارته لأم درمان، إحدى المدن الـ3 التي تُشكّل العاصمة السودانية، توعّد البرهان أن ما وصفها بـ»معركة الكرامة» ستستمرّ حتّى دحر «الدعم السريع» نهائيّاً، داعياً عناصر «الدعم السريع» إلى الخروج من ولايتَي الجزيرة والخرطوم. وقال لهم: «ما دمتم تقتلون وتنهبون وتسرقون، فلا مجال للحديث معكم، إلّا بعد انتهاء المعركة».

وفي هذا الإطار، أكد اللواء السابق في الجيش السوداني أمين مجذوب لـ»وكالة أنباء العالم العربي» أن تقدّم الجيش في أم درمان يهدف إلى إنهاء الحصار الذي تضربه «الدعم السريع» على السلاح الطبي وسلاح المهندسين لتأمين خط إمداد من بورتسودان إلى أم درمان، مشيراً إلى أن «التقدّم يُحقق أيضاً إبعاد التهديدات التي كانت تستهدف شمال أم درمان كمنطقة وادي سيدنا وحامية كرري العسكرية».

كما اعتبر المجذوب أن ما حقّقه الجيش «خطوة أولى» تُسهّل عبور قواته إلى مدن العاصمة الأخرى انطلاقاً من أم درمان ووصولاً إلى سلاح المدرّعات، ومنها جنوباً إلى منطقة جبل الأولياء العسكرية، مشيراً إلى أن أم درمان كانت «شريان إمداد حيويّاً» لـ»الدعم السريع» وكان على الجيش قطعه.

من جهتها، رأت الباحثة المتخصّصة في الشأن السوداني أسماء الحسيني أن فشل كافة المبادرات السياسية لحلّ الأزمة يدفع الطرفين إلى تحسين الأوضاع العسكرية على الأرض قبل أي مفاوضات مقبلة، مشيرةً إلى أن «البرهان يُريد بعث رسالة إلى الخارج ليقول إنه لا يزال مسيطراً على البلاد، خصوصاً بعد عودة «حميدتي» للظهور وقيامه أخيراً بجولة في دول أفريقية».

في الأثناء، ناشد البابا فرانسيس في كلمته الأسبوعية طرفي النزاع في السودان «إنهاء الحرب التي تلحق الكثير من الضرر بالشعب ومستقبل البلاد»، داعياً إلى الصلاة «من أجل إيجاد سُبل السلام قريباً لمستقبل السودان الحبيب». وقال: «أينما يوجد قتال يكون السكان منهكون، لقد سئموا من الحرب، التي تكون دائماً عديمة الفائدة وغير حاسمة ولا تجلب سوى الموت والدمار ولن تؤدي أبداً إلى حل المشكلة».

MISS 3