ستيفاني غصيبه

Le Rendez-vous des Enfants في "المركز الفرنسي"

الفنّان سيرج بلوك: أعالج نفسي بالفنّ ومعرض قريب في لبنان

23 شباط 2024

02 : 02

سيرج بلوك

يُطلِق المركز الفرنسي في لبنان «موعد الصغار» (Le Rendez-vous des Enfants)، غداً السبت 24 الجاري من الساعة 10 صباحاً حتى 7 مساءً في حرم المركز في بيروت والدخول مجاني من دون حجز. برنامج غنّي يميّز هذا الحدث الذي يتيح للصغار والعائلات المشاركة في أنشطة ترفيهية وثقافية وفنية متنوّعة. أمّا الأولاد فهم على موعد مع الفنان سيرج بلوك المؤلف الشهير لروايات Max et Lili وSamSam وZouk la Sorcière، مقدماً لهم ورشة عمل يشاركهم فيها خبرته في عالم الخطوط والألوان. عن هذا الحدث تكّلم بلوك لـ»نداء الوطن».



كيف تشجّع الأطفال على أن يفعّلوا حسّهم الإبداعيّ رغم تعلّقهم بالشاشات؟

أعتقد أنّ جميع الأطفال مبدعون. وعندما أنظر إليهم يرسمون أو أسمعهم يلعبون، أفكّر مثل الجميع أنّ مخيّلاتهم بلا حدود. فهم يعيشون في عالمهم الخاصّ: أحياناً كاو-بوي وأحياناً هنديّ، أو حتّى رجل فضائي... أحبّ أن ألعب مع هذا الخيال. ولذلك، نلتقي حول مغامرات SamSam أو Max et Lili. أمّا عن حسّهم الإبداعيّ، فنحن نشعله عندما ندعهم يلعبون، أو حتّى يضجرون، لأنّنا حين نضجر نبدأ بالبحث عن فكرة ما للتسلية، وهكذا ندخل عالم الأحلام. فهذا الوقت المُضاع، هو بالفعل وقت مُربَح. وأعتقد أنّه يجب ألّا نشغل أولادنا كثيراً، بل أن نترك لهم الوقت الكافي ليلعبوا ويحلموا.



ملصق النشاط في «المركز الفرنسي»



الأطفال ليسوا منيعين أمام كل فظائع العالم. كيف نحفّزهم على التعبير عن مشاعرهم بالطريقة الفضلى من خلال الفنّ؟

بالفعل، فإن الأطفال لا يسلمون من وحشية العالم. لكنّ الفنّ، سواء أكان الموسيقى أم الغناء أم الرقص أم الرسم، له تأثير تحريريّ وعلاجيّ كبير. فأنا أعالج نفسي بالفنّ منذ وقت طويل، لا أجرؤ على تحديد مدّة هذه الفترة، لكن يمكن عدّها بعشرات السنين.

أن يرسم الطفل ليعبّر، ليروي قصّة، أو لمجرّد التسلية أمر مهمّ للغاية، وأهمّ حتّى من الرسم بطريقة صحيحة أو جميلة. والأهمّ، هو أن نعبّر عن أنفسنا مهما كان عمرنا.





عاشت مجموعة Max et Lili لأكثر من ثلاثين عاماً. ما هو سرّك لرسوم خالدة، قادرة على رواية القصة نفسها عبر الأجيال؟

إنّ رسم الشخصيّة نفسها لأكثر من ثلاثة عقود تحدٍّ حقيقيّ، والأمر أشبه بعدّاء مبتدئ يركض في سباق ماراثوني لمدة 30 عاماً. هذا ليس سهلاً. أنا محظوظ في مشروع Max et Lili بوجود دومينيك دو سان مارك شريك لي. فأستند على كلماته، أرسم صوراً لأفكاره وأعطي الحياة لشخصيّاته الصغيرة.

ربّما السرّ الوحيد هو المحافظة على القليل من البراءة والسّذاجة للإيمان بهذه الشخصيّات وبوجودها. بعد ثلاثين عاماً، وعلى الرغم من تحدّيات الأزمنة، لم يكبر ماكس وليلي أبداً. فهذا اختبار رائع، وسرّه قصّة شراكة وصداقة.

«مخرج على الورق»، أيّ قصّة من العالم المعاصر تستهويك لأن تعطيها خطوطاً وألواناً؟

«مخرج على الورق»، أجد نفسي في هذه العبارة. فالرسم هو إخراج قصّة معيّنة، تماماً مثل فيلم سينمائي، إلّا أنّ قصصنا لا تتحرّك عادةً. والآن، أعمل أيضاً في مجال الرسوم المتحرّكة، فأصبحت رسومي تتحرّك «عن حقيقة». أمّا عن قصص العالم المعاصر، فأعمل على معرض يُقام في لبنان ويتناول الحبّ، حسّ الفكاهة، الحرب والسلام. لا نملك بعد العنوان النهائي للحدث، لكنّ هذه الكلمات تدلّ على المعنى الذي نريد أن يطغى عليه. ويشاركني في العمل الكوميدي الرائع شاكر بو عبدالله، حيث نمزج بين عالمي وعالمه الخاصّ لنستقبل الكبار والصغار في خليط من الشعر والكوميديا والمقاطع المصوّرة والواقع المعزّز والرسوم المتحرّكة والكلمات بالطبع. كلّ هذا في ساعة مليئة بالمشاعر.



شخصيّة SamSam



ماذا تتوقّع من اللقاء مع الأطفال اللبنانيّين خلال مشاركتك في Le Rendez-vous des enfants؟

مثل كلّ اللقاءات الأخرى، أن نتعلّم ونمضي وقتاً ممتعاً. أتمنّى أن يستفيد الأطفال بقدر ما أستفيد وأستمتع. إذا تسلّينا لمدّة ساعة من الوقت، أكون قد نجحت في التحدّي. فإضحاك الموجودين بغاية الأهمية.

MISS 3