حمض نووي قديم يكشف إبادة جماعية مأسوية في ماضي البشرية

02 : 00

تكشف دراسة جديدة أن ظهور الزراعة في أواخر العصر الحجري لم يكن عبارة عن عملية انتقالية سلسة من أسلوب حياة الصيادين وجامعي الثمار، بل إن المزارعين الذين استوطنوا الأراضي أطلقوا حملة دموية للقضاء على السكان البدو خلال بضعة أجيال.



استُبدِل جميع سكان جنوب الدول الاسكندنافية بوافدين جدد جاؤوا إلى المنطقة بمعدل مرتَين خلال ألف سنة، ولا تحمل بقايا هؤلاء الوافدين أي أثر من أسلافهم في حمضهم النووي، وفق تحليل أجراه فريق دولي من الباحثين.

تقول عالِمة البيئة القديمة آن بيرجيت نيلسن من جامعة «لوند»: «كانت هذه العملية الانتقالية تُعتبر سلمية في السابق. لكن تكشف دراستنا أن العكس صحيح. بالإضافة إلى حالات القتل العنيفة، يبدو أن المواشي نقلت مسببات أمراض جديدة قتلت عدداً كبيراً من جامعي الثمار».

حلل الباحثون عيّنات حمض نووي من مئة عيّنة بشرية في الدنمارك. امتدت تلك الآثار على 7300 سنة من العصر الحجري الأوسط الذي شَهِد بداية تراجع أسلوب حياة الصيادين وجامعي الثمار، والعصر الحجري الحديث الذي شَهِد استقرار البشر في المجتمعات الزراعية، والعصر البرونزي المبكر.

يكشف هذا التحليل أن جماعة من المزارعين طردت الصيادين وجامعي الثمار الذين كانوا يقيمون في الدول الاسكندنافية سابقاً منذ 5900 سنة واستولت على الغابات للحصول على أراضٍ زراعية.

تكثر الأدلة الأثرية التي تشير إلى انتشار العنف في تلك الحقبة، لكن تستنتج الدراسة الجديدة أن الحمض النووي الخاص بالصيادين وجامعي الثمار تلاشى بالكامل وبات رصده صعباً في جينومات أوائل المزارعين في الدول الاسكندنافية.

لكن كانت هيمنتهم قصيرة نسبياً. عاش المزارعون طوال ألف سنة تقريباً قبل أن تظهر موجة أخرى من الوافدين الجدد من السهول الشرقية.

من خلال فهم أصل الشعبَين الدنماركي والسويدي، يأمل الباحثون في الكشف عن مؤشرات جينية في الحمض النووي القديم لتفسير الأنماط الصحية المعاصرة، مثلما اكتشف العلماء للتو السبب الذي يجعل التصلب المتعدد شائعاً وسط أصحاب البشرة البيضاء من شمال أوروبا أكثر من سكان جنوب أوروبا.

قد تسمح هذه النتائج بزيادة المعلومات عن الأصل الوراثي لبعض الأمراض، ما يفيد الأبحاث الطبية على المدى الطويل.

MISS 3