زيلينسكي لحلفائه: نصر أوكرانيا يتوقّف عليكم!

زيلينسكي متحدّثاً خلال مؤتمره الصحافي في كييف أمس (أ ف ب)

مع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا عامه الثالث، حيث تواجه كييف تحدّيات ميدانية هائلة، توجّه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال مؤتمر صحافي أمس إلى حلفائه الغربيين، قائلاً إنّ انتصار أوكرانيا على روسيا «يتوقف عليكم»، لكنّه أبدى ثقته بأن الكونغرس الأميركي سيوافق في نهاية المطاف على حزمة المساعدة الضخمة التي طال انتظارها.

وقال زيلينسكي: «سواء كانت أوكرانيا ستخسر وما إذا كان الوضع سيكون صعباً جدّاً وما إذا كان عدد الضحايا سيكون مرتفعاً، كلّ هذا يتوقف عليكم وعلى شركائنا وعلى العالم الغربي»، كاشفاً مقتل 31 ألف جندي أوكراني في هذه الحرب، في تصريح رسمي نادر من نوعه في شأن الخسائر العسكرية التي تكبّدتها بلاده خلال الحرب المتواصلة منذ عامَين.

وردّاً على سؤال عمّا إذا كان سيتحدّث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أجاب زيلينسكي: «هل تستطيع التحدّث مع شخص أصمّ؟ هل يُمكنك التحدّث مع رجل يقتل معارضيه؟». وسخر من الانتخابات الرئاسية الروسية المقبلة والتي يُرجّح أن تُمدّد حكم بوتين حتّى عام 2030، قائلاً: «يرى نفسه (في السلطة) حتّى عام 2030، نودّ أن نتخلّص منه قريباً».

وكشف الرئيس الأوكراني أن خطط الهجوم المضاد الذي شنّته قواته العام الماضي قد تسرّبت إلى روسيا قبل بدئه، وقال: «كانت خطط عملنا للهجوم المضاد مطروحة على طاولة الكرملين قبل بدء الهجوم المضاد»، مشيراً إلى أن قادته العسكريين يُعدّون «خططاً عدّة» لاستراتيجية الحرب لهذا العام «بسبب تسرّب المعلومات».

من ناحيته، أوضح وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف أن نصف الأسلحة التي يعِد الغرب بتوريدها إلى أوكرانيا تُسلّم بعد تأخير. وقال خلال منتدى بمناسبة الذكرى الثانية لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا: «في الوقت الحالي، التعهّد ليس مرادفاً للتسليم، 50 في المئة من الإلتزامات لم يتمّ الإيفاء بها في الوقت المحدّد»، معتبراً أنه بسبب هذه التأخيرات «نخسر أشخاصاً وأراضي».

في الأثناء، كشف القائد العام للقوات المسلحة أولكسندر سيرسكي أنه تفقد مع أوميروف مواقع قيادة قريبة من جبهة القتال لتحليل ساحة المعركة وتعزيز الدفاعات وحماية القوات من الطائرات المسيّرة والغارات بالقصف الجوي، موضحاً أن «الوضع معقّد ويتطلّب مراقبة مستمرّة»، فيما تحدّث وزير الصناعات الاستراتيجية الأوكراني أولكسندر كاميشين عن أن بلاده زادت إنتاجها من الأسلحة إلى 3 أضعاف العام الماضي، لافتاً إلى عمل 500 شركة في قطاع الدفاع في البلاد الآن.

وفي السياق ذاته، كشف وزير التحوّل الرقمي الأوكراني ميخايلو فيدوروف أن 90 في المئة من الطائرات المسيّرة المُستخدمة في ساحة المعركة ضدّ القوات الروسية أُنتجت في بلاده، في حين دمّر الجيش الأوكراني 16 من أصل 18 طائرة مسيّرة هجومية إيرانية الصنع أطلقتها قوات الكرملين فوق 8 مناطق في وسط أوكرانيا وغربها وجنوبها، بما في ذلك منطقة العاصمة الليلة الماضية.

توازياً، يجتمع نحو 20 رئيس دولة وحكومة معظمهم من أوروبا في قصر الإليزيه اليوم، للتأكيد مجدّداً على وحدتهم ودعمهم لأوكرانيا. وسيُفتتح الاجتماع بمداخلة عبر الفيديو لزيلينسكي. ويشارك في الاجتماع ممثلان عن الولايات المتحدة وكندا، بالإضافة إلى وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون. والهدف يكمن في «إعادة التعبئة ودراسة كافة سُبل دعم أوكرانيا بشكل فعّال»، وفق الإليزيه الذي أكد أنّه «لم نستسلم ولسنا انهزاميين. لن تنتصر روسيا في أوكرانيا».

إلى ذلك، حضّ رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الغرب على اتباع نهج «أكثر جرأة» في مصادرة الأصول الروسية وإرسال الفوائد المتراكمة حتى الآن نتيجة تجميدها إلى أوكرانيا، و»من ثمّ، مع «مجموعة السبع»، علينا إيجاد سُبل قانونية لمصادرة الأصول نفسها وتسليم هذه الأموال إلى أوكرانيا أيضاً».

من جهة أخرى، بدأ أمس التصويت المبكر في الانتخابات الرئاسية الروسية المرتقبة في منتصف آذار، في مناطق نائية في البلاد أرسلت إليها السلطات مروحيات وعربات لجمع أصوات رعاة الرنة وغيرهم، في اقتراع من المؤكد أنه سيمنح بوتين ولاية جديدة بعد منع لجنة الانتخابات جميع مرشّحي المعارضة من الترشّح، فضلاً عن قتل وسجن ونفي معظم المعارضين. كما نظّمت روسيا تصويتاً مبكراً في المناطق المحتلّة في أوكرانيا.