عماد موسى

إن "راب" بحر أنفه...

27 شباط 2024

02 : 00

لماذا يمنح «الإستيذ» كتلة الإعتدال الوطني شرف تنظيم عقد لقاء حواري في مجلس النواب يمهد لانتخاب رئيس للجمهورية بجلسات مفتوحة أو بدورات متتالية كما يتمنى ويشتهي الإخوة الألداء؟ ما الذي تغيّر في المعادلات القائمة منذ نهاية عهد بي الكل الميمون؟ المتغيّر الوحيد أن ميتر ملحم خلف كبر في ثلاثة عشر شهراً سنوات بسبب الرطوبة في القاعة العامة والكوابيس التي تطارده. زاد وزنه. خف نظره وقد يشيخ ولن يغير الرئيس بري حرفاً من ثوابته الدستورية.

أجهل تماماً دافع رئيس مجلس النواب لعمل الخير مع بيت الخير، كأن يؤمّن لمبادرة كتلة الإعتدال نصاباً سياسياً وتمثيلاً يفوق الثلثين في يوم «التشاور الحواري العالمي» أو «الحوار التشاوري»، يلتزم ممثلو الكتل في خلاله، حضور جلسات الإنتخاب ويقسمون على عدم فرط النصاب. لماذا يخاطر بري ما دام مرشحه سليمان فرنجيه الثابت كأعمدة بعلبك لم، ولن، يصل إلى عتبة الـ 65 صوتاً ولا يفكر في الإنسحاب المشرّف ولا من رشحه يفكر في سحبه من المضمار؟ فعلا أمرٌ محير.

لا أحد يُستقبل في قصر عين التينة إلّا ويخرج بجرعة تفاؤل زائدة إذ يعطيه «الإستيذ» من طرف اللسان حلاوة. هذا ما حصل في الزيارة الأخيرة لوفد تكتل الإعتدال الوطني. أشعر دولته النواب الأفاضل بالإطمئنان والراحة. خرجوا فرحين وراحوا يجوبون الديار والأمصار، يجولون على الكتل يزرعون الإبتسام والسعادة أينما حلّوا، كأنهم مندوبو سانيتا. تجاوزوا أسماء المرشحين، جميعهم فيهم الخير والبركة، عسكريين ومدنيين وليفز من يفز. كل هذا التفاؤل التراكمي، سيبدده الحاج محمد رعد بابتسامة واحدة، لن يضطر للعبوس لدى استقباله وفد الإعتدال. هذا إن لم يُطح النائب حسن فضل الله بالمبادرة قبل اللقاء الموعود، معيداً الجميع إلى المربع الأول أي إلى طاولة حوار يديرها «الإستيذ» أو مساعده الأرثوذكسي وتستمر على مدى اسبوع قبل الظهر وماتينيه يوم السبت. تطلع العرقلة من حسن وما تطلع من علي.

في المحصّلة إن كان حراك النواب الطيبي القلب سيفضي إلى نتيجة يكون وليد وجيه البعريني أكثر براعة من وزير خارجية فرنسا السابق مسيو جان إيف لودريان في إدارة المفاوضات الشائكة وتدوير الزوايا والإخراج السياسي.

نجاح مبادرة الإعتدال، المدعومة من الخماسية على ما يُقال، يوازي «ترويب» بحر أنفه. وان لحق وراب البحر لحّق على لبن. أتمنى صادقاً أن أكون مخطئاً في تقويمي البائس وتشاؤمي في نهاية سياسات الإبتزاز.

MISS 3