فرضت التطورات الميدانية المتسارعة جنوباً وبقاعاً ايقاعها على الشأن اللبناني، وتقدّمت على العناوين السياسية، الامر الذي حمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط الى التحذير من «منتصف شهر آذار»، في وقت اجتمع فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة مع قائد قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان اللواء آرولدو لاثارو والوفد المرافق، وجرى خلال الاجتماع عرض الأوضاع العامة لا سيّما المستجدات الميدانية على ضوء تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان والقرى والبلدات الجنوبية.
في هذه الاثناء، يواصل لبنان الرسمي صوغ ردّه على المقترح الفرنسي المتعلق بالأمن جنوباً، وقد بحث وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب هذا الامر مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، قائلاً: «نحن نهيئ الرسالة التي اتفقنا عليها، والنقاط التي سنتناولها، وان شاء الله يكون الردّ لدى الفرنسيين الأسبوع المقبل، وأوضح أن «موقفنا معروف ونريد تطبيقاً كاملاً وشاملاً للقرار1701 ومن ضمنه شبعا وكفرشوبا»، ورحّب بالدور الفرنسي، وقال: «لقد أعطانا الفرنسيون هذه الأفكار لأنه يهمهم لبنان وسلامة لبنان».
وبعد لقائه كلاً من سفيرة الولايات المتحدة الاميركية ليزا جونسون وسفير اسبانيا خيسوس سانتوس أغوادو في وزارة الخارجية، أكد بو حبيب الاستمرار «بجهودنا الهادفة إلى احتواء التصعيد، ووقف تدحرج الأمور إلى الأسوأ، لا سيما من خلال ما نشاهده هذه الأيام من اعتداءات مقلقة جداً تهدّد، ليس فقط أمن لبنان بل المنطقة بأسرها». وأضاف: «مقاربتنا هي البحث عن الحلول الشاملة والمستدامة للخروج من نفق هذه الأزمة وهذا العدوان».
نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، أوضح خلال استقباله في المجلس القائمة بأعمال السفارة الاسترالية أماندا ماكريغور يرافقها السكرتير الأول بن غريغ «أن فكرة فتح جبهة الحرب هي في غاية الخطورة، وأن الحل الوحيد هو بالطرق الدبلوماسية»، وشدّد على «أهمية مواصلة بذل الجهود الدبلوماسية للتوصل الى حل لوقف الحرب واحتوائها والانتقال من بعدها الى المرحلة التي تلي وقف اطلاق النار في لبنان بما فيها ملف حل الخلاف على النقاط التي تحفّظ لبنان عليها على الحدود البرية الجنوبية».
رئاسيا، تابعت كتلة «الاعتدال الوطني» مبادرتها الهادفة الى إحداث خرق بملف رئاسة الجمهورية، وزار وفد منها امس كتلة «تجدد» في مكتبها في سن الفيل قبل أن تجتمع مع نواب تغييريين.
النائب فؤاد مخزومي أوضح أنّ كتلة «تجدّد» تنظر بإيجابية تجاه المبادرة التي عرضتها كتلة «الاعتدال»، لأنها تعيد الاعتبار للدستور وتشكّل منطلقاً حقيقياً للخروج من الأزمة، وسنناقشها مع المعارضة».
النائب ميشال الدويهي أكد بعد لقاء «الاعتدال» بالتغييريين: «سندعم المبادرة الرئاسية وهناك نفس إيجابي لكن إذا لم يحصل تنازل عن المرشحين من الممكن أن تفشل هذه المبادرة المطروحة». وأضاف: «في ظل عدم انتخاب رئيس الجمهورية المشاكل ستبقى وما قاله برّي يعتبر فرصة جديّة لانتخاب الرئيس». ولفت إلى أن «الاقتراح هو أن يتداعى النواب للنزول إلى المجلس النيابي لتأمين نصاب 86 نائباً»، وقال: «سننتظر انتهاء جولة كتلة «الاعتدال الوطني».
وفي السياق، ثمّن رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان مبادرة «الاعتدال» لانتخاب رئيس للجمهورية، مؤكداً انها «اتّسمت بالوضوح والعملية، إذ تبدأ بجلسة تشاور واحدة في المجلس النيابي يصار بعدها الى الذهاب إلى جلسة واحدة مفتوحة بدورات متعددة حتى انتخاب رئيس». وأكد أن «المطلوب من جميع الكتل النيابية والمستقلين الاستجابة لهذه المبادرة وتحديد مواعيدها وإنجاحها لانتخاب رئيس للجمهورية بمبادرة لبنانية وبقرار لبناني».
«حزب الله»
في آخر مواقف نواب «حزب الله»، وصف رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد موقف البَعض بالـ»متواطئ» و»البَعض الثاني حاقدٌ لئيم والبعض الآخر متخاذل إلى حدّ بيع الكرامات والمطلوب أن يسكت الناس الشّرفاء عن مناهضة هذا الإجرام وعن التصدي له وعن الضغط من أجل أن يتوقف التوحش». وقال: «يقِفون إلى جانب العدوّ لتشجيعه على أن يستبيح ساحتنا حين يَقدر ونحن نعلم أنه أعجز من أن يتطاول على ساحتنا لأنّ المرّ سيتذوّقه إذا ما أخطأ في حساباته تجاهنا في لبنان»، وختم «نحن في مواجهتنا للعدوّ الإسرائيلي على جبهتنا في لبنان نعتبر أنها مواجهة دقيقة وحساسة لحساباتها التي نريد منها أن لا نحقق أهداف العدوّ ويريدنا العدوّ أن ننزلق إلى طريقة يوسّع بها دائرة القتال لمصلحته مستفيداً من الدعم الدوليّ الطاغوتي ونحن نريد أن نستدرجه إلى أن نقاتله ضمن هامشنا وشروطنا وما يحقّق مصلحتنا».
بدوره، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله لـ «الميادين»: «العدو الإسرائيلي هدّد لبنان»، و نحن نقول له أن نار المقاومة حارقة، وستتصدى لأي اعتداء على بلدنا» ويظن «أنه يستطيع أن يستعيد هيبته من خلال الغارات على بعلبك والقرى اليوم، لكن المقاومة ستبدع في إيجاد الردود على تماديه في عدوانه على القرى والبلدات، وستفاجئه كما فاجأته اليوم، والعدوان على بعلبك لن يمر من دون رد».