هيومن رايتس تدعو إلى تحقيق مستقل في مقتل أبرز معارض في تشاد

11 : 15

دعت منظمة هيومن رايتس ووتش، السبت، إلى إجراء تحقيق مستقل مدعوم من الخارج في مقتل يحيى ديلو جيرو، أبرز معارض في تشاد، قبل الانتخابات المقررة بعد شهرين.


وكان ديلو جيرو المعارض الرئيسي وقريب محمد إدريس ديبي إتنو الذي أعلنه المجلس العسكري الحاكم في البلاد رئيساً انتقالياً في العام 2021.


ويتّهم الحزب "الاشتراكي بلا حدود" ومعارضون آخرون السلطات بـ"اغتيال" المعارض في مقر الحزب لاستبعاده من الانتخابات الرئاسية المقررة في 6 أيار.


وقال الأمين العام للحزب الاشتراكي بلا حدود روبرت غامب لوكالة "فرانس برس"، "إنه إعدام، لقد أطلقوا عليه النار من مسافة قريبة لإعدامه لأنه أصبح مصدر إزعاج".


ويتداول أقرباء ديلو منذ الخميس صورة عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، لم يتم بعد التحقق من صحتها، تظهر جثة شخص يشبه المعارض الراحل مع آثار رصاصة ظاهرة في الرأس.


ووجه متحدث باسم الحزب الاشتراكي بلا حدود أصابع الاتهام إلى الحرس الرئاسي، وهو وحدة النخبة في الجيش المسؤولة عن أمن رئيس الدولة، بقيادة الهجوم على مقر الحزب في وسط نجامينا.


وشاهد صحافيون من وكالة "فرانس برس" شاحنات مليئة بعناصر الحرس الرئاسي يعتمرون "قبعاتهم الحمر" التي تميّزهم تتجه بسرعة عالية نحو مقر الحزب، قبل أن يسمع دوي نيران أسلحة آلية ثقيلة وانفجارات من المبنى المحاصر.


لكن وزير الاتصالات عبد الرحمن كلام الله قال: "لم نعدم أحدا".


وأضاف: "رفض الاستسلام، ووقع تبادل لإطلاق الرصاص، ولم يحدث إعدام" في هذا الهجوم الذي أسفر وفقاً له عن مقتل أربعة جنود وثلاثة من أعضاء الحزب، متّهما ديلو بأنه "أطلق هو نفسه النار على قوات الأمن".


وقالت هيومن رايتس ووتش في بيان إن "مقتل مرشح رئاسي محتمل خلال هجوم شنته قوات الأمن التشادية على مقر حزب معارض يثير مخاوف بشأن الأجواء التي ستكون عليها الانتخابات المقررة في 6 أيار".



وأوضح مدير منطقة وسط إفريقيا لويس مادج "الظروف المحيطة بمقتل يحيى ديلو غير واضحة، لكن مقتله العنيف يبرز الأخطار التي يواجهها السياسيون المعارضون في تشاد، خصوصا مع اقتراب الانتخابات".



وأضافت المنظمة الحقوقية في بيانها أنها "اطلعت على صور عدة أرسلها مصدر موثوق مقرب من ديلو تظهره مقتولا برصاصة واحدة في الرأس".



ووفق الحكومة، كان ديلو مطلوبا بتهمة التحريض على "محاولة اغتيال" مفترضة لرئيس المحكمة العليا قبل عشرة أيام، وقاد هجوماً على مقر جهاز الاستخبارات النافذ الثلثاء.



ونفى المعارض ذلك بشدة في رسالة صوتية بعثها إلى وكالة فرانس برس قبل ساعات من مقتله، واتهم المجلس العسكري الحاكم بحياكة تهم بحقه بهدف استبعاده من الانتخابات الرئاسية.


وكان ديلو أحد أشد المعارضين الذين يخشاهم محمد إدريس ديبي إتنو، ويعود ذلك وفق مراقبين إلى قرابته به، وكلاهما من إتنية الزغاوة التي تشكل أقلية في تشاد لكنها تحتكر أعلى المناصب في الجيش وأجهزة الدولة منذ أكثر من 33 عاماً.


MISS 3