شهباز شريف يعود رئيساً لوزراء باكستان بدعم الجيش

02 : 00

شهباز شريف (يمين) مصافحاً أخاه الأكبر نواز شريف أمس (أ ف ب)

بعد انتخابات تخلّلتها اتهامات بالتزوير، حجز شهباز شريف الذي انتُخب بالأمس للمرّة الثانية رئيساً لوزراء باكستان، لنفسه مكاناً في واجهة الحياة السياسية كرجل المهمات الصعبة الذي يتولّى السلطة في أوقات الأزمات، بدعم ضمني من المؤسّسة العسكرية النافذة في البلاد.

يعود شريف (72 عاماً) إلى رئاسة الحكومة مرّة جديدة على رأس ائتلاف هشّ، يبعد من خلاله أنصار رئيس الوزراء السابق المسجون عمران خان الذين حصدوا أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات التشريعية التي أُجريت في الثامن من شباط الماضي، على الرغم من اضطرارهم لخوض الانتخابات كمستقلّين.

وانتُخب شريف الذي سبق أن قاد ائتلافاً مشابهاً بعد إطاحة عمران خان من السلطة، بغالبية 201 صوت مقابل 92 لعمر أيوب خان المدعوم من رئيس الحكومة السابق عمران خان.

وتوجّه في أوّل تصريح له إلى أخيه الأكبر نواز شريف الذي شغل هذا المنصب 3 مرّات وأفسح المجال له هذه المرّة، بالقول أمام المجلس: «أشكره على اختياري لهذا المنصب».

وشهدت الجلسة البرلمانية أمس نقاشات حادة وتبادل شتائم مع أنصار عمران خان الذي يتمتّع بشعبية كبيرة، والذي شغل قبل شهباز شريف منصب رئيس الوزراء بين عامَي 2018 و2022، قبل أن يُطاح بمذكرة لحجب الثقة.

ومن المقرّر أن يؤدّي شهباز شريف اليمين الدستورية اليوم لولاية مدّتها 5 سنوات. ولم ينجح أي رئيس وزراء في باكستان حتّى الآن في الاحتفاظ بمنصبه حتّى نهاية الولاية. وقال شهباز: «إذا قرّرنا بشكل مشترك تغيير مصير باكستان، فعندئذ سنتمكّن من التغلّب معاً على هذه التحدّيات، المرتفعة مثل جبال الهيمالايا والواسعة كالمحيطات».

وتساءل: «هل يُمكن لباكستان التي تمتلك أسلحة نووية أن تستمرّ مع عبء الديون؟»، وأردف: «ستستمرّ إذا قرّرنا بشكل جماعي العلاج العميق وتغيير النظام»، بينما أكد عمران خان الذي لا يزال مسجوناً منذ آب حيث يواجه أحكاماً طويلة، أن الانتخابات زوّرت بوقاحة بأمر من الجيش من أجل منع حزبه من العودة إلى السلطة.

واضطرّ شهباز شريف وحزبه «الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز»، من أجل العودة إلى السلطة، إلى تشكيل تحالف مع منافسهما التاريخي، «حزب الشعب الباكستاني» الذي تُديره أسرة رئيسة الوزراء السابقة التي اغتيلت بينظير بوتو، ومع عدد من الأطراف الأصغر حجماً. في المقابل، حصل «حزب الشعب الباكستاني» على وعد بمنح منصب الرئيس لزعيم الحزب آصف علي زرداري، زوج بوتو.

ولمّح «حزب الشعب الباكستاني» إلى أنه سيكتفي بدعم حكومة شريف من دون الانضمام إليها. ومع ذلك، من المحتمل أن يُغيّر موقفه في اللحظة الأخيرة. ومن المقرّر الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة خلال الأيام المقبلة.

MISS 3