إستمرّت المفاوضات من أجل التوصّل إلى هدنة في الحرب بين إسرائيل وحركة «حماس» في قطاع غزة لليوم الرابع توالياً في القاهرة أمس، وسط ضغوط أميركية للاتفاق قبل حلول شهر رمضان، فيما أكدت «حماس» أنها أبدت المرونة المطلوبة خلال التفاوض، متّهمةً إسرائيل بأنها «لا تزال تتهرّب من استحقاقات هذا الاتفاق، خصوصاً ما يُحقّق الوقف الدائم لإطلاق النار، وعودة النازحين، والانسحاب من القطاع، وتوفير احتياجات الشعب».
وأكدت الحركة عزمها على «مواصلة التفاوض عبر الوسطاء للوصول إلى اتفاق يُحقق مطالب الشعب ومصالحه»، في وقت تواصلت فيه المعارك والقصف في القطاع حيث الوضع الإنساني يتدهور يوماً بعد يوم وباتت المجاعة «وشيكة»، بحسب الأمم المتحدة.
وتحدّث إعلام «حماس» عن أن الجيش الإسرائيلي شنّ «أكثر من 40 غارة جوّية، مع استهداف منازل على ساكنيها في مدينة حمد، وبلدة بني سهيلة في خان يونس، ودير البلح والبريج وبلدة بيت لاهيا، وحي تل الهوى في مدينة غزة»، في حين أفاد شهود عيان بحصول «اشتباكات عنيفة في غرب خان يونس وبلدة بني سهيلة والمغراقة والزيتون في غزة».
في المقابل، جدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت التأكيد أنّه «سنُلاحق «حماس» مهما طال الزمن وفي كلّ مكان حتّى نقضي عليها»، معتبراً أنّه «لا خيار أمامنا سوى القضاء» على الحركة.
توازياً، رأى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب أنه «من العار أن تقف البشرية مكتوفة الأيدي والفلسطينيون يقتلون جوعاً أو قصفاً أو قنصاً»، معتبراً أن «ما يجري في غزة حرب إبادة كاملة ضدّ شعب بأكمله، أدواتها الرصاص والقنابل والتجويع».
في الأثناء، أُصيب إسرائيلي بجروح متوسّطة في عملية طعن بضاحية النبي يعقوب شمال القدس، وفق الإسعاف الإسرائيلي، فيما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن الشرطة اعتقلت المشتبه في تنفيذه عملية الطعن، بينما دانت الخارجية الفلسطينية مصادقة مجلس التخطيط الأعلى التابع للإدارة المدنية لإسرائيل في الضفة الغربية على بناء 3500 وحدة استيطانية جديدة لتوسيع عدد من المستوطنات المحيطة بالقدس، خصوصاً «معاليه أدوميم».
من جهة أخرى، خلُصت لجنة تحقيق إسرائيلية إلى تحميل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «مسؤولية شخصية» في حصول التدافع المُميت الذي أدّى إلى مقتل 45 يهوديّاً كانوا يحجّون إلى موقع ديني في جبل ميرون «الجرمق» في العام 2021.
