أردوغان: مستعدّون لاستضافة قمّة سلام أوكرانية - روسية

02 : 00

زيلينسكي مُصافحاً أردوغان في اسطنبول أمس (أ ف ب)

فيما يتزايد القلق من احتمال توسّع الحرب في أوكرانيا لتطال «حممها» دولاً أخرى، أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إثر استقباله نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في اسطنبول أمس، استعداد بلاده لاستضافة قمّة سلام بين كييف وموسكو، مكرّراً دعمه لسيادة «حليفته الاستراتيجية» أوكرانيا ووحدة أراضيها.

وإذ قال أردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع زيلينسكي: «بينما نواصل تضامننا مع أوكرانيا، سنواصل العمل لإنهاء الحرب وللتوصل إلى سلام عادل يتمّ التفاوض في شأنه»، أكد نيّته التوصّل إلى اتفاق بين الطرفين في شأن آلية جديدة لضمان أمن الملاحة التجارية في البحر الأسود، مؤكداً استعداده لتقديم المساعدة.

وكشف الرئيس التركي أن أنقرة ستُساهم بقوّة في إعادة إعمار أوكرانيا بمجرّد انتهاء الحرب، بينما شدّد زيلينسكي على أن «أي مقترح لتسوية هذه الحرب يجب أن ينطلق من الصيغة التي تطرحها الدولة التي تُدافع عن أراضيها وشعبها. نُريد سلاماً عادلاً». كما لفت الرئيس الأوكراني إلى أن روسيا لن تُدعى إلى أوّل قمّة للسلام مزمع عقدها في سويسرا، لافتاً إلى أنه قد يُدعى ممثل روسي إلى الاجتماع التالي بعد بحث خارطة طريق للسلام والاتفاق عليها.

في الموازاة، حذّر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا خلال زيارته فيلينوس، الدول الغربية، من تضاؤل المساعدة التي تُقدّمها إلى بلاده، مؤكداً أن تسليماً منتظماً للمعدّات العسكرية سيُتيح تجنّب توسّع الحرب خارج أوكرانيا.

وإثر لقائه نظراءه الفرنسي والليتواني واللاتفي والإستوني، اعتبر كوليبا أن «الاستراتيجية القائمة على تقديم مساعدة بالقطارة إلى أوكرانيا لم تعد فعالة»، مشيراً إلى أنّه «إذا استمرّت الأمور على هذا النحو، فلن ينتهي هذا الأمر في شكل جيّد بالنسبة إلينا جميعاً».

ودعا إلى نقل عمليات التدريب العسكري التي يقوم بها الغربيون إلى الأراضي الأوكرانية، وكذلك خدمات صيانة الأسلحة وإنتاج العتاد العسكري، معتبراً أن ذلك سيمنح كييف أفضلية على الصعيد اللوجستي. وتحدّث عن أن كلّ ذلك سيُتيح «تفادي وضع تضطرّون فيه إلى اتخاذ قرارات للدفاع عن قراكم ومدنكم وأراضيكم».

من ناحيته، اعتبر وزير خارجية ليتوانيا غابرييليوس لاندسبرغيس أن على حلفاء أوكرانيا الغربيين أن «يرسموا خطوطاً حمراً لروسيا» وليس لأنفسهم، مع «عدم استبعاد أي شكل من الدعم لأوكرانيا»، في تقاطع مع تصريحات أخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه أن الغرب لا يُمكنه المجازفة بانتصار روسي في أوكرانيا، لأنّ «كلفة ذلك ستكون باهظة جدّاً علينا جميعاً»، و»لأنّنا نعلم جيّداً أن روسيا لن تقف عند هذا الحدّ»، مؤكداً أنّه «علينا اليوم ألّا نمنع أنفسنا من القيام بأي خطوات جديدة».

في الأثناء، أوضح وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو أن إرسال «قوات قتالية على الأرض» إلى أوكرانيا ليس مطروحاً، مشيراً من ناحية أخرى إلى أن 3 شركات فرنسية ستُنتج أو تتولّى صيانة الأسلحة على الأراضي الأوكرانية.

توازياً، دعت رئيسة مولدوفا مايا ساندو خلال مقابلة مع صحيفة «لوموند» الفرنسية إلى زيادة الدعم لأوكرانيا، معتبرةً أنها حصن لبلادها «طالما أن كييف تُقاوم»، وأكدت أنه من الضروري التصدّي لبوتين من أجل أمن أوروبا. ورحّبت باتفاق الدفاع الموقّع الخميس مع فرنسا، ووصفته بأنه «خطوة أولى للمساعدة في تعزيز أمن مولدوفا والمنطقة».

ميدانيّاً، أفادت كلّ من أوكرانيا وروسيا أنهما أسقطتا عشرات المسيّرات ليل الخميس - الجمعة. وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن روسيا أطلقت 37 مسيّرة إيرانية الصنع من طراز «شاهد» و3 صواريخ في اتّجاه أراضيها، مؤكداً إسقاط 33 مسيّرة في مناطق كيروفوغراد وأوديسا وخيرسون وميكولاييف وخاركيف.

وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع اعتراض 16 مسيّرة أوكرانية فجر الجمعة، مشيرةً إلى تدمير نحو 15 منها فوق منطقة فولغوغراد، الواقعة على بُعد نحو 300 كيلومتر عن الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، وإلى وإسقاط مسيّرة أخرى فوق منطقة بيلغورود الحدودية.

MISS 3