تهديد عسكري إيراني: أصبحنا على حدود إسرائيل

لندن تنضمّ إلى "القوّة البحريّة" بقيادة واشنطن في الخليج

00 : 57

ظريف خلال مؤتمر صحافي في طهران أمس

في وقت صرّح وزير الخارجيّة الإيراني محمد جواد ظريف بأنّ الولايات المتّحدة تتصرّف بمفردها ضدّ إيران، معتبراً أنّها "تُعاني من العزلة في العالم وغير قادرة" على تشكيل تحالف من أجل حماية السفن التجاريّة في الخليج لأنّ حلفاءها يشعرون "بالحرج" من الانضمام إليه، واصفاً بـ"الخدعة" دعوتها إلى إجراء محادثات، أعلنت المملكة المتّحدة أنّها ستنضمّ إلى واشنطن في "قوّة الأمن البحريّة الدوليّة" لحماية السفن في مضيق هرمز الاستراتيجي، ما يُمثّل منعطفاً في موقف الحكومة البريطانيّة التي باتت منذ نهاية تموز تحت رئاسة بوريس جونسون. ولفت وزير الخارجيّة البريطاني دومينيك راب إلى أن انضمام بلاده "سيُعزّز نشر الأمن ويوفر الطمأنينة للنقل البحري"، مضيفاً: "هدفنا هو إقامة أوسع دعامة دوليّة ممكنة بغرض فرض احترام حرّية الملاحة في المنطقة"، في حين أعلنت ألمانيا أنّها لا تؤيّد في الوقت الراهن الانضمام لتحالف تقوده واشنطن، مشدّدةً على "مواصلة المسار الديبلوماسي والسعي إلى إجراء حوار مع إيران وضمان حرّية حركة الناقلات النفطيّة في الخليج".

وبالعودة إلى استخفاف ظريف بقدرة الولايات المتّحدة على تشكيل تحالف دولي بحري في الخليج، فقد تساءل الوزير الإيراني: "لماذا تشكيل تحالف دولي؟"، وأردف في معرض هجومه على أميركا: "من يفتعل الحرائق لا يُمكن أن يكون إطفائيّاً". وتابع: "أعتقد أن ترامب لا يسعى إلى الحرب، لكن بولتون ونتنياهو يُريدانها"، معتبراً "أنّهما على استعداد لخوض حروب حتّى آخر جندي أميركي".

وبالتوازي، برز أمس ما أعلنه نائب رئيس الأركان العامة لشؤون العمليات في الجيش الإيراني، العميد مهديرباني، من أنّ بلاده وسعت نفوذها الإقليمي حتى حدود إسرائيل، مؤكداً أن أي دولة في الشرق الأوسط أو خارجه لا تستطيع مواجهة إيران عسكرياً. وقال: "إيران أصبحت اليوم أقوى من أي وقت مضى ولن تستطيع أي دولة إقليمية، أو غير إقليمية، في غضون السنوات العشر المقبلة على الأقل التغلب عليها في أي حرب برية"، حسبما نقلت وكالة "فارس" عن مهديرباني الذي أضاف: "أصبحنا الیوم أكثر قوة من ذي قبل ووصل عمق دفاعنا ونفوذنا إلى سواحل البحر المتوسط ​​وامتدت جبهتنا لحدود الكیان الصهيوني"، متباهياً في هذا الإطار بامتداد نفوذ طهران في كل من اليمن والعراق ولبنان حيث اعتبر أنّ في هذه الدول "قوة مقاومة لا تقهر".

نوويّاً، حذّرت وكالة الطاقة الذريّة الإيرانيّة، الأوروبّيين، من أنّها ستُقلّص التزاماتها في الاتفاق النووي خلال شهر إذا لم يتمكّنوا من الوفاء بالتزاماتهم ويُساعدوها في الالتفاف على العقوبات الأميركيّة. وكشفت الوكالة أن طهران قلّصت التزاماتها بالاتفاق النووي من خلال الاحتفاظ بأكثر من 130 طنّاً من المياه الثقيلة وأكثر من 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب. كذلك هدّد ظريف بأنّه إذا لم تُنفّذ أوروبا التزاماتها، فإنّ "الخطوة الثالثة على الأبواب"، في إشارة إلى تقليص إيران التزاماتها بالاتفاق النووي مرّتَيْن من قبل.

إلى ذلك، واصلت دول عدّة وعلى رأسها الصين، استيراد كميّات من النفط الايراني رغم تشديد العقوبات الأميركيّة على طهران في بداية أيّار، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، التي تابعت حركة 70 ناقلة ايرانيّة، حيث أن 12 منها أوصلت شحنات من النفط، 6 إلى الصين و6 إلى زبائن آخرين على ساحل البحر المتوسّط. ومع أن جهات عدّة رصدت عمليّات تسليم نفط، لكن لا يبدو أنّها بهذا الحجم الكبير، إذ تراجعت الصادرات الايرانيّة للنفط بحراً نتيجة العقوبات من أكثر من مليوني برميل يوميّاً في بداية 2018 إلى أقلّ من 400 ألف برميل يوميّاً في تموز الماضي.


MISS 3